قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

قطر.. البداية والنهاية حرب إيران

قطر.. البداية والنهاية حرب إيران


يقول الكاتب التركي إبراهيم قراغول صاحب العمود اليومي في صحيفة "يني شفق" أن هذه القطعة الجغرافية (الخليج العربي) أصبحت تدار من قبل أمريكا وغيرها من الدول الكبرى، وزعماء هذه الدول هم أصحاب التعليمات والأوامر، وهم من يوزعون المسؤوليات والصلاحيات داخل هذه المنطقة، فهذه الدول التي تبدو مستقلة في الظاهر هي محتلة سريا، كما أن سياساتها وقراراتها تصدر من هناك.

لهذا فإنه من السهل أن تنقلب المقاييس بين ليلة وضحاها وتتغير التحالفات فيها، فالصداقات والعداوات هناك ليست خالدة، ولا حدود للخيانة والغدر فيها، والشيء الوحيد الثابت فيها هو أنظمة العبودية والوصاية بالإضافة إلى الإحتلال والمذلة.

فهكذا تعمل أمريكا وغيرها من الدول على إدارة الشرق الأوسط بالتعليمات والأوامر وتشكيل الجبهات داخلها، وقد يكون من بين تلك الجبهات دول مجاورة أو حتى جماعات موالية لها، لأن هذه المنطقة أولا وأخيرا هي منطقة محتلة بشكل أو آخر، ومن السهل تجزئتها وتفريق مجتمعها وخلق الحروب الطائفية فيها، ولنا في العراق وسوريا وليبيا وصولا إلى اليمن أمثلة صارخة على ذلك، حيث تم زعزعة إستقرار هذه الدول وإحتلال بعضها، كما صنعت الحروب الأهلية فيها وتوزعت المجموعات الإرهابية فيها وحولها حتى أصبحت منطقة لا يطاق العيش فيها، والهدف هو تجزئة وحل وتوزيع كل دولة تقع في هذه المنطقة إلى دويلات يسهل السيطرة عليها، وطبعا كل دولة عربية أو إسلامية لها مخطط إحتلالي خاص بها، سواء أكانت هذه الدولة حليفة للولايات المتحدة الأمريكية أو عدوة لها.

هذا وفي الوقت الذي تزداد فيه حدة التوتر “الجيوطائفي” في المنطقة، بحيث وصل فيه التوتر بين السعودية وإيران إلى أعلى مستوياته، وذلك بعد أن صنفت قمم الرياض التي شارك فيها الرئيس الأميركي إيران كدولة راعية للإرهاب في الشرق الأوسط وتبنت سياسة عزل إيران، قام تنظيم داعش فجأة بمهاجمة مدينة طهران، حيث إستهدف أهم شعارين للشعب الإيراني وهو مجلس الشورى الإيراني وضريح الخميني، رغم أنه لم ينظم إلى الآن أي إعتداء ضد إيران أو إسرائيل، حيث أنه معروف بإستهدافه للمدنيين السنة إجمالا في دول عدة.


لهذا فإن مراقبون وخبراء عسكريون يرون أن ما حدث في طهران ما هو إلا عملية إستخباراتية، تبين لنا أن من يدير تنظيم داعش ما هي إلا دولا، وذلك في محاولة لتحريض الطرف الإيراني بعد أزمة قطر مباشرة ضد العالم العربي وخاصة السعودية، لأن الهجمات الإرهابية الأخيرة في طهران والتي تبانها تنظيم داعش تراها إيران على أنها ضمن حملة سعودية تستهدفها، حيث هددت السعودية على لسان الأمير محمد بن سلمان إيران الشهر الماضي بأنها ستعمل حتى تكون المعركة بالنسبة لهم داخل أراضيها.

أزمة قطر والعمليات الإرهابية على طهران كلها منتجات لنفس المصدر وجزء من نفس المخطط، وهو تهيئة الرأي العام للحرب عن طريق خلق العداوات المحلية بين الدول وتنشيط العمليات الإرهابية، والهدف الأساسي هو تحريض العالم العربي السني والشيعي الإيراني على بعضهم البعض، وذلك حتى يتم الإلتحام بين إيران والسعودية مباشرة أو عبر وكلائهم في المنطقة، إلا أن هذه الحرب ستكون حرب إقليمية شاملة بكل معنى الكلمة، وهي الحرب المذهبية التي حلم بها الغرب طيلة سنين، ولن تنجو أي دولة من هذا الصراع، كما ولن تنهض هذه المنطقة لعقود كثيرة قادمة، لأن الهدف الرئيسي والنهائي من هذه الحملة هو تجزئة الدول العربية والإسلامية ذات الثقل السياسي والثقافي والديني والعسكري مثل السعودية وإيران وتركيا ومصر وغيرها وتحويلها إلى دويلات صغيرة يسهل السيطرة عليها والتحكم بها.

الأمر المؤكد أن ما يحدث سوف يصب في صالح وخدمة إسرائيل بشكل كبير لا سيما فيما يتعلق بتصنيف الجماعات الإسلامية المعتدلة ومنها حركة حماس على أنها منظمات إرهابية، وتأكيد على أن سياسية واشنطن في الشرق الأوسط هي لخدمة مصالح إسرائيل فقط.

عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart