الحياء زينة النساء
إن الحياء
زينة النساء، فمن قامت منهن إلى
إعداد زينتها فلتحتجب عن الأبصار، وإن الرجال أشغف ما يكونون بالنساء إذا برزن لهم بثوب الإحتشام، لأن التهتك يطفئ جذوة الغرام، وليس للمرأة
أن تحقر قدر التزين لزوجها
فإنما زينتها وحليها له لا لسواه، وهي عظة حسنة للواتي يتبرجن ويتبهرجن لكل رجل غير رجالهن كأن الزوج غير خليق بالنظر إلى حلاوة
إمرأته وحليها ما لم يتوسل
إلى ذلك بوجود قريب أو غريب.
لا يكفي لمحاسن المرأة أن تكون حسنة البزة جميلة الخلق، بل لا بد أن تكون على خلق تسترق به قلب الرجل وأن لا تحفر
مجاملته
بلين القول، شأن اللواتي
يترفعن عن التودد إلى رجالهن خوفا من أطماعهم بهن أو طلبا للتخفيف من سلطتهم عليهن، ويغيب عنهن أن مكامن الأحقاد وراء الكلام الخشن وعذب المقال يزيل الضغائن من صدور سليطات النساء وظلام الرجال.
وتحذير آخير لذوات البعولة وذوي الزوجات، الذين قد يتجاوزون آداب المجاملة أمام الأجانب فيتعدون حرمة المحاسنة إلى التداعب ويثبون وثبة واحدة من كثرة الأدب إلى قلة الأدب.