قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

نظرية مونتسكيه السياسية

نظرية مونتسكيه السياسية
مونتسكيه

كان مونتسكيه من أشد المعجبين بشخصية لوك وقد أعتبره المعلم الأكبر للبشرية وقد تأثر به بشكل كبير بالإضافة لتأثره الكبير بالصحافة الإنجليزية لما كانت عليه من قوة وحرية رأي على عكس نظيرتها في فرنسا التي كانت تعاني من فساد وإنحلال ورقابة مفروضة من النظام،وهذا كله كان له أعظم التأثير على فكره،ولكن على الرغم من ذلك فقد كان مونتسكيه  على إطلاع بخفايا السياسة في بريطانيا وما كانت تعانيه من بعض الفساد،ورغم ذلك فقد كان رأيه دائما لصالح النظام الإنجليزي على النظام الفرنسي وذلك بسبب ظروف الحياة السياسية والإجتماعية لفرنسا في تلك الفترة.

كتاب روح القوانين

وقد ضم فيه مونتسكيه كل كتابات حياته،بحيث أثر هذا الكتاب تأثيرا بالغ الأهمية  في المجالات السياسية والعقلية،وقد كان الكتاب يبحث في روح القوانين أكثر من نصها،حيث كان يؤمن أن روح القانون يجب أن تقود المشرّع،وذلك لأنه كان متفائل مثل بقية فلاسفة فرنسا على أن الجنس البشري قادر على التقدم عن طريق إستخدام العقل،ولهذا بدأت أفكار مونتسكيه بالقانون الطبيعي على أساس أنه ما كان من حالة طبيعية قبل قيام المجتمع أي أنه القواعد التي يجب أن تسيطر على سلوك الإنسان ويجب عليه إتباعها،وقد إعتبر أن أول قانون طبيعي هو قانون السلم والأمن والذي يحفظ وجود الإنسان ويؤدي به إلى التزاوج،أما القانون الثاني فهو قانون السعادة الناتج عن الإتصال بالأخرين،في حين أن القانون الثالث هو قانون حب الحياة الإجتماعية الناتح عن التزاوج والتناسل والإجتماع بالأخرين،أما القانون الرابع فهو الرغبة العاقلة في الحياة في المجتمعات،ولكن عند قيام المجتمع والحكومة تتغير هذه القوانين وتصبح هناك ثلاث قوانين جديدة هي:

1-القانون الأممي،وينطبق على الدول في حالة الإختلاط والإحتكاك مع بعضها البعض،ويسمى أيضا بالقانون الدولي.
2-القانون السياسي،وهو ينظم العلاقة بين الحكومة والمحكومين،ويسمى أيضا بالقانون الإدراي والدستوري.
3-القانون المدني،وهو ينظم علاقة المواطنين ببعضهم البعض مثل قانون العقود.

ولقد جمع مونتسكيه في نظريته الإتجاه العقلي والمنهج التاريخي،لهذا كان رأيه أن العقل البشري المجرد من الهوى قادر على أن يحكم ويتحكم بالبشرية،كما وأن القوانين السياسية والمدنية تختلف بإختلاف الدول لأنها ناتجة عن تفاعل العقل مع الظروف الخاصة بكل دولة فيصوغها بناءا على ذلك،ولهذا وجب أن تكون القوانين ملائمة للحالة الطبيعية للبلد من حيث السكان والمساحة والموقع والوظائف والديانة والعادات والتقاليد،وبذلك تعبر عن الدستور الذي يحقق الحرية والعدالة ويصون الملكية .


أشكال الحكومات عند مونتسكيه

1-الحكومة الجمهورية وتنقسم إلى :

أ-الجمهورية الديمقراطية: وهو نظام تكون السلطة فيه في يد الشعب والذي يختار الحكام الذين يكونون وكلاء ومندوبون عنه في حكم البلاد .
ب-الجمهورية الأرستقراطية: وتكون السلطة فيها بيد جماعة هم النبلاء والأشراف،وكلما زاد عددهم في السلطة كانت الجمهورية أقرب للديقراطية وبذلك تكون أكمل وأشمل.

2-الحكومة الملكية أو الموناركية: وتكون السلطة فيها في يد فرد واحد وهو الملك،ولكنه يحكم وفق القوانين الموجود ولا يتخطاها.

3-الحكومة الإستبدادية : وهي تعتمد على شخص واحد يحكم دون قوانين وضوابط ووفق الأهواء والمصالح الخاصة والشخصية.

وأخيرا فإن نظام الحكم الأمثل عند مونتسكيه كان النظام المختلط وهو النظام الملكي الأرستقراطي المحاط ببعض النظم الديمقراطية.


الحرية وفصل السلطات

إن أعظم إنتاجات نظرية مونتسكيه هي الحرية لأنها أحتلت مكانة سامية في أفكاره السياسية والفلسفية،لأنه في الوقت الذي كان مونتسكيه يعيش فيه في فرنسا كان النظام فيها إستبدادي وقامع للحريات،وكان مونتسكيه يعني بالحرية أن تكون هي حرية الشعب الكاملة بما تسمح به القوانين،وأن يتم الحفاظ على هذه الحرية من خلال الفصل بين السلطات من حيث وجود:

1-السلطة التشريعية
2-السلطة التنفذية
3-السلطة القضائية

وأعتمد مونسكيه على شقين في عملية فصل السلطات:

1-يجب أن تكون السلطات الثلاث مستقلة ومتميزة عن بعضها البعض من حيث الموضوعية والعضوية.
2-أن يكون الفصل لغاية محددة وهي أن توقف السلطة السلطة،بحيث تكون السلطات الثلاث منتظمة ومستقلة عن بعضها البعض.


الإنتقادات التي تعرضت لها نظرية مونتسكيه

1-إن عملية فصل السلطات التي دعا إليه مونتسكيه غير ممكنة عمليا بل إنها ضارة وتؤدي إلى إضطرابات في عملية الحكم.
2-لم يبين مونتسكيه هل القوانين تكون عامة أو تكون لها خصوصية في بعض الأحيان أو تكون نسبية،وهل وضعها يخضع للميول والأهواء والثراء والعادات والتقاليد وغيرها من الأمور .
3-لم يعتمد مونتسكيه على أساس واحد لتقسيم الحكومات،فأعتمد مرة على العدد ومرة على الحكم،كما وكانت بعض أنواع الحكومات التي ذكرها قديمة جدا.
4- لم يبين مونتسكية صفات الناخب عندما دعا إلى توسيع القاعدة الإنتخابية وهل تشمل الفقراء المعدمين.
5-تأثر مونتسكيه باليونان وأفكارها فيما يخص الإرادة العامة،ولكن ما دعوا له من تقسيم الشعب إلى طبقات تبين أنه إعاقة للإرادة العامة.
6-يقول مونتسكيه أن المشرّع لا يجوز له أن يفرض أي دين على الشعب،ولكنه يناقض نفسه ويقول أن الدين المسيحي هوالأحسن والأعمق وهو بذلك يظلم الدين الإسلامي الذي كان يجهله وأيضا الديانات الأخرى.

عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart