لقد إنفجـر الشعب المصري البطل في وجه الطاغية صارخا صرخة الكرامة منتفضا إنتفاضة العدالة على النظام،ليضع حـدّا لجرائمه وليوقف بلاياه ومصائبه، لقد إنفجر إنفجار البركان الثائر على الطغيان وإنتفض الشعب المصري البطـل مُصـرّا على أن ينال حقوقه ويسترجع حريّته ويعيش بأمان في أرضه وينصر قضايا أمّته ويصنع له تاريخا جديدا يشرّفه بين الشعـوب نابذا حياة الذل والإستعبـاد التي كان يعيش فيها.
إن حقيقة الموقف في مصر تشبه إلى حد كبير ما كان في تونس ،وإن شاء الله يتكرر هذا في كلِّ بلد عربي يعيش أهله مثل هذه الحياة البائسة والصعبة، في ظلِّ أنظمة ظالمة لايهمّها إلاّ أن تنهب الثروات ومقدرات الشعوب وتعمل على إرضاء دول الغرب على حساب مواطينيها وأمتها العربية والإسلامية.
ففي عهد مبارك ونظامه أصبحت مصر وبعد أكثر من 30 عاما تحتل المركز 57 من بين 60 دولة في تقرير البؤس العالمي (مؤشر بلومبيرج) كما فسد القمح المصري الشهير بجودته وضُرب القطن المصري،وأصبحت مصر تضم 48 مليون فقيرا، و1109 منطقة عشوائية ، و12 مليون مواطن بلا مأموى ، و9 ملايين عانس ، و22% من قوة العمل معطلة ، و50% من أطفال مصر مصابون بالإنيميا ، و29% مصابون بالتقـزّم بسبب سوء التغذية ، وبسبب سوء الرعاية الصحية يوجد 9 ملايين مصري مصاب بفيروس سي ، و106 ألف يصابون بالسرطان سنويا ، و20 مليون مصري مصاب بالإكتئاب ، منهم مليون ونصف مصابون بإكتئاب شديد ، و15% منهم يلجأون للإنتحار.
كما تم إنتهاك آدمية الشعب المصري وكرامته و أهينت إنسانيته في مراكز الشرطة، فقد بلغ من الوحشية ما تقشعر منه الأبدان حيث تحوَّل لسياسة منهجية للحكم منذ 1981 وحتى قبل ذلك، فطال جميع فئات الشعب من السياسيين والمثقفين إلى المواطنين العاديين مرورا بالمتهمين الجنائيين،كما وصل تعذيب المواطن المصري إلى درجة إلقائه جثة هادمة أمام مراكز الشرطة أو منازله إلى ظاهـرة متكررة مفزعة في المجتمع المصري،وقد تم الزجّ بالآلاف في المعتقـلات بغير وجه حق نتيجة لفساد القضاء والتلاعب بأدواته أ و تجاوزه مرات عدة لحساب (المحاكم العسكرية).
ولكن مصر الثورة إستعادت كرامتها وحقوقها بإسقاط رأس النظام الفاسد وأعوانه وأزلامه بثورة 25 يناير المجيدة التي ولدت من رحم معاناة الشعب المصري وخصوصا الشباب المصري الذي خرج في أرقى صورة إلى الميادين والساحات العامة في كافة مدن وقرى مصر للتظاهر السلمي حتى يرفع الطغيان والظلم الجاثم على صدره ويتخلص من الخوف الذي لازمه لعقود مضت،وهكذا أصبح ميدان التحرير (ميدان الشهداء) رمزا للحرية والكرامة والعزة والثورة.
الشعب أسقط النظام