قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

قصة مكتبة الزعيم الراحل هواري بومدين

قصة مكتبة الزعيم الراحل هواري بومدين
يقول الدكتور عثمان سعدي سفير الجزائر الأسبق في بغداد ودمشق في حوار أجرته معه الصحفية آسيا شلابي مؤخرا أن الرئيس بومدين قرر إنشاء مكتبة شخصية له، ولكنه رفض أن تدفع وزارة المالية ثمن الكتب المنتقاة وقرر دفعها من جيبه، والمكتبة لا تزال عند زوجة الرئيس السيدة أنيسة وتضم قرابة خمسة آلاف كتاب مجلد من مختلف الدول العربية ومنها النسخ الأصلية لأمهات الكتب، أبرزها كتاب  (الأغاني لأبي فرج الأصفهاني) وهي النسخة الأصلية لدار الكتب وكتاب (صبح الأعشى للقلقشندي) الذي طبعت أجزاؤه الأربعة عشر بين 1913م و1918م.

وفي هذا الصدد يحكي السيد الدكتور عثمان سعدي قصة بداية إنشاء هذه المكتبة قائلا: أنه عندما كان نائبا للسفير الجزائري في القاهرة، أستقبله الرئيس الراحل لمدة ساعتين في مكتبه، وطلب منه أن ينتقي له عدد من الكتب من القاهرة ومن بعض الدول العربية وأن يقدم له ملخصات لأحدث الإصدارات، كما طلب منه زيارته كلما عاد إلى الجزائر وأوصى مدير التشريفات بذلك.

ويكمل السفير قائلا: وهكذا عندما عدت إلى القاهرة، كلفت مكتبة الخانجي بالقاهرة بجمع الكتب وشرائها من تركات المتوفين، ثم أرسلت الكتب المجلدة إلى الجزائر، وكنت قد إتفقت مع وزير المالية آنذاك الشريف بلقاسم على تسديد فواتير كتب الرئيس، لكن وبعدها بأيام قليلة وصلني طلب من الخارجية يقضي بضرورة المجيء للجزائر، وبمجرد وصولي بلغني أن الرئيس يريد مقابلتي وهو ما حصل، وهنا عاتبني الرئيس على تحويل فواتير الكتب إلى وزارة المالية وقال: إنها كتبه الشخصية وقد دفع قيمتها من ماله الخاص، كما قال: لا أريد أن يدفع ثمنها غيري، حتى إذا حاسبني الشعب لا يجدني أملك إلا مكتبتي... فسدد قيمة الكتب من مرتبك، ثم قدم لي الفاتورة، أدفعها لك بيني وبينك من مرتبي الخاص، وعندما قلت له: الكتب غالية جدا ولا يكفي مرتبي ومرتبك لشرائها، قال لي: لا داعي للتأسيس وإسحب طلبي، فقلت له: هذه كتب وليست يختا أو دارة، كتب تقرؤها في وقت فراغك ومن حقك أن تؤسسها لك الدولة، إنها مثل القلم أو الورق في مكتبك، وبعد عمر طويل ستقدم هدية إلى المكتبة الوطنية وعليها إسمك ليقرأها المواطنون كتذكار جميل، ولكنه رفض ذلك رفضا قاطعا.

ويضيف الدكتور عثمان سعدي قائلا: أن هذه الكتب تم جلبها من القاهرة وبغداد ودمشق، حيث كنت أطلب من دور النشر ما أختار من عناوين وأرفق الطلب بملاحظة أن الكتب من أجل مكتبة الرئيس بومدين الشخصية، فيرفض الناشرون إرسال الفواتير ويعتبرونها هدية للرئيس الراحل، وكنت قد إتفقت مع مدير التشريفات على أن يرسل رسالة شكر للناشر موقعة من طرف الرئيس، أما الكتب التي نشرها آصاحبها فأشتريها ويسدد لي قيمتها الرئيس من مرتبه وهي قليلة، ولكن تشاء الأقدار أن يتوفى الرئيس من دون أن يسدد آخر فاتورة لكتب من سوريا كنت قد دفعت ثمنها من مرتبي على أن يدفع لي بعدها كما كنا قد إتفقنا، وقررت أن أحتفظ بالفاتورة للذكرى وقيمتها 594 ليرة وهي قيمة تجليد كتاب (بهجة المجالس) وأجزاء من كتب (الأغاني وتاريخ الأدب العربي) لبروكلمن.

أخيرا توجه السفير سعدي بنداء إلى زوجة الراحل بومدين وطالبها بتسليم المكتبة التي تضم حوالي خمسة آلاف كتاب مجلد من أمهات الكتب لتوضع في ركن بالمكتبة الوطنية في الجزائر يحمل إسم الرئيس هواري بومدين.

عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart