إحتراف موقع تويتر
موقع تويتر مساحة مفتوحة في الفضاء الرقمي يسعى إلى زيادة التعاون مع الآخرين وتلبية احتياجاتهم، ويجب أن لا ننسى أننا نتواجد على منصات التواصل الاجتماعي من أجل تلبية رغبات الآخرين، وأنهم سيردون الجميل لنا في يوم من الأيام، حين نكون بحاجة للمساعدة.
تقول المؤلفة البريطانية "ليان" في كتابها 158 طريقة لاحتراف موقع تويتر، أنه يجب التركيز بنسبة 95% على بعض النقاط في المحتوى الذي ينشر على موقع تويتر، أهمها أن يحمل المحتوى الذي ينشره المستخدم رابطا لمدونته الخاصة، لأنه من خلال نقل المتابعين إلى مدونته سيتمكن من زيادة عدد زوارها وسيعتبرها محرك البحث "جوجل" من المدونات المهمة، مما سيجعلها تظهر في الصفحة الأولى ضمن نتائج البحث، كما وأن يحمل المحتوى رابطا ينقل المتابعين إلى إحدى منصات الفيديو سواء كانت على موقع اليوتيوب أو على مدونة خاصة، إضافة إلى أن يتضمن المحتوى عروض حصرية نوعا ما للمتابعين للاطلاع على تفاصيل حول ما ينشره الشخص عبر الانتقال إلى مدونته الخاصة، سيما أن موقع تويتر لا يسمح بكثير من الإسهاب والتفصيل، وهذا سيساعد على كسب احترام الجمهور وولائه، باعتباره شخصية تقدم محتوى حصري للمتابعين.
كما وترى المؤلفة بضرورة أن يكون للشخص موقعه الخاص الذي يعمل عليه بموازاة عمله عبر صفحته الشخصية على موقع تويتر، لأنه في ظل عدم امتلاكه لموقع خاص سينتقل المتابعون عبر الروابط التي ينشرها من صفحته إلى مواقع أخرى، ولن يستفيد على الصعيد الشخصي من هذا الجمهور المهم، لهذا يجب أن يكون لكل شخص موقعا يكتب من خلاله بتفصيل أكثر، خصوصا أن تكلفة الموقع حاليا قد لا تتجاوز 10 دولار. تبقى 5% من تركيزنا، ماذا سنفعل بها؟ هذه الـ 5% حسب ما أوردته "ليان" في كتابها تتمحور حول التفاعل مع المتابعين والرد عليهم، والكتابة عن حياتنا العامة، حيث أنه من الأخطاء الشائعة على مواقع التواصل الاجتماعي أن تكون 95% من تركيز المغردين على حياتهم الشخصية، والنسبة القليلة المتبقية تتركز على تخصصهم والمجال الذي يبدعون فيه، ويعتقدون خطأ أن هذا كفيل بجذب المتابعين، لهذا يجب التخطيط لبناء محتوى جيد يجعلنا أشخاصا ناجحين على موقع تويتر، فالمتابع يحتاج لأن يرى في المحتوى بعض المحفزات التي تجعله يقبل على التفاعل الإيجابي مع التغريدات، خاصة وإن كانت التغريدات لأغراض تسويقية.
هذا ويجب أن يحدد الشخص في بداية كل يوم قائمة بالمواضيع التي سيكتب عنها، وإذا لم تكن لديه هذه القائمة، يمكنه مثلا الذهاب إلى خانة البحث في تويتر ويبحث بكلمة تتعلق بموضوعه، وستظهر له قائمة من المواضيع التي كتبها الآخرون عن نفس المجال، وسيجد على الأغلب بعض المواضيع المهمة أو الأفكار التي لم تطرح بالشكل المطلوب، ويمكن حينها القيام بعملية الكتابة بأسلوبه الخاص والإبداعي، وسيصبح بذلك ملك المعلومة لأنه قام بكتابتها قبل الآخرين، مع الحرص على ربط المحتوى بصفحة المبيعات، خاصة إذا كان يمثل شركة أو علامة تجارية، لأن الهدف من بناء عدد كبير من المتابعين على تويتر لا يتلخص في التفاعل وإعادة التغريد فقط، وإنما في الاستفادة من هؤلاء المتابعين.
وتقول بعض الدراسات أن المحتوى المجاني في موقع تويتر يساعد على الانتشار بشكل أسرع ويستدعي إقبال المتابعين، وتعد هذه الطريقة من أكثر الوسائل انتشارا على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى تويتر بشكل خاص، لأن المتابعين يركزون على المحتوى المجاني أكثر من مدفوع الثمن.
طبعا خطة كتابة المحتوى على موقع تويتر لا تخلو من بعض الصعوبة، وتتطلب بذل جهد لتطبيقها، ويقع بعض المغردين في أخطاء شائعة أثناء تطبيقهم لهذه الخطة، أبرزها نشر المحتوى الكامل مثلا لكتاب قرأوه، إلا أن نشر ما يتضمنه كتاب معين من معلومات على موقع تويتر عبارة عن جهد ضائع، لأن المتابعين يبحثون عن الأخبار المهمة والموجزة، كما وهنالك بعض المواقع التي تختص بالتعليق المفصل على الكتب، كما يستطيع المغرد نشر مقال مفصل عن الكتاب على موقعه أو مدونته الخاصة، عدا ذلك فنشر محتوى كتاب بأكمله يعد إهدارا لمجهودك، وإهدارا لوقت متابعيك، ولا تنسى أيضا أنه إهدار للملكية الفكرية التي يملكها الآخرون.
لهذا يجب جعل التغريدات منطقية، ويعني ذلك أن تكون كل تغريدة ذات سياق منطقي، وتحمل دليل ورأي، وأرقام واضحة، كما يجب ربط المعلومات بمصادرها من خلال نشر صور أو فيديوهات أو مقالات من المصدر مع التغريدة التي نود مشاركتها مع المتابعين، هذا ويجب عدم التغريد بشكل متسلسل، فأحيانا يبدأ أحدنا في كتابة مجموعة من التغريدات حول قصة متسلسلة ومترابطة، وقد تظهر تغريدة من منتصف القصة أو نهايتها لأحد المتابعين فلا يفهم الموضوع الذي تتكلم عنه، لكونه موضوعا مترابطا يحتاج فهم آخره إلى الاطلاع على أوله، لذلك ينصح الذين ينشرون مثل هذه القصص المترابطة أن يستخدموا موقع "ستوريفاي- Storify " وهو موقع يعمل على تجميع التغريدات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي وينشرها في شكل قصة مرتبة، أما نشر معلومات طويلة ومفصلة على موقع تويتر، فذلك خطأ شائع لأنه موقع يختص بالمحتوى الموجز والتدوين المصغر.
أما أهم الوسائل
المساعدة على انتشار المحتوى في موقع تويتر، هو اختصار المعلومة وصياغتها في أقل
من 280 حرفا، حيث أكدت دراسة أعدها كاتب يدعى "دانزريلا" وشملت أكثر من
نصف مليون تغريدة على موقع تويتر، أن التغريدات التي تحتوي على أقل عدد من الحروف
المسموح بها، تكون أوسع انتشارا ويتفاعل معها المتابعون أكثر من غيرها.
رابط المقال في مجلة تحت المجهر: