قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

الأعراب

الأعراب
 قال تعالى: (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم (97) ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم (98) ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم) (التوبة).

لقد أخبر الله تعالى أن في الأعراب كفارا ومنافقين ومؤمنين،وأن كفرهم ونفاقهم أعظم من غيرهم وأشد وأجدر،أي أحرى ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله،وأن الله تعالى عليم بمن يستحق أن يعلمه الإيمان والعلم،كما أنه حكيم فيما قسم بين عباده من العلم والجهل والإيمان والكفر والنفاق،ولا يسأل عما يفعل لعلمه وحكمته،كما وأخبر تعالى أن منهم (من يتخذ ما ينفق) أي في سبيل الله (مغرما) أي غرامة وخسارة،(ويتربص بكم الدوائر) أي ينتظر بكم الحوادث والآفات،إلاّ أن (عليهم دائرة السوء) أي هي منعكسة عليهم والسوء دائر عليهم،(والله سميع عليم) أي سميع لدعاء عباده وعليم بمن يستحق النصر ممن يستحق الخذلان،وأخيرا يبين الله تعالى القسم الممدوح من الأعراب،وهم الذين يتخذون ما ينفقون في سبيل الله قربة يتقربون بها عند الله،ويبتغون بذلك دعاء الرسول لهم،(ألا إنها قربة لهم) أي ألا إن ذلك حاصل لهم و(سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم).

فقد قال الأعمش عن إبراهيم قال: جلس أعرابي إلى زيد بن صوحان وهو يحدث أصحابه،وكانت يده قد أصيبت يوم نهاوند،فقال الأعرابي: والله إن حديثك ليعجبني وإن يدك لتريبني،فقال زيد: ما يريبك من يدي ؟ إنها الشمال،فقال الأعرابي: والله ما أدري،اليمين يقطعون أو الشمال ؟ فقال زيد بن صوحان صدق الله العظيم القائل: (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله)،كما وقد قال الإمام أحمد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سكن البادية جفا ومن إتبع الصيد غفل ومن أتى السلطان إفتتن).

ولما كانت الغلظة والجفاء في أهل البوادي لم يبعث الله تعالى منهم رسولا وإنما كانت البعثة من أهل القرى،كما قال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) (يوسف)،وكما لما أهدى ذلك الأعرابي تلك الهدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم،فرد عليه أضعافها حتى رضي وقال: لقد هممت ألا أقبل هدية إلا من قرشي أو ثقفي أو أنصاري أو دوسي،لأن هؤولاء كانوا يسكنون المدن،مكة والطائف والمدينة واليمن،فهم ألطف أخلاقا من الأعراب،لما في طباع الأعراب من الجفاء،وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أتقبلون صبيانكم ؟ قالوا: نعم،قالوا: ولكنا والله ما نقبل،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأملك أن كان الله نزع منكم الرحمة ؟ (من قلبك الرحمة).

عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart