برنارد هنري ليفي والثورات
العربية
مصر - ليبيا - الجزائر
مصر - ليبيا - الجزائر
برنارد هنري ليفي
ولد برنارد ليفي
لعائلة يهودية ثرية في الجزائر في 5/11/1948 وبالتحديد في مدينة بني صاف (عين
تموشنت) الجزائرية،وذلك إبان الإحتلال الفرنسي للجزائر،إلاّ أن عائلته إنتقلت لفرنسا (باريس)
بعد عدة
أشهر من ميلاده،حيث عاش ودرس الفلسفة في جامعاتها الراقية وعلمها فيما بعد،إلى أن كان زواجه الأول من الممثلة الفرنسية آريال دومبال والتي أنجبت له بنتين ومن ثم تم
الطلاق بينهما،وهو الآن متزوج من سيلفيا بوسكاس،فيما توفي والد ليفي عام 1995
تاركا وراءة شركة بيكوب،حيث ورثها ليفي والتي بيعت عام 1997 لرجل الأعمال الفرنسي فرانسوا
بينو بمبلغ 750 مليون فرانك.
برنارد هنري ليفي
أهم مراحل حياته المهنية
ومواقفه
إشتهر برنارد ليفي أكثر ما أشتهر كصحفي وكناشط سياسي،فقد ذاع صيته في
البداية كمراسل حربي في بنغلادش خلال حرب إنفصال بنغلادش عن باكستان عام 1971
وكانت هذه التجربة مصدر لكتابه الأول (بنغلادش،القومية في داخل الثورة) كما أنه أشتهر
كأحد "الفلاسفة الجدد" في فرنسا،وهم جماعة إنتقدت الإشتراكية بلا هوادة وإعتبرتها "فاسدة أخلاقياً" وهو ما عبر عنه في كتابه الذي ترجم
لعدة لغات تحت عنوان "البربرية بوجه إنساني" وذلك في عام 1977،أما في عام 1981 فقد نشر ليفي كتاب عن الإيديولوجيا والفرنسية،حيث أعتبر هذا الكتاب من الكتب الأشد
تاثيرا في الفرنسيين لأنه قدم صورة قاتمة عن التاريخ الفرنسي،وذلك بتعرضه للأكاديميين الفرنسيين بإنتقادات شديدة وقاسية،ومن ضمنهم الأكاديمي البارز
"ريمون آرون" وذلك
للنهج غير المتوازن في صياغة التاريخ الفرنسي.
برنارد ليفي في البوسنة والهرسك
كما وقد كان ليفي من أوائل المفكريين الفرنسيين الذين دعوا إلى التدخل في حرب البوسنة عام 1990،بالإضافة إلى بروزه كداعية لتدخل حلف الناتو (شمال الأطلسي) في يوغوسلافيا السابقة،أما في نهاية التسعينات فقد أسس مع يهوديين آخرين معهد "لفيناس" الفلسفي في القدس العربية المحتلة،وفي العام 2002 كان ليفي مبعوثاً خاصاً للرئيس الفرنسي جاك شيراك في أفغانستان،وبعدها بعام أي في 2003 نشر ليفي كتاباً بعنوان "من قتل دانييل بيرل ؟" تحدث فيه عن جهوده لتعقب قتلة بيرل،وهو الصحافي الأمريكي الذي قطع تنظيم القاعدة رأسه في أفغانستان.
عبد الرشيد دوستم وبرنارد ليفي- 1998
أما في عام 2006 فقد وقع ليفي بياناً مع أحد عشر مثقفاً منهم سلمان
رشدي،بعنوان "معاً لمواجهة الشمولية الجديدة" وذلك رداً على الإحتجاجات
الشعبية التي إندلعت في العالم الإسلامي والعربي ضد الرسوم الكاريكاتورية (التي مست سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام) والتي نشرت في صحيفة دنماركية،كما أنه وفي
مقابلة مع صحيفة "جويش كرونيكل" اليهودية في تاريخ 14/10/2006 قال ليفي
حرفياً (أن الفيلسوف لفيناس يقول أنك عندما ترى الوجه العاري لمحاورك،فإنك لا
تستطيع أن تقتله أو تقتلها،ولا تستطيع أن تغتصبه ولا أن تنتهكه،ولذلك عندما
يقول المسلمون أن الحجاب هو لحماية المرأة،فإن الأمر على العكس تماماً فإن الحجاب
هو دعوة للإغتصاب).
وفي 16/9/2008 نشر برنار هنري ليفي كتابه "يسار في أزمنة مظلمة:
موقف ضد البربرية الجديدة" الذي زعم فيه أن اليسار بعد سقوط الشيوعية قد فقد
قيمه وإستبدلها بكراهية مرضية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل واليهود،وأن النزعة الإسلامية لم تنتج من سلوكيات الغرب مع المسلمين بل من مشكلة
متأصلة فيهم،وأن النزعة الإسلامية تهدد الغرب تماماً كما هددتها الفاشية يوماً ما،كما وأكد أن التدخل في العالم الثالث بدواعي إنسانية ليس "مؤامرة إمبريالية"
بل هو أمر مشروع تماماً.
وفي آب/أغسطس 2008 كان ليفي في أوستيا الجنوبية وقابل رئيس جورجيا
ميخائيل سكاشفيلي خلال الحرب التي جرت مع روسيا وقتها،كما أن برنار ليفي وفي
تاريخ 24/6/2009 نشر فيديو على الإنترنت لدعم الإحتجاجات ضد الإنتخابات التي جرت
في إيران،كما أنه وخلال العقد المنصرم كله كان ليفي من أشد الداعين والمؤيدين
لإنفصال جنوب السودان ومن أشرس المنادين بالتدخل الدولي في دارفور (السودان).
جون قرنغ مع برنارد ليفي
أما في كانون الثاني/يناير 2010،فقد دافع ليفي عن البابا بنيدكت السادس
عشر في وجه الإنتقادات السياسية التي وجهت إليه من اليهود،معتبراً إياه صديقاً
لليهود،كما أنه وخلال إفتتاح مؤتمر "الديموقراطية وتحدياتها" في تل أبيب
في أيار/مايو 2010،قدّّر برنار ليفي وأطرى على الجيش الإسرائيلي معتبراً إياه أكثر جيش ديموقراطي في العالم،حيث قال: (لم أرى في حياتي جيشاً
ديموقراطياً كهذا،حيث يطرح على نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية،فثمة شيء حيوي
بشكل غير إعتيادي في الديموقراطية الإسرائيلية)،وهذا غير مستغرب من شخص مثله يسعى جاهدا للترشح للرئاسة في إسرائيل،والعمل
على التمهيد لإسرائيل جديدة وعرب جدد وشرق أوسط جديد،وذلك بمباركة أمريكا وبريطانيا وفرنسا
وباقي العالم.
برنارد ليفي في إسرائيل
برنارد ليفي مع مناحيم بيغن
برنارد ليفي مع إيهود ألمرت
برنارد ليفي مع بنيامين نتنياهو
وأخيرا يلاحظ ويكتشف من يتابع أخبار برنارد لفي وتصريحاته وكتاباته،أنه
ليس مفكرا أو صحفيا عاديا،بل إنه رجل ميدان عرفته بنغلادش وباكستان وجبال
أفغانستان ويوغوسلافيا وسهول السودان ومراعي دارفور وجبال كردستان العراق والمستوطنات
الصهيونية بتل أبيب وغيرها الكثير من بقاع التوتر في العالم،والآن في عواصم بلدان
الثورات العربية،حيث أصبحت لا تكاد تخلو ثورة عربية من صورة هذا الشخص مع زعماء
المعارضة والمحسوبين على قادة هذه الثورات،حتى أصبح شبه راعي لها وملهمها.
مصر
إن الثورة المصرية لم تسلم من أن تدنس من طرف هذا الصهيوني،فقد قال: (أنه
في مصر تم تفعيل إستخدام الفيسبوك لأن الشباب المصري شديد التأثر بالتقنية،وأنه
قد تم إستخدام وائل غنيم للقيام بهذه المهمة) (وائل غنيم المختفي،لماذا...؟)،كما
قال: (نعم وقفت في ميدان التحرير وكنت أدفع من جيبي الخاص لهذه الثورة).
برنارد ليفي في ميدان التحرير في القاهرة
برنارد ليفي في ميدان التحرير في القاهرة
أحد قادة الإخوان المسلمين في مصر مع برنارد ليفي
ليبيا
لقد كان برنارد ليفي من الداعمين للثورة الشعبية في ليبيا ضد معمر
القذافي،فقد كان مبعوثا من الحكومة الفرنسية إلى مدينة بنغازي الليبية،حيث إلتقى
برئيس المجلس الإنتقالي وعدد من زعماء المعارضة والمحسوبين على قادة الثورة،كما وصلت
به الدرجة إلى أن وصل إلى داخل أجهزة الثورة ويضطلع على الخطط والتكتيكات العسكرية،حيث
أنه صرّح لوكالة فرانس برس في تاريخ 6
مارس 2011 أنه تحدث إلى أعضاء في المجلس الوطني المستقل الذي أنشأه الثوار في مدينة
بنغازي الواقعة شرق ليبيا،كما أشار إلى أن (ما يجري في ليبيا حدث إستثنائي لم
يتوقعه أحد،وأردت أن أطلع بنفسي على ذلك) وأضاف (كان يمكننا أن نتصور أن شعلة
الحرية إنطفأت إلى الأبد في ليبيا)،كما عبر عن إرتياحه (للإهتمام بالمصلحة العامة
بسرعة) مشيراً إلى المؤسسات الموقتة التي أقيمت في المناطق التي سيطرت عليها
المعارضة،كما أنه كان من أوائل الداعين إلى فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا لمنع
النظام من إستخدام طائراته ضد المعارضين،معتبراً أن (القدرة الوحيدة على الأذى
التي يملكها القذافي تكمن هنا) وهذا ما حصل فعلا.
برنارد ليفي يخاطب الشعب الليبي
برنارد ليفي مع ثوار ليبيا
برنارد ليفي مع اللواء عبدالفتاح يونس في مركز عمليات الثورة
وفي تعليقه على الشعارات ضد إسرائيل وضد اليهود التي سجلت خلال
التظاهرات في ليبيا ومصر،قال هنري ليفي:(إنه إرث
القذافي)،وأضاف (كما في مصر،آمل أن يزول ذلك مع إحلال الديموقراطية).
الجزائر
ظهر
برنارد ليفي في الجزائر مع المسمى سعيد سعدي رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة
والديمقراطية (الذي يدّعي أنه قائد الثورة المزعومة في الجزائر)،فهذا الرجل معروف لدى الكثير من الشعب الجزائر بعدائه
للإسلام والعرب،وذلك من خلال كتاباته التي نشرتها الكثير من المجلات والصحف الأمريكية
المعروفة بتوجهاتها المناهضة للعرب والإسلام،كما أن هذا المدعو سعيد سعدي له
سوابق تاريخية في غرس الفتنة بين أهل الجزائر (بين العرب والأمازيغ –القبائل-)والدعوة إلى
الإنقسام والإنفصال ودعم التبشير بحجة الدفاع عن الأقلية المسيحية في الجزائر،وأخيرا
فإن من الطريف في هذا الرجل أنه كان يدعو للتظاهر أيام السبت من كل أسبوع بدلا من
أيام الجمعة محاولا من خلال ذلك تغير مفكرة الثورات العربية (في محاولة منه ولا شك
لطمس الطابع الإسلامي والعربي لهذه الثورات).
سعيد سعدي مع برنارد ليفي
ومن خلال ما سبق نجد أن برنارد هنري ليفي يزعم أنه صديق العرب والمدافع عنهم وعن حقوقهم،وحتى عند سؤاله عن سبب دعوته إلى تحرر الشعوب من حكامها،فيما لا
يتبنى أي تحرك لفك الحصار عن قطاع غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني،قال: (ليس
ذلك صحيحاً،أنا مدافع قوي عن إنسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة،فعندما كان أريال
شارون رئيسا للحكومة،قلت حينها أن إحتلال غزه خطأ كبيرا،ويجب أن يوضع حداً له) وأضاف قائلا: (كنت أحاور شارون بإستمرار في هذا الشأن،ودافعت عن الإنسحاب الإسرائيلي من
غزة وكذلك الإنسحاب الأسرائيلي من الأراضي الأخرى) وقال أيضا في ما أصبح يعرف به
(أنه صديق العرب): أنا صديق لإسرائيل وكذلك للشعوب العربية على حد سواء،لأنها شعوب بشرية ومجتمعات إنسانية لديها الإرادة في التحاور معاً،وأملي الكبير
أن تجمعهم الأخوة البشرية وأن يتخلوا عن العداء،ولا أرى أن النزاعات العسكرية يجب
أن تستمر إلى ما لا نهاية،وأملي في الحياة هي أن أرى أطفال فلسطين وسورية ولبنان
ومصر وإسرائيل جميعاً ينتمون إلى هذه العائلة البشرية المسالمة.
أبرز الإنتقادات الموجهة لبرنار هنري ليفي
لقد واجه برنار هنري ليفي إنتقادات كبيرة ولاذعة وذلك بسبب إرتباط إسمه
منذ ثلاثين عام بأهم الأحداث الساخنة في العالم،حيث أن هناك سبعة كتب صدرت تباعا
في هجاء برنار هنري ليفي،بالإضافة إلى عشرات المقالات التي تكشف أن هذا الصحفي أو
الكاتب أو الفيلسوف الكبير كذب على مئات الآلاف من قرائه،ولعل أخطر هذه الكتب هو ذلك الذي أصدره أحد أشهر صحافي التحري
والتحقيقات في فرنسا فيليب كوهين،والذي سبق له وأن أصدر كتاب (القنبلة،الوجه
الخفي للوموند) بالإشتراك مع بيار بيان عن سيرة حياة ليفي،والذي حاول ليفي منعه من
الصدور،ولكن الكتاب خرج إلى النور وتصدر قائمة المبيعات لأشهر طويلة وأثار صخبا
إعلاميا كبيرا،إنتهى بطبيعة الحال إلى أروقة المحاكم،أما عن دوافع إقدام فيليب
كوهين على كتابة هذه السيرة بدون ترخيص من ليفي،فقد رد على ذلك بأن الأداء
الإعلامي الحالي في فرنسا يكرس بعض المحرمات،ويجعل من الصعب مهاجمة بعض المحميين
الذين يشكلون نظام حماية ذاتية وعلى رأسهم برنارد ليفي.
ولقد كان مشروع كوهين بمثابة تعرية لليفي،لأنه عمل من خلال كتابه على
كشف حقيقة ليفي والتشكيك في مصداقيته،وذلك من خلال وضع مؤلفاته وممارساته وأكاذيبه
وإستراتيجيته الإعلامية القائمة على الظهور المكثف في بلاتوهات التلفزيونات بما في
ذلك حضور الحصص الترفيهية المنوعة،وخاصة البرنامج الشهير الذي يقدمه المذيع
الفرنسي تيري آرديسون،أمام مرآة الرأي العام
حتى أصبح بذلك حديث العام والخاص في فرنسا وخارجها.
ويقول فيليب كوهين أنه سخّر سنتين من عمره،محاولا فيهما تقديم عمل متكامل عن
سيرة حياة برنارد ليفي،معتمدا في ذلك على آلاف الوثائق السرية والمنشورة،بالإضافة
إلى شهادات 130 شخصا ممن عرفوا ليفي،حيث أن كوهين يرى من خلال كتابه أن برنارد
هنري ليفي والمولع بالقضايا الإنسانية والحق والعدالة في العالم،لم يتردد في
منتصف الثمانينات في السعي لدى الإليزيه من أجل إنقاذ شركة الخشب التي يملكها
والده من الإفلاس،وبطبيعة الحال فإن صديقه ميتران (الرئيس الفرنسي السابق) لم
يماطل في إسداء هذه الخدمة،سواء بتسهيل توفير أنابيب إنعاش إفريقية (تمويلات من
دول إفريقية) أو بتقديم قروض من الخزينة الفرنسية لا تقدم عادة إلا للشركات
العمومية التي تعاني من إختلالات ومشكلات مالية،وحتى حين سقطت الحكومة اليسارية
في فرنسا آنذاك وتولى شيراك حكومة التعايش مع ميتران تواصلت هذه العملية،ويعترف
ليفي في هذا الشأن ويقول بأنه عمل على إنقاذ والده وشركته،لأنه ببساطة شعر أنه
ضحية،وما دام أنه يملك إمكانية إنقاذ شركة والده،فإنه لا يرى مانعا في القيام بذلك مستغلا
نفوذه لدى الدوائر الحكومية الفرنسية.
أما حفل زفافه من الممثلة المكسيكية الأصل آريال دومبال يوم 19 آذار (مارس)
1993 فقد كان صفقة متعددة الجوانب،فمن الناحية السياسية كشف عن نفوذ هذا الفيلسوف والذي
سخرت له الرئاسة الفرنسية طائرة خاصة لنقل ضيوفه،ومن ناحية الإشهار (الإعلان) فقد وجد برنارد
ليفي نفسه إلى جانب نجوم الغناء والسينما،ولأول مرة تطارد أفواج الباباراتزي
فيلسوفا،حيث أنه باع صور الزفاف لمجلة (باري ماتش) والتي خصصت للحدث ست صفحات،كما وأنه باع صور زوجته عارية بعد ذلك لعدة صحف ومجلات فرنسية،وهنا يلاحظ
كيف إستفاد برنارد ليفي من زواجه بالظهورعلى أغلفة مجلات الإثارة،وأصبح من خلال
ذلك من النجوم ذات الشعبية والجماهيرية الواسعة،منشأ بذلك شبكة في الإعلام،إستفاد منها وإستخدمها
فيما بعد في مناوراته السياسية ولخدمة مسيرته ولحماية مصالحه وخدمة زوجته الممثلة وإبنته الكاتبة .
ويقول الكاتب أن برنارد ليفي لا يفوت حدثا دون أن يبصمه ببصمته
الخاصة،حيث أنه إرتبط بالأحداث المأساوية المعاصرة،وأنه نجح في أن يكون مبعوثا
لبلاده إلى نقاط ساخنة عدة كأفغانستان وليبيا،ولكن كتابات ومقالات صحافية ظهرت في
فرنسا والولايات المتحدة بأقلام صحافيي الميدان،كشفت بشكل مدو عن بهتان هذا الفيلسوف
الجديد المنتصر لهويته (اليهودية الصهيونية)،إلي درجة أنه اصبح متهما بإحياء
النعرات الدينية،إنطلاقا من كتابه (الأيديولوجية الفرنسية) الذي نقب فيه عن الجوانب
الفاشية في الذات الفرنسية بدوافع أملتها عليه هويته،ومنها أصبح يعرف بمنظر الصهيونية
الجديدة في فرنسا.
كما وكشف كتاب فيليب كوهين عن مغالطة كبرى بشأن القضية الأفغانية عند
ليفي،فبعد أن ظل ليفي يِكذب بأنه صديق أحمد شاه مسعود،إثر إغتياله في أيلول
(سبتمبر) 2001،حيث أكد أنه إلتقى به لأول مرة سنة 1981 ومنذ ذلك التاريخ وهما على
صداقة لا تشوبها شائبة،إلا أن الفضيحة الكبرى فجرها مخرج عدة أشرطة (أفلام) عن أفغانستان
إسمه كريستوف دو بونفيلي،والذي ذكر أن ليفي طلب منه سنة 1998 التوسط له من أجل
مقابلة أحمد شاه مسعود لأول مرة،وذلك بعد تزويده بعدة أشرطة مصورة عنه،وهذه
الشهادة تضع مصداقية ليفي أمام شك كبير،كما وتطرح علامات إستفهام حول عمله،خاصة وأن
مسعود إستأثر بكتاب كامل من تأليف ليفي بعد إغتياله،تحت عنوان (تفكيرات حول الحرب،الشر
ونهاية التاريخ).
برنارد ليفي وأحمد شاه مسعود 1998
كما ولم يخرج كتاب برنار هنري ليفي (من قتل دانيال بيرل ؟) من دائرة
الفضائح أيضا،والذي إستغل فيه الظروف الدولية التي كانت سائدة آنذاك ليقوم بحملة
إعلامية كبيرة للترويج له في الولايات المتحدة،حيث كشف هذا التحقيق عن تطرف وحقد هذا
الكاتب الذي أصبح يشار إليه بالمثقف الطائفي والمتطرف،فقد كان هذا التحقيق عن صحافي
وول ستريت جورنال الذي أختطف وقتل سنة 2002 في باكستان،حيث إستغل ليفي هذه
الجريمة النكراء والبشعة وجعل منها مناسبة لتصفية الحسابات الدينية،وذلك من أجل
الترويج للخطر الباكستاني والدعوة لضرب هذا البلد وتجريده من السلاح النووي بحجة
تعاونه مع القاعدة،إلى درجة أنه أخترع لقاءات بين رجال المخابرات الباكستانيين
وزعماء القاعدة.
لكن الحقيقة لا تلبث حتى تظهر وإن غابت أو بالأحرى غيبة لفترة،فقد كتب الصحفي الأمريكي بوليام دالريمبل والذي إشتغل في المنطقة (باكستان وأفغانستان) قرابة العشرين عاما،مقالا مثيرا يتعلق بهذا الأمر (كتب في كانون الأول (ديسمبر) 2003 وأعادت نشره لوموند ديبلوماتيك في نفس الشهر)،حيث سخر المقال من التصوير الكاريكاتوري والحاقد لليفي عن البلد وأهله من حيث أنه يصور المنطقة بالجحيم وأهلها بالثعابين ذات الفحيح،كما وإتهم الصحفي الأمريكي بوليام دالريمبل الفيلسوف الفرنسي بالخلط بين التحقيق الذي هو جوهر العمل الصحافي والخيال الروائي،مضيفا بأنه منذ الصفحات الاولى نكتشف أن صاحب الكتاب يريد شيئا آخر غير التحقيق،معتمدا في ذلك على التحليل السياسي غير المدعم بالوثائق بالإضافة إلى الإختلاقات والتناقضات الصارخة،والمضحك هنا أن يكتشف ذات الصحافي أن ليفي إخترع من خياله الواسع شارعا في لندن،حين قال أن عمر الشيخ مدبر عملية تصفية بيرل تربى فيه،وعندما راجع المحقق الأمريكي أسماء شوارع لندن لم يجد إسما للشارع المذكور! وفوق ذلك فإن كتاب (من قتل دانيال بيرل ؟) يخلط في الجغرافية الباكستانية ويخلط بين أسماء المدن وحتى بين أسماء التنظيمات الإرهابية أو المسالمة،فضلا عن تضمن التحقيق لطروحات معادية للإسلام بطريقة مجانية،ومعلومات خاطئة عن وضع المرأة،حيث سجل غياب المرأة في بلد وصلت فيه إمرأة إلى رئاسة الوزراء،ومن هنا خلص الصحفي الأمريكي بوليام دالريمبل إلى أن ليفي كتب عن باكستان أخرى لا وجود لها إلا في خياله،وقد علق على أن هذا الكتاب يعتبر إساءة بالغة لذكرى بيرل.
وأخيرا فإن الضربات السابقة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة من نوعها التي يتلقاها أكبر المثقفين إثارة للجدل في فرنسا،وعلى الرغم من أن برنارد ليفي صمد حتى الآن معتمدا على ثروته وعلى النظام الذي بناه في الأوساط الإعلامية والسياسية وحتى في أوساط الأعمال،إلاّ أن البهتان والكذب والخداع لن يطول إلى ما لا نهاية،وهذا هو الذي يحصل الآن من خلال المثقفين الشرفاء الذين يضعون كشف الحقيقة هدفا لا يمكن التستر عليه أو إخفاؤه.
لكن الحقيقة لا تلبث حتى تظهر وإن غابت أو بالأحرى غيبة لفترة،فقد كتب الصحفي الأمريكي بوليام دالريمبل والذي إشتغل في المنطقة (باكستان وأفغانستان) قرابة العشرين عاما،مقالا مثيرا يتعلق بهذا الأمر (كتب في كانون الأول (ديسمبر) 2003 وأعادت نشره لوموند ديبلوماتيك في نفس الشهر)،حيث سخر المقال من التصوير الكاريكاتوري والحاقد لليفي عن البلد وأهله من حيث أنه يصور المنطقة بالجحيم وأهلها بالثعابين ذات الفحيح،كما وإتهم الصحفي الأمريكي بوليام دالريمبل الفيلسوف الفرنسي بالخلط بين التحقيق الذي هو جوهر العمل الصحافي والخيال الروائي،مضيفا بأنه منذ الصفحات الاولى نكتشف أن صاحب الكتاب يريد شيئا آخر غير التحقيق،معتمدا في ذلك على التحليل السياسي غير المدعم بالوثائق بالإضافة إلى الإختلاقات والتناقضات الصارخة،والمضحك هنا أن يكتشف ذات الصحافي أن ليفي إخترع من خياله الواسع شارعا في لندن،حين قال أن عمر الشيخ مدبر عملية تصفية بيرل تربى فيه،وعندما راجع المحقق الأمريكي أسماء شوارع لندن لم يجد إسما للشارع المذكور! وفوق ذلك فإن كتاب (من قتل دانيال بيرل ؟) يخلط في الجغرافية الباكستانية ويخلط بين أسماء المدن وحتى بين أسماء التنظيمات الإرهابية أو المسالمة،فضلا عن تضمن التحقيق لطروحات معادية للإسلام بطريقة مجانية،ومعلومات خاطئة عن وضع المرأة،حيث سجل غياب المرأة في بلد وصلت فيه إمرأة إلى رئاسة الوزراء،ومن هنا خلص الصحفي الأمريكي بوليام دالريمبل إلى أن ليفي كتب عن باكستان أخرى لا وجود لها إلا في خياله،وقد علق على أن هذا الكتاب يعتبر إساءة بالغة لذكرى بيرل.
وأخيرا فإن الضربات السابقة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة من نوعها التي يتلقاها أكبر المثقفين إثارة للجدل في فرنسا،وعلى الرغم من أن برنارد ليفي صمد حتى الآن معتمدا على ثروته وعلى النظام الذي بناه في الأوساط الإعلامية والسياسية وحتى في أوساط الأعمال،إلاّ أن البهتان والكذب والخداع لن يطول إلى ما لا نهاية،وهذا هو الذي يحصل الآن من خلال المثقفين الشرفاء الذين يضعون كشف الحقيقة هدفا لا يمكن التستر عليه أو إخفاؤه.