المظاهر الإيجابية للرأي العام
1-إستخدام وسائل الإتصال الجماهيري دون عوائق
ويعني ذلك أنه بعد التطور السريع والمتلاحق لوسائل الإتصال والإعلام وتحول العالم إلى قرية إلكترونية صغيرة وظهور مصطلحات جديدة مثل العولمة والكوكبة والكونية وهي مصطلحات تعني زوال الحدود والحواجز بين الدول،فقد أصبح أي حدث في متناول كل إنسان على وجه الأرض وذلك بسبب تطور الأقمار الصناعية،حيث أتاح ذلك للرأي العام أن يكون له دور فعال في مختلف المجالات من سياسية وإقتصادية وإجتماعية،فأصبح بذلك الفرد يعبر عن رأيه أو فكره دون مصادرة عليه أو تضيق حتى ولو كان رأيه مخالف لرأي الأغلبية،فحق إبداء الرأي مكفول للجميع وهناك منظمات دولية ترعى هذه الحقوق بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني التي تشكل جماعات ضغط لرعاية هذه الحقوق،وهذا أدى بدساتير وقوانين معظم دول العالم إلى التخلص من القيود التي كانت تفرض على الأفراد والمؤسسات والمنظمات في حرية الإصدار أو الملكية لوسائل الإعلام،فأصبحت الصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعية مملوكة من أفراد أو من مؤسسات خاصة وبالتالي أصبحت الفرصة مهيأة للرأي العام للتعبير عن آراءه وأفكاره دون حضر أو مصادرة.
2-عقد الندوات والمؤتمرات والإجتماعات العامة
حيث تشجع حكومات دول العالم وخاصة الديمقراطية منها أفرادها وهيئاتها ومنظماتها التي تمثل المجتمع المدني على عقد الندوات والمؤتمرات في مختلف المجالات والتخصصات،وذلك بهدف الإرتقاء بالمستوى الفكري وتنمية الوعي للمواطن في كافة النواحي وإعداد كوادر مؤهلة لتولي المسؤولية في المستفبل بالإضافة إلى أنّ هذه الندوات والمؤتمرات والإجتماعات العامة تعكس وبشكل حقيقي موقف الرأي العام من القضايا والمشكلات المطروحة دون مواربة أو تزييف.
3-المظاهرات العامة السلمية والمسيرات الشعبية
وتعتبر المظاهرات السلمية والمسيرات الشعبية من المظاهر الإيجابية للتعبير عن الرأي فيما يطرح من أحداث أو قضايا أو مشكلات تشغل الجماهير،حيث تبين هذه المظاهرات والمسيرات وجهت نظر منظميها إزاء القضية المثارة بغض النظر عن المجال الذي تمثله.
وتقوم الدول الديمقراطية بالتعرف على أهداف هذه المظاهرات والمسيرات،وفي كثير من الأحيان تتجاوب هذه الدول مع وجهات النظر التي تتبناها مثل هذه المظاهرات على شرط أن لا يتم تجاوز الخطوط الحمراء منها مثل تحولها لمظاهرات عدوانية أو لجوئها للعنف والتخريب والإضرار بمصالح الوطن وإتلاف الملكيات العامة والخاصة،ففي هذه الحالة تصبح هذه المظاهرات مرفوضة شكلا وموضوعا لأنها خرجت عن الشرعية والهدف الرئيسي منها.
4-الثورات
تعتبر الثورات أسلوب عنيف للتعبير عن الرأي العام وهي نتاج طبيعي للإحساس بإنتشار الفساد في المجتمع وعجز الحكومة على مواجهته مما يؤدي في آخر الأمر إلى تقاعسها عن خدمة الوطن،وتهدف الثورات بشكل أساسي إلى إحداث تغيير شامل وجذري في مختلف المجالات،بحيث أنها تهدف في بعض الأحيان لتغيير الدستور أو نظام الحكم،ويعتبر الخبراء والمهتمين بالرأي العام أن الثورات مظهر إيجابي للتعبير عن رأي الأغلبية إزاء القضايا التي تهم المجتمع وأفراده.
5-الشائعات
تنتشر الشائعات عندما يفتقد الرأي العام المعلومات والحقائق في قضية ما في مجالا ما،بحيث تصبح الشائعات هي المتنفس الوحيد الذي يمكن من خلاله أن يقوم الرأي العام بالتعبير عن رأيه في هذه القضية وذلك لإحداث إزعاج أو إرتباك للسلطات وخاصة عندما تكون هذه السلطات مستبدة أو ديكتاتورية.
6-البرقيات والرسائل
تلجأ الشعوب والجماهير في بعض الأحيان إلى إستخدام البرقيات والرسائل سواء كانت معارضة أو مؤيدة وذلك للتعبير عن رأيها إزاء قضية ما تستحوذ على إهتمامهم،ويعتبر أصحاب السلطة والقادة أن هذه الطريقة بمثابة مجسات أو ومضات تكشف لهم نبض الرأي العام للتعرف على إتجاهاته وأفكاره،وذلك للإستفادة منها عند إتخاذ القرارات الهامة والمصيرية في مختلف المجالات.
7-الإنتخابات والإستفتاءات
-الإنتخابات
وهي بديل من البدائل المتاحة،حيث يختار الفرد الناخب إختيارا واحدا من المرشحين وإلا أعتبر صوته باطلا.
-الإستفتاء
وهو إبداء الرأي في شيء محدد بنعم أو لا أو موافق أو غير موافق .
وتعتبر المشاركة في الإنتخابات والإستفتاءات مظهرا إيجابيا وحضاريا للرأي العام لأنها تمثل شكلا من أشكال الديمقراطية في المجتمعات المتقدمة،كما وأنهما يعتبران وسيلتان هامتان لممارسة الحياة السياسية،فبواسطة الإنتخابات يختار الرأي العام ممثليه سواء في البرلمان أو في المجالس المحلية وحتى في أعلى سلطة وهي رئاسة الجمهورية،أما الإستفتاء فيمكن من خلاله تعديل القوانين أو المواد الدستورية التي يرى المجتمع أنها لم تعد صالحة له الآن ولا تتوافق مع مستجدات العصر وتمثل عائق من عوائق التنمية فيه.