قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

قصة سيدنا أيوب عليه السلام

قصة سيدنا أيوب عليه السلام
لقد كان سيدنا أيوب عليه السلام من سلالة سيدنا إبراهيم،حيث كان من النبيين الموحى إليهم،كما كان سيدنا أيوب ذا مال وأولاد كثيرين ولكن الله إبتلاه في هذا كله فزال عنه،فقد أبتلي سيدنا أيوب  في جسده بأنواع مختلفة من البلاء (المرض) والذي إستمر معه ما بين 13 - 18 عاما،بحيث إعتزله الناس جميعا إلا إمرأته صبرت معه وعملت لكي توفر قوت يومهما حتى عافاه الله من مرضه وأخلفه خيرا من ذلك في كل ما أبتلي فيه،ولذلك يضرب المثل بسيدنا أيوب في صبره وفي بلائه،كما وقد روي أن الله تعالى يحتج يوم القيامة بأيوب عليه السلام على أهل البلاء.
ولقد ضربت الأمثال في صبر هذا النبي العظيم،بحيث كلما أبتلي إنسانا إبتلاءا عظيما،أوصوه بأن يصبر كما صبر أيوب عليه السلام،وقد أثنى الله تبارك وتعالى على عبده أيوب في محكم كتابه،حيث قال تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} والأوبة هنا تعني العودة إلى الله تعالى،وقد كان سيدنا أيوب دائم العودة إلى الله بالذكر والشكر والصبر،وهذا كله كان سبب نجاته وسر ثناء الله عليه.

والقرآن يسكت عن نوع مرض سيدنا أيوب ولا يحدده،وقد كثرت الروايات والأساطير التي نسجت حول ذلك،كما ودخلت الإسرائيليات في كثير من هذه الروايات،ولكن نذكر هنا أشهرها وهي أن أيوب عليه السلام كان ذا مال وولد كثير،ففقد ماله وولده وأبتلي في جسده،فلبث في بلائه هذا ثلاث عشرة سنة،فرفضه خلال ذلك الوقت،القريب والبعيد إلا زوجته ورجلين من إخوانه،حيث كانت زوجته تخدم الناس بالأجر لتحضر لسيدنا أيوب الطعام،إلا أن الناس توقفوا عن إستخدامها لعلمهم أنها إمرأة أيوب،وذلك خوفاً من أن ينالهم من بلائه أو تعديهم بمخالطته،فلما لم تجد أحداً يستخدمها،باعت لبعض بنات الأشراف إحدى ظفيرتيها بطعام طيب كثير وأتت به لسيدنا أيوب،فقال لها: من أين لك هذا ؟ وأنكره،فقالت له: خدمت به أناساً،فلما كان الغد لم تجد شيئا بقي،فباعت الظفيرة الأخرى بطعام وأتته به،فأنكره أيضاً وحلف أن لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام ؟ فكشفت الخمار عن رأسها،فلما رأى رأسها محلوقا،قال في دعائه،حيث قال تعالى: {رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} ثم حلف أن يضربها مئة سوط إذا شفى،وفي رواية أخرى قيل أن إمرأة أيوب أخبرته أنها لقيت طبيبا في الطريق عرض أن يداوي أيوب إذا رضي أن يقول له أنت شفيتني بعد علاجه،فعرف سيدنا أيوب أن هذا الطبيب هو إبليس،فغضب عليها وحلف أن يضربها مئة ضربة،فلما عوفي من مرضه،أمره الله تعالى أن يأخذ عرجونا فيه مائة شمراخ (عود دقيق) ليضرب به زوجته ضربة واحدة لكي لا يحنث في قسمه وبذلك يكون قد بر في قسمه،والله أعلم.
أما صاحبي سيدنا أيوب اللذين بقيا معه،فإنهما كانا يغدوان إليه ويروحان يوميا إلى أن جاء يوم قال أحدهما للآخر: لقد أذنب أيوب ذنبا عظيما وإلاّ لكشف عنه هذا البلاء،فذكره الآخر لأيوب،فحزن أيوب ودعا الله،ثم خرج لقضاء حاجته،فأمسكت إمرأته بيده،فلما فرغ أبطأت عليه،فأوحى الله إليه أن أركض برجلك،فضرب برجله الأرض،فإنبعثت عين فإغتسل منها فرجع صحيحا،فجاءت إمرأته فلم تعرفه،فسألته عن أيوب فقال: إني أنا هو.

كما كان لسيدنا أيوب أندران (صومعتان) إحداهما للقمح والأخري للشعير،فبعث الله له سحابة،فأفرغت في أندر القمح الذهب حتى فاض وفي أندر الشعير الفضة حتى فاض،وقد جاء في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بينما ‏‏أيوب يغتسل عريانا خرّ عليه (رجل جراد) من ذهب،فجعل يحثي في ثوبه،فناداه ربه : يا‏ أيوب‏ ‏ألم أكن أغنيتك عما ترى،قال : بلى يا رب،ولكن لا غنى لي عن بركتك) (رجل جراد ‏أي جماعة جراد)،ثم جزى الله -عز وجل- سيدنا أيوب عليه السلام على صبره بأن آتاه أهله (فقيل: أن الله أحيا له أبناءه وقيل: أن الله آجره فيمن سلف وعوضه عنهم في الدنيا بدلهم،وجمع له شمله بكلهم في الدار الآخرة) كما وذكر بعض العلماء أن الله رد على إمرأته شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ولدا ذكرا.
أما  أشهر رواية عن فتنة سيدنا أيوب وصبره،هي التي لم يذكر فيها أي شيء عن تساقط لحمه (وأنه لم يبقى منه إلاّ العظم والعصب)،حيث أنه يستبعد أن يكون مرضه منفرا أو مشوها كما تقول الكثير من القصص المشهورة،وذلك لتنافيه مع منصب النبوة،كما ويجدر التنبيه هنا أن دعاء سيدنا أيوب لربه،حيث قال تعالى: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} قد يكون القصد منه شكوى سيدنا أيوب عليه السلام لربه جرأة الشيطان عليه وتصوره أنه يستطيع أن يغويه،حيث لا يعتقد هنا سيدنا أيوب أن ما به من مرض قد جاء بسبب الشيطان،وهذا هو الفهم الذي يليق بعصمة الأنبياء وكمالهم.

وأخيرا فقد روى الطبري أن مدة عمر سيدنا أيوب كانت ثلاثا وتسعين سنة،وعلى هذا يكون قد عاش بعد أن عوفي عشر سنين،كما ودفن بجوار زوجته بقريه الشيخ سعد القريبة من دمشق والله أعلم،كما ويذكر أن سيدنا أيوب أوصى من بعده إلى ولده حومل والذي قام بالأمر بعده ولده بشر بن أيوب،وهو الذي يزعم كثير من الناس أنه ذو الكفل والله أعلم.

عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart