حكمة أينشتاين في المزاد
هذه القصة
تبدأ في سنة ألف وتسعمائة واثنتين وعشرين 1922م، حيث أن العالم الفذ والكبير ألبرت
أينشتاين -Albert Einstein،
ذهب إلى مدينة طوكيو باليابان ونزل في إحدى الغرف الفندقية فيها، وفور وصوله إنهمك
مباشرة في كتابة بعض أفكاره حتى لا تضيع على بعض الأوراق ووقع بإسمه عليها، أثناء
ذلك الوقت وصل الخادم أو العامل هناك يحمل أمتعته ليضعها في مكانها من غرفته، فبدأ
أينشتاين يفتش في جيوبه عن ما يعطيه له، وللأسف لم يجد فئات نقدية صغيرة لكي
يعطيها له كإكرامية، لكنه قال له: انتظر لحظة، ثم أعطاه ورقة، كتب عليها جملة ووقع
عليها بخط يده (Albert Einstein)،
وقال له: خذ هذه، وأنصحك أن تحتفظ بها، ربما يأتي يوم من الأيام تكون قيمتها أكثر
من قيمة أي إكرامية عادية، الرجل طبعا لم يكذب خبرا وأخذ الورقة واحتفظ بها.
هذا
اليوم الذي أشار إليه أينشتاين جاء في الرابع والعشرين من الشهر العاشر في عام
ألفين وسبعة عشر 24/10/2017م، حيث أن دار (ذا وينر (The winner للمزادات بالقدس المحتلة أعلنت أن أحد أبناء
إخوة هذا الرجل، تقدم لها بورقة تحمل خط ألبرت أينشتاين ومكتوب فيها حكمة (جملة
واحدة فقط)، وبعد التأكد من صحة هذه الورقة تم وضعوها في المزاد، حيث بدأ المزاد
بألفي دولار وبعد خمس وعشرين دقيقة فقط أغلق المزاد على 1.3 مليون دولار، أي مليون
وثلاثمائة ألف دولار ثمن ورقة صغيرة عليها جملة واحدة بخط ألبرت أينشتاين، أشهر
علماء القرن العشرين وواحد من أشهر خمسمائة عالم في تاريخ البشرية.
لكن
السؤال الأهم، ماذا كتب أينشتاين في هذه الورقة؟
طبعا الصحف على طريقتها في الإثارة الصحافية قالت أن ما كتبه أينشتاين
يمثل النظرية الجديدة لأينشتاين في السعادة، إلا أن ما كتبه هو حكمة دقيقة نصها
الآتي:
- A calm and modest life brings more happiness
than the pursuit of success combined with constant restlessness.
- حياة
هادئة ومتواضعة تجلب قدرا من السعادة أكثر من السعي إلى تحقيق النجاح المترافق أو
المصحوب بالإعياء أو بالتعب الدائم.
لكن
كيف وصل أينشتاين إلى هذه الحكمة على الرغم من أنه كان شابا صغيرا؟، فتقريبا كان
ابن ست وعشرين أو سبع وعشرين سنة في سنة 1922م، ومن أين له هذا من حياته القصيرة؟
لذلك تم استدعاء بعض كبار علماء النفس حتى يقوموا بتحليل قصة هذه الحكمة، وكيف قال
هذا الشاب الصغير هذا الكلام العميق؟ ومن أين أتى بهذه الأفكار وهو عالم فيزياء؟
الجواب
كان ببساطة، هذه الخلاصة والحكمة هي من حياته لأن حياته كانت هكذا، فأينشتاين كما
يذكر عنه تكلم متأخرا وكتب متأخرا وحتى خشي عليه أن يكون متخلفا عقليا، ولكنه ارتاح
في حياته وعاش بهدوء، كما لم يكن عنده أبدا هاجس التنافس والصراع وما إلى ذلك مع
الآخرين حتى يصبح عالما كبيرا أو مشهورا، فالسر هو أنه لم يكن عنده هاجس التفوق
على الآخرين.