البعثات الدبلوماسية.. سفارات وقنصليات وملحقيات
البعثة الدبلوماسية أو القنصلية هي عبارة عن وفد من الدولة موجود لدى دولة أخرى، وظيفته تمثيل الدولة المعتمدة لدى الدولة المعتمد لديها وحماية مصالح دولته ومصالح رعاياها لدى هذه الدولة، والتفاوض معها والعمل على تطوير العلاقات ما بين الدولتين، أما مكونات البعثة الدبلوماسية فتتمثل بمقر البعثة الدبلوماسية، وهو المقر الإداري والسكني لرئيس البعثة والموظفين العاملين فيها، وهؤلاء الأفراد هم الدبلوماسيون والقناصل والإداريون والموظفون والعاملون في هذه المقرات، إضافة إلى الحقائب الدبلوماسية والسيارات ووسائل الإتصال والتواصل.
كما ويكون لكل أعضاء البعثة الدبلوماسية أيا كان منصبه أو درجته إثبات يثبت صفته الدبلوماسية، وهذا الإثبات عبارة عن جواز سفر أو قائمة دبلوماسية، في حين يتم إثبات الصفة الدبلوماسية في مقر البعثة بوضع علم أو شعار الدولة على هذا المقر والسيارات والحقائب.
هذا وتتمثل وظائف البعثات الدبلوماسية والقنصلية بتمثيل الدولة المعتمدة لدى الدولة المعتمد لديها، وذلك بحضور الحفلات والمناسبات الوطنية والتهنئة بالأعياد الدينية، وحماية مصالح الدولة المعتمدة ومصالح رعاياها، إضافة إلى جمع المعلومات عن الدولة المعتمدة لديها وعن تطور الأحداث فيها، والتفاوض مع دولة المقر لحل المسائل المشتركة وتقريب وجهات النظر ما بين الدولتين، والتعاون ما بين الدول لتدعيم العلاقات الدولية والروابط الاقتصادية والثقافية والعلمية ما بينهم.
أما الفرق بين السفارة والقنصلية والملحقيات، هو أن السفارة تقوم بما يسمى بالوظائف الدبلوماسية أو السياسية، ومقرها يكون عاصمة الدولة، أما القنصلية فهي جزء من البعثة الدبلوماسية، وتكون مقراتها منتشر في مدن عدة من الدولة، ومن وظائفها تسجيل المواليد والوفيات وإبرام عقود الزواج، وإعطاء التأشيرات وتسليم الأوراق القضائية وإصدار الجوازات، إضافة إلى أعمال التوثيق والتعاون في المجالات التجارية والسياحية والاجتماعية، في حين أن الملحقيات فإنها تختص بمجال معين من المجالات لتمثيل ورعاية مصالح الدولة في هذا المجال، وذلك مثل الملحقية الثقافية التي تقدم المنح الدراسية وتشرف على الدارسين والأمور المتعلقة بالتعليم والبحث العلمي، أو الملحقية العسكرية والتي تبرم الاتفاقات العسكرية لشراء الأسلحة وتحضر المناسبات العسكرية، أو الملحقية العمالية والتي تهتم بمصالح العمال لدى الدولة وتتلقى شكاوى العمل، أو الملحقية التجارية والتي تراقب الأوضاع التجارية والمالية وإبرام الاتفاقات التجارية.
كما وهناك ما يسمى بالحصانة والامتيازات الدبلوماسية، وهي عبارة عن وضع خاص يتمتع به رؤساء الدول ورؤساء الحكومات ووزراء الخارجية، والسفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية والقنصلية وأعضاء البعثات الخاصة، وهي ضرورية لحسن قيام الدبلوماسية بمهامها ووظائفها، وهذه الحصانات تكون على الأشخاص والحقائب والسيارات والمقرات، وتخضع هذه الحصانات والامتيازات الدبلوماسية لمبدأ المعاملة بالمثل، أي منح الأشخاص امتيازات مقابل منحها امتيازات من الدول الأخرى، أما الإشكالات التي تثيرها فكرة الحصانة الدبلوماسية، هي أنها تعد إخلالا بمبدأ المساواة بين كافة المقيمين على إقليم الدولة، بحيث يتمتع بها أفراد أجانب عن شعب الدولة بمعاملة متميزة.
وأخيرا فإن التغيرات التي تطرأ على العلاقات الدبلوماسية تتنوع من انتهاء مهمة المبعوثين الدبلوماسين، أو وفاة بعض أفراد البعثة (رئيسها أو سفيرها)، أو التوتر في العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، أو الاستدعاء للاحتجاج على موقف معين من الدولة، أو طلب إنقاص عدد البعثة الدبلوماسية، أو وقف العلاقات الدبلوماسية لأسباب معينة إلى حين زوالها، أو قطع العلاقات الدبلوماسية، كما وتكون في أحوال خاصة مثل إعتداء الدولة على حق الدولة الأخرى (الحرب)، أو قيام الدولة بالتجسس على الدولة الأخرى، والتدخل في الشؤون الداخلية لها دون مبرر والتضامن مع دول أخرى.