تغيير نظرتك الذاتية عن نفسك
لكل إنسان وجهة نظر تنعكس من رؤيته
لنفسه، وهذا ما يطلق عليه بالتقييم الذاتي، وحتى يغير الإنسان من نظرته إلى
نفسه، لابد أن يكون هذا التغيير من الداخل قبل الخارج، حيث يقول الدكتور ماكسويل
مولتز، وهو جراح تجميل وكاتب معروف في تخصص الصورة الذاتية، أن مريضة عنده كانت
تعاني من تشوه في أنفها، مما سبب لها اكتئاب وحالة نفسية صعبة أدت إلى انعزالها عن
الناس، فأجرى لها جراحة تجميلية لتصحيح الخلل الحاصل، إلا أنه فوجىء بعد العملية
والتي نجحت في إصلاح التشوه، أن المريضة لم تكن راضية عن النتيجة، وذلك على الرغم
من أنها أصبحت تتلقى المديح والثناء من معارفها على شكلها الجديد، والسبب كان أنها
داخليا ومن الناحية النفسية لم تشعر بالتغيير بمقدار ما كان التغيير على أنفها
وشكلها خارجيا.
تعتبر الصورة الذاتية ونظرتك لنفسك من أهم أسباب النجاح أو الفشل في الحياة، لذلك لابد من أن يكون التغيير من الداخل هو الأساس والأولوية في كل شيء، ونعني بذلك التغيير بالأفكار والصورة الداخلية عن شكلنا وعن كل ما يخص جوانب حياتنا، فمثلا يفشل الشخص في انقاص وزنه عندما يتجاهل سلوكياته الخاطئة التي أدت إلى السمنة، ثم ينتظر بعد ذلك حدوث تغيير في شكله الخارجي!، كذلك المدخن الذي لا يستطيع الإقلاع عن التدخين، فالتدخين بالنسبة له أصبح من عاداته اليومية للهروب من مشاكل الحياة، ومع ذلك فإنه يمنع أولاده وينصح الآخرين بعدم التدخين لعلمه بمضاره، إلا أنه في الوقت نفسه لا يستطيع أن يمنع نفسه من ذلك، لأن التدخين يعتبر ملاذ بالنسبه له للهروب من ما ينغص حياته، وآلية للتفريغ وعدم التفكير في الهموم.
هذا وما أصبح يؤثر على الصورة الذاتية بشكل كبير الآن هو مدى انتشار وسائل الإعلام والتواصل الحديثة والمقارنات مع الآخرين، وذلك مثلما نرى انبهار الفتيات بالأجسام النحيفة لعارضات الأزياء ومحاولة تقليدهن بإتباع ريجيم قاسي دون أي تفكير أو دراسة، معرضين بذلك أنفسهن لمخاطر صحية ونفسية كبيرة قد لا يحمد عقباها، فالصورة الذاتية هي تقييم الإنسان لنفسه، ونظرتك لنفسك تحدد مدى نجاحك أو فشلك، كما تحدد مدى سعادتك وتعاستك، ومشاكلنا تبدأ دائما من داخلنا أولا وأخيرا، وعندما نهزم العدو الداخلي فلا يكون للعدو الخارجي أي تاثير، ولهذا يجب أن لا نكون أعداء لأنفسنا من الداخل.