الحرب الإعلامية
والنفسية الدائرة بين تركيا والغرب بضراوة شديدة منذ سنوات وتصريحات أردوغان التي
تتحدث دائما بأنه بحلول 2023م ستنتهي تركيا القديمة ولن يبقى منها شيء وسوف يبدأ عهد
تركيا الجديدة والحديثة، جعلت أوروبا عامة وألمانيا وفرنسا وإنجلترا خاصة في حالة
قلق رهيب من هذا العام، ويمكننا فهم بعض أوجهها من خلال الكشف عن السر الذي يقف
وراء عام 2023م ؟
فالقصة تبدأ من
أن كمال أتاتورك الذي أسس الجمهورية التركية الحديثة بعد إسقاطه للخلافة
العثمانية، تنازل عن أملاك الإمبراطورية العثمانية في ثلاث قارات من خلال إتفاقية
سميت بإسم (معاهدة لوزان) عام 1923م، على أن تنتهي هذه المعاهدة عام 2023م، حيث قد
تم إبرام هذه المعاهدة مع الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، والذين
كانوا ﻻ يزالون يحتلون أجزاء كبيرة من تركيا آنذاك (الإمبراطورية العثمانية).
أما أبرز ما نصت
عليه هذه المعاهدة والتي وضعت بريطانيا أهم شروطها الخطيرة والمجحفة، كان إلغاء
الخلافة العثمانية ومصادرة جميع أموال الخلافة والسلطان العثماني، ونفي السلطان
وأسرته خارج تركيا وإعلان علمانية الدولة، بالإضافة إلى العمل على فرض السيطرة على
تركيا لـ 100عام قادمة من تاريخ التوقيع على المعاهدة، وذلك من خلال منع تركيا من
التنقيب عن النفط في أراضيها واعتمادها على الإستيراد فقط، واعتبار مضيق البوسفور
ممر مائي دولي لا يحق لتركيا بأي شكل من الأشكال تحصيل أي رسوم من السفن المارة
فيه.
هذا وينتهي
العمل بهذه المعاهدة عام 2023م، وذلك بعد أن يكون قد مرّ عليها مائة عام، ومن هنا
ستبدأ تركيا في التنقيب عن النفط على أراضيها دون إذن أو وصاية من أحد، كما ستعمل
على حفر قناة مائية جديدة تربط بين البحرين الأسود ومرمرة تمهيدا للبدء في تحصيل
الرسوم من السفن المارة في خليج البوسفور الرابط بين البحر الأسود وبحر مرمرة ومن
ثم إلى البحر المتوسط، مما يعنى مداخيل اقتصادية إضافية هامة وكبيرة من هذا الممر المائي
الإستراتيجي.