قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

أساسيات الخطاب الملهم

 أساسيات الخطاب الملهم

البناء القوي للخطابات الناجحة وأساسيات الإقناع والطريقة الأمثل لكتابة محتوى خطابك تؤثر على فاعليته ونجاح وصول رسالتك، حتى اختيارك للألفاظ وطريقة كتابتها ومراجعتها لها تأثير مباشر على قوة أدائك وإقناع الحضور، ولكي تستطيع كتابة خطابك بصورة سليمة وفعالة، عليك تحديد أهداف الخطاب والمحاور الأساسية له بالإضافة إلى فهم طبيعة الحضور، لأننا في بعض الأوقات قد نبتعد عن أهداف العرض أو نضع محتوى غير ملائم للحضور.


فمنذ بداية تاريخ الخطابة وتطورها كان الإبتكار هو العامل القوي في جذب انتباه المستمعين وإقناعهم، والحضور دائما يكونوا بانتظار شيء جديد، وشخص قادرعلى تحفيز فضولهم وقادر على إلهامهم، فالأفكار الجديدة والإبداعية قادرة دائما على إيصال فكرتك بشكل مميز ومبتكر.


هذا ومن الطرق التي تساعدك في الحصول على أفكار إبداعية لخطابك أو عرضك التقديمي هو مشاهدة متحدثين آخرين، فرؤية خطابات لمتحدثين آخرين من الممكن أن تلهمك بأفكار جديدة تساعد في تقديم موضوعك بشكل مبتكر، كما وينصح بمتابعة خطابات لمتحدثين في غير مجالك، لأنه من الممكن أن تعجبك فكرة أو طريقة عرض تستطيع توظيفها واستخدامها بشكل آخر في مجالك.


ويعتبر العصف الذهني من أكثر الطرق فاعلية لإيجاد طرق وأفكار إبداعية بشكل عام، لكن يجب أن تتأكد من القيام به بصورة صحيحة، ويكون ذلك بتقبل جميع الأفكار والتكملة عليها والبعد عن رفض أي أفكار أو تحجميها، فالهدف من العصف الذهني هو إيجاد أكبر قدر من الأفكار الجديدة، وبعد ذلك من الممكن تحليل تلك الأفكار واختيار الأنسب منها.


كما تشكل الخرائط الذهنية التي قام باختراعها توني بوزان سنة 1974م أداة قوية جدا لتحفيز التفكير الإبداعي والقدرة على حل المشاكل بشكل عام، وهي طريقة للتفكير تعتمد على استعمال التفرعات، والألوان، والأشكال، والصور ذات الدلالات، كما أنها تعتمد بشكل رئيسي على الذاكرة المتعلقة بحاسة الإبصار، وذلك من خلال رسومات توضيحية بسيطة يمكن استذكارها واسترجاعها بكل سهولة، وبشكل عام، مهم جدا تحفيز التفكير الإبداعي لديك عن طريق الإضطلاع على كل ما هو جديد، وذلك من خلال قراءة الكتب، ملاحظة سلوك الأطفال، الرسم والتلوين، الإسترخاء ومشاهدة الأفلام وغيرها، ولكن المهم أيضا هو أن تخرج عن التفكير النمطي وتشجع نفسك على أن تجرب أفكار جديدة، وبالتأكيد كل خبرة جديدة هي في حد ذاتها اكتشاف لأبعاد جديدة من شخصيتك ولحدودك.


ولا تنسى أن عليك أن تفكر ثم تتكلم وبعدها تكتب، لأن من الأخطاء المتكررة في كتابة الخطابات، هي أن المتحدث يكتب مباشرة خطابة دون التأكد من ملائمة الكلام الذي اختاره لقدراته اللفظية، فالكلام ممكن أن يكون منمق على الورق، لكن ممكن أن تجد صعوبة كبيرة وأنت تنطق بعض الكلمات أو أن بعض الجمل تكون أطول من اللازم.


كما من الممكن استخدام أسئلة في بداية خطابك حتى تشد انتباه الحضور وتحفزهم على التفكير في إجابة السؤال أو استفسارك، ولكن مهم جدا اختيار سؤال ملائم للمحتوى وهدف الخطاب حتى لا يتشتت الحضور، حيث هناك سؤال هدفه الإتفاق والتفاعل الغير الفظي، وهناك سؤال إجابته إما بالإيجاب أو النفي وهدفه التأكيد على حقيقة معينة، وهناك سؤال هدفه جمع معلومات ومعرفة توقعات الحضور أو معلوماتهم عن شيء معين، وذلك كله يساعد في خلق تفاعل مع الحضور.


الناس عموما تحب القصص جدا، ومن اللحظة الأولى لبداية سردك للقصة تستطيع أن تجذب انتباه الحضور، فهذا سوف يولد لديهم فضول تجاه موضوع الخطاب، وممكن أن تكون القصة عن موقف أو تجربة شخصية أو ممكن تجربة خاصة بشخص آخر، أو حتى قصة تاريخية متعلقة بدولة أو مؤسسة ما.


لكن من المهم جدا سرد القصة بشكل صحيح وبطريقة شيقة، كما ويمكن استخدام أدوات غير تقليدية تجذب انتباه الحضور وتحفز فضولهم وتشعرهم أن العرض سوف يكون مختلف وغير متوقع، واختيار الآدة التي تستعين بها يكون حسب المحتوى، فعلى سبيل المثال يمكنك استخدام صورة بها محتوى غير مألوف، كما أن الحقيقة الصادمة ممكن أن تجذب الإنتباه أكثر من المعلومة الصادمة، حيث من الممكن أن تبدأ خطابك بحقيقة متعلقة بموضوع معين تكون جديدة على الحضور وتشد انتباههم وتكون صادمة بالنسبة لهم، فالحقيقة الصادمة تخلق فضول عند الحضور وتجذب انتباههم، وتساعدك في بدأ خطابك بصورة قوية جدا.


بناء المحتوى الفعلي للخطاب مهم جدا، وهناك اعتبارات ضرورية للأخذ بها لضمان نجاح رسالة المحتوى الفعلية، وهي التي تلي بداية الخطاب وتسبق نهايته، فبعد مقدمة خطابك عليك أن تذكر للحضور النقاط الأساسية في خطابك حتى يستطيعوا أن يتابعوا كلامك أو تحضير أسئلة عن أشياء ستتطرق لها لاحقا، فكل ما كان خطابك منظم كان من السهل على الحضور متابعته وتذكر نقاطه، ولا تنسى أن حشو الخطاب بالمعلومات الزائدة ممكن أن يشتت إنتباه الحضور، لهذا يجب تحديد الأجزاء التفاعلية مع الحضور، فكل ما كانت مدة الخطاب أو العرض التقديمي أطول كان من الضروري إضافة أفكار تفاعلية مع الحضور لضمان متابعتهم لكلامك ومنتبهين لخطابك.


هذا وإن تحديد المصطلحات الخاصة بموضوع الخطاب والتأكد من نطقها بصورة سليمة ولو كانت بلغة مختلفة مهم جدا في تحضيرك للخطاب، كما عليك التاكد من أن هذه المصطلحات مفهومة للحضور، ويفضل دائما أن تفسر أي مصطلح ممكن أن يكون صعب فهمه، والبعد عن استخدام تعبيرات معقدة أو مبتذلة حتى تضمن أن خطابك يحافظ على شكله الإحترافي المنمق، ويكون ذلك بإضافة الأمثلة التوضيحية لضمان وصول الأفكار بصورة أوضح، حيث تساعد هذه الأمثلة الحضور في فهم النقاط وتصورها بصورة أفضل، كما يجب تحديد لغة الخطاب والتأكد من استخدام اللغة الأنسب للحضور لعرض فكرتك، وفي حالة مشاركتك في مؤتمر عالمي وتستخدم لغة مختلفة عن لغتك الام، فمن المهم التركيز على وضوح الألفاظ ونطق المصطلحات بالطريقة الصحيحة، ومن الممكن تسجيل خطابك كامل بصوتك وإرساله إلى أي صديق يتحدث هذه اللغة الأجنبية والتأكد من استيعابه لفكرتك، فإذا استطاع أن يفهم محتوى خطابك فهذا دليل كافي على وضوح مخارج الألفاظ واستخدامك لنطق سليم.


أما نهاية الخطابات فهي مهمة جدا لضمان تأكيد وصول المعلومة للحضور وتوجيه الحضور نحو قرار أو فعل معين، وهي الهدية التي تعطيها للحضور وهم على وشك المغادرة، كما أن توجيه الحضور نحو فعل محدد عن طريق ذكره يساعدهم على اتخاذ قرارات وخطوات أسرع في حياتهم الشخصية أو العملية، إضافة إلى أن استخدام مقولة مؤثرة في نهاية خطابك وبالأخص لو كانت كلماتها مميزة ورنانة سوف تساعد الحضور على تذكر نهاية خطابك، لكن يوجد اعتبارين مهمين جدا في اختيارك للمقولة، وهي أنها تكون مرتبطة بمحتوى خطابك ومعبرة عنه، وأن لا تكون مبتذلة أو تم استخدامها كثيرا من متحدثين آخرين.


كما أن نهاية الخطاب يفضل أن تكون موجهة كلها للحضور، بمعني أن تستخدم صيغة (أنتم ونحن) بدل من (أنا) حتى لو كان الخطاب عن تجربتك الشخصية أو عن شيء معين بناء على تجربتك، لأن مجرد تغييرك لصيغة التحدث تشعر الحضور أن الكلام موجه لهم وأنهم محور اهتمام خطابك.


رابط المقال في مجلة تحت المجهر: 

http://www.almjhar.com/ar-sy/NewsView/230/172519/%d9%83%d8%aa%d8%a8_%d8%ad%d8%b3%d9%86%d9%8a_%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a8_%d8%a3%d8%b3%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%aa_%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8_%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d9%87%d9%85.aspx

عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart