قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

تأثير اليهود على رؤية الغرب للإسلام

تأثير اليهود على رؤية الغرب للإسلام
يذكر أنه عندما نشر الإتحاد الأوروبي إستطلاعه الشهير والذي يعتبر فيه أغلبية الأوروبيين الدولة الصهيونية (إسرائيل) دولة شريرة ومعادية للإنسانية، تحرك اللوبي اليهودي الصهيوني في كل العواصم الغربية للقيام بالهجوم المضاد ووضع إستراتيجية عداء للعرب والمسلمين والحضارة الإسلامية، ولم تنشط السفارات الإسرائيلية لهذا الغرض فحسب بل حتى الجمعيات والمنظمات اليهودية العاملة في الغرب، وللإشارة فقط فقد قامت مجموعة من زعماء المنظمات اليهودية في أوروبا بطلب مقابلة عاجلة مع رئيس المفوضية الأوروبية آنذاك لحثّه على نشر إستطلاع أعدته جهة أوروبية مقربة من الدوائر الصهيونية في الغرب، حيث يتهم هذا الإستطلاع المسلمين بأنّهم معادون للسامية، ويأتي هذا المسعى من قبل اللوبي اليهودي وتحديدا الوكالة اليهودية العالمية فرع أوروبا بإنجاز هذا الإستطلاع ضد المسلمين في الغرب بعد شعور اليهود بأن مواقعهم في الغرب قد تعرت.

هذا وقد ألغى رئيس المفوضية الأوروبية الإجتماع الذي كان مقررا مع زعماء الوكالة اليهودية بسبب ضبابية الأجواء بين الإتحاد الأوروبي والوفد اليهودي الذي إتهم المفوضية الأوروبية بإخفاء إستطلاعه حول معاداة المسلمين للسامية في الغرب، حيث قال الناطق بلسان المفوضية في ذلك الوقت أن الجو مشحون الآن بيننا وبين الوفد اليهودي ولذلك تأجل اللقاء.

أما عن الإستطلاع الذي أعد على عجل لإستهداف المسلمين والذي إفتقد إلى أدنى الأسس العلمية والموضوعية، فقد جاء لإحتواء الإستطلاع الموسع السابق الذي قامت به المفوضية الأوروبية، بحيث عمل الإستطلاع الثاني على تحميل المسلمين أسباب معاداة السامية في الغرب وغير الغرب، وبالتالي تسليط مزيد من الضغوط عليهم في الغرب.

وهذه الخطوة اليهودية الصهيونية هي محاولة للإنقلاب على الإستطلاع الأوروبي الموسع والذي يعتبر فيه قطاع واسع من الأوروبيين بأن الدولة الصهيونية (إسرائيل) هي أخطر دولة على السلام العالمي في العالم، وهو الإستطلاع الذي بعث الذهول في كل المؤسسات اليهودية في الغرب.

هذا ومن المعروف أن الوجود الإسلامي في الغرب بات يقلق اليهود الذين أعدوا عشرات الخطط لإضطهاد وتشويه صورة المسلمين في الغرب وتحديدا بعد أن نال منهم الإستطلاع الأوروبي، كما أن اليهود كان لهم دور كبير في عدد من الدول الأوروبية في التركيز على معاداة المسلمين للعلمانية في أوروبا.

ولقد بدا تأثير ذلك جليا في دولة مثل السويد، حيث أظهرت آخر الدراسات وإستطلاعات الرأي التي أجرتها دائرة الإندماج في السويد أن السويديين الأكثر إنفتاحا على الآخر ولكن ليس إزاء الإسلام والمسلمين، وحسب الدراسة فإن السويديين يميلون إلى مواقف إيجابية أكثر وأكثر نحو التعددية وتمازج الثقافات داخل مجتمعهم، ولكنهم في ذات الوقت يبدون ريبة من الإسلام والمسلمين، فقد بينت الدراسة أن ثلثي السويديين الذين شملتهم الدراسة يعتقدون أن القيم الإسلامية لا تنسجم مع قيم المجتمع السويدي، فيما قال ستون بالمئة منهم أن الشكوك لا تراودهم من معاشرة مسلمين، كما قالت نسبة مماثلة أنهم لا يفكرون في الإنتقال إلى منطقة ذات أغلبية إسلامية، هذا وأبدى خمسون بالمئة معارضتهم لأرتداء غطاء الرأس من جانب النساء المسلمات في المدارس وأماكن العمل.

حسان موسى رئيس المجلس السويدي للأئمة إعتبر هذه الدراسة والإستطلاع نكبة كبيرة وجرس إنذار خطير في السويد قائلا: أن هذا مؤشر خطير وعلينا أن نتحرك قبل فوات الآوان، خصوصا وأن السويديين كانوا إلى وقت قريب جدا من المتعاطفين مع كل القضايا العربية والإسلامية، أما هيلينا بن عودة رئيسة المجلس الإسلامي السويدي إعتبرت نتائج الدراسة إنذارا بإنتشار معاداة الإسلام في السويد قائلة: لقد أصبح الإسلام عرضة للإنتقادات الكثيرة كهدف وعدو جديد للإدانة، بحيث يشعر المجتمع بأن هناك حاجة لإيجاد جهة ما يوجه لومه إليها، كما أضافة قائلة: أخشى أن تتجه الأمور إلى مزيد من السوء بعد كل إعتداء إرهابي، وهذا أمر مقلق ويتعين علينا العمل بجدية لمعالجة هذه القضايا.

عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart