قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

الدعم العربي لإسرائيل ضد الإتفاق النووي الإيراني

الدعم العربي لإسرائيل ضد الإتفاق النووي الإيراني
رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كاذب محترف وبارع في التحريض والتزوير، وتهم الفساد تحيط به من كل جانب، كما أنه يواجه صعوبة في التكيف مع واقع أن القوة الإيرانية باتت على مقربة من حدود إسرائيل أكثر من أي وقت مضى، لهذا قَدم نتنياهو عرضه الأخير حول وثائق قال أنها إيرانية وتثبت اختراق الإتفاق النووي، فيما كان مقدمة لقرار ترامب وصقورها ورموز التطرف والعنصرية وكراهية الإسلام والمسلمين فيها بالانسحاب من الإتفاق النووي الإيراني والإنتقال إلى سيناريو فرض العقوبات على الشعب الإيراني، والعمل على اخضاع إيران بسلاح العقوبات والتدمير الممنهج للاقتصاد، وذلك لتركيع النظام من خلال فرض شروط تعجيزية مهينة عليه ونزع كل مواطن قوته والقضاء عليه نهائيا، وذلك في ظل صمت رسمي عربي اعتاد على التخاذل والتآمر على أشقائه العرب فما بالك بالآخرين، بل ذهب أبعد من ذلك في تغيير مقارباته ضمن أولويات أمنه القومي باعتبار إسرائيل دولة شقيقة، وكما قال وزير الإعلام النازي جوزيف جوبلز: (يستطيع اليهودي أن يخلق كذبة جديدة كل يوم لعدوه من أجل الرد عليه، وتكون النتيجة هي أن يقضي العدو كثيرا من الوقت في الدفاع عن نفسه للدرجة التي لا تجعل أمامه وقتا لفعل الشيء الذي يخشاه اليهودي فعليا، وهو الهجوم عليه)، وهذا ما تفعله إسرائيل مع إيران اليوم وغيرها من الدول العربية.

وكم نشعر بالأسف والحزن والألم، ونحن نرى مسارعة السعودية والإمارات إلى الترحيب بقرار ترامب، بينما العالم الغربي يعبر عن قلقه ويتماشى مع مصالحه، فترامب ينفذ ما يريده بنيامين نتنياهو وحكومته حرفيا، كما تحول إلى أداة لتحقيق مطالبه في شن عدوان على إيران وتحشيد بعض حكومات دول الخليج خلفه، والعمل على إغراق المنطقة في بحر جديد من الدماء، وتوظيف كل ما تبقى في خزانتها من أموال في تغطية نفقات هذا العدوان، ونحن طبعا أبناء هذه المنطقة من العرب والمسلمين يراد لنا أن نكون ضحاياها ومموليها.

وبغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر، فإن هذا يجب أن لا يعني أبدا تأييد أمريكا وأذنابها في المنطقة، والذين لا يأبهون ولا يكترثون لمصلحة الدول العربية بل على العكس من ذلك تماما، والعبرة من التاريخ القريب لما آل إليه مصير ليبيا والعراق وسوريا وغيرها، فلا يجب أن نصنع من أمريكا بأنها أم الحريات والديمقراطيات في عالمنا وأنها القلقة على مصالحنا في وجه إيران.

دول الخليج (السعودية والامارات) للأسف تتلاعب بهم واشنطن، لا بل وتتجاهلهم وتهينهم جميعا وتقلل من احترام كل العرب والمسلمين، والغريب ان الرد الوحيد يأتي من إيران على ترامب وتصريحاته، وذلك حين صرح الرئيس الإيراني أن ما قاله ترامب إهانة لكل العالم الاسلامي، وأن إيران مستعدة لحماية العرب دوما، فيما ينبطح العرب استسلاما، بل ويساند بعضهم ضرب إيران دون خجل أو حياء.

هذه الدول وهي من أصحاب مشاريع التطبيع في المنطقة، حيث تمثلها قيادات اعتادت الإحباط والهزائم، وتعتقد إعتقادا راسخا أن وجود إسرائيل على خريطة بلادنا العربية من المسلمات القدرية، والتي لا يمكن إزالتها إلا بمعجزة من السماء، كما أنهم يراهنون على البقاء في عروشهم على إسرائيل وتمكين العلاقات معها، لهذا فإن عداء السعودية والإمارات ومصر والبحرين لحماس وحزب الله، ومطالبتهم بمحاصرتهم ونزع سلاحهم، يدخل في نفس إطار محاولة نزع سلاح إيران، وهو أمن إسرائيل، وهكذا فإننا نلاحظ بأن العقيدة الصهيونية امتدت إلى أبعد مما كنا نتصور، بحيث أصبحت تضم وبدون أدنى شك، إسرائيل والسعودية والامارات والبحرين ومصر وغيرها، وهذا مؤشر لحدود الدولة الصهيونية القادمة، لكن اليهود الصهاينة يحتقرون العربي ولو كان عميلا وجاسوسا لهم، نعم اسرائيل تحتقر الخون العرب ولو كانو معها قلبا وقالبا.

هذا وتدرك إيران جيدا أن إسرائيل هي السبب الأبرز لانسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي، وتدرك أن هناك محاولات استفزاز ممنهجة تستهدفها، لذلك فهي تعمل بحذر ولن تنجر إلى حرب مباشرة، إنما ستكيف أوضاعها مع مرحلة تصعيد ستكون طويلة وصعبة على المنطقة برمتها، كما أن لديها خيارات متعددة ولديها أوراق قوة في المنطقة من أفغانستان إلى لبنان مرورا بالعراق وسوريا واليمن، تستطيع من خلالها خلق المتاعب لأمريكا وإسرائيل وحلفائهم في المنطقة، وذلك دون الإضطرار لخوض حرب إقليمية شاملة.

الحرب بين إسرائيل وإيران يمكن أن تكون حقيقية عندما تضرب إيران العمق الإسرائيلي بصواريخها بعيدة المدى، وترد إسرائيل بضرب العمق الإيراني في طهران بصواريخ مماثلة، أما التناوش على أرض سوريا فهذا لعب لا حرب، وإيران ليست الخطر الذي يهدد أمن وسلامة المجتمع الدولي، وإنما إسرائيل التي تحتل الأرض وتمارس القتل يوميا، وأمريكا التي تتبناها ومخططاتها التدميرية.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية قوة إقليمية وحتى ربما نووية قريبا، تسخر كل إمكانياتها لهزيمة المشروع الصهيوني لتفتيت المنطقة العربية والإسلامية وتقسيمها، كما أن أدبياتها منذ انطلاق ثورتها تعتبر إسرائيل عدوا وجبت مواجهته، وهذا العدو الإسرائيلي يأخذ نواياها وتحذيراتها على محمل الجد، وعندما يكون الخيار بين الوقوف في خندق سورية وإيران ومحور المقاومة، وبين خندق العدوان الأمريكي الإسرائيلي وحلفائه، فإننا يجب أن نختار الخندق الأول دون تردد وأيا كانت النتائج، كما نأسف أن يقف بعض العرب في خندق العدوان على سورية أو إيران مثلما وقفوا في خندقه ضد العراق وليبيا واليمن.


عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart