قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

كيفية تهيئة الضيوف للمقابلات التلفزيونية وإدارة المذيعين لها

كيفية تهيئة الضيوف للمقابلات التلفزيونية وإدارة المذيعين لها

لا يمكن للمقابلة التلفزيونية أن تنجح من دون تهيئة الضيف لها كاملا، سواء تهيئة نفسية، أو التهيئة بمشاركة محاور المقابلة، أو حتى تهيئة المظهر، حيث يعد إعداد الضيف من أهم العوامل التي تساعد على إنجاح المقابلة التلفزيونية، لذلك؛ فإن كل ما يجري قبل المقابلة يؤثر في نوعيتها.


- تهيئة الضيف للمقابلة التلفزيونية


طبعا ضيف نشرة الأخبار يختلف عن ضيف البرنامج الحواري، ذلك أن المقابلة في نشرة الأخبار تتراوح مدتها ما بين ثلاث دقائق وخمس، وعلى المذيع أو المسؤول عن المقابلات أن يخبرَ الضيف بذلك، وأن يطلب منه إجابات مركزة ومختصرة، وأن يستعد للمقابلة وفق هذا الأساس، حتى لا يقاطعه المذيع.


بعض الضيوف المتمرسين لا يحتاجون إلى إعداد كبير؛ لأنهم معتادون على دخول الأستديو وإجراء المقابلات، ويعرفون طبيعة الإجابة على مختلف الأسئلة وما يتطلب اختصارا منها، وما يتطلب إسهابا، أما الضيوف الذين لم يعتادوا على دخول الأستديو وإجراء المقابلات، فهؤلاء يجب أن يشرح لهم المذيع طبيعة البرنامج وأن يعمل على إزالة توترهم.


هذا ومن تهيئة الضيف كذلك، أن يطلب منه المذيع أن لا يجيء إلى المقابلة بقميص ملون، ولا سترة عليها مربعات كثيرة، لأن هذا يسبب بعض التموجات في الصورة، فإن تهيئة الضيف حق من حقوقه، وتشمل المظهر والمحاور وطبيعة الإجابات إن كانت مختصرة أم مفصلة، ونجاح المذيع في تأمين هذه الأشياء قبل تسجيل المقابلة يضمن أن تسير الأمور على نحو صحيح خلال المقابلة.


ليست هناك قواعد صارمة فيما يتعلق بمخاطبة الضيف وتسميته أثناء المقابلة، فلكل مقام مقال، فلا يمكن للمذيع أن يخاطب وزيرا باسمه بعيدا عن لقبه، أما إذا كان يسأل مراسله فيمكنه أن يخاطبه باسمه قائلا: أخبرنا يا فلان، حدثينا يا فلانة، وهكذا، هذا ويجب أن يحفظ المذيع للضيف لقبه، فإذا كان وزيرا: معالي الوزير، رئيسا: فخامة الرئيس، ملكا: جلالة الملك، وفي المقابل، لا يجب أن يبالغ في تمجيد الضيف حتى لا يصل إلى درجة التملق والنفاق، فيكفي أن يخاطبه بلقبه في بداية الحلقة ومنتصفها، وفي نهايتها أثناء شكره على قبول الاستضافة.


إعداد الضيف ليس منةً يمنها المذيع عليه، بل هو حق من حقوقه، إذ لا يعقل أن يجلس رئيس دولة مع مذيع في مقابلة لمدة خمسين دقيقةً، وهو لا يعرف عن ماذا سيتحدث، ومن حق الضيف أن يعرف محاور المقابلة، وهنا ينبغي أن نميز بين المحاور والأسئلة، فقد يطلب الوزير أو الرئيس الاطلاع على الأسئلة، وهنا يجب أن يرفض المذيع ذلك، لأن الضيف من حقه أن يطلع على المحاور فحسب، وذلك ليدخل على علم بالموضوعات التي سيتحدث عنها، ولا يمكننا أثناء الحلقة أن نسأله عن محاور أخرى، لأن هذا ليس من ضمن المحاور التي قدمناها له، والتي قد تحتاج إلى تحضير بعض الأرقام والإحصاءات المتعلقة بالمحور الجديد.


أما طبيعة الأسئلة التي يتضمنها كل محور فنخفيها عن الضيف؛ حتى لا تفقد المقابلة حيويتها؛ لأن المقابلات التي يطلع الضيف على أسئلتها قبل البرنامج، لا تخفى على المشاهدين، وتبدو من الدقائق الأولى أنها مقابلة مرتبة، وتظهر المذيع في ثوب المتواطئ مع الضيف.


- إدارة المذيع للمقابلة التلفزيونية


هذا وبعد مرحلة اختيار الضيف وتحديد الأسئلة، تبدأ مهمة أخرى، وهي إدارة المذيع للمقابلة داخل الأستوديو، وكيف يمكنه التعامل مع المخرج، ومساعد المخرج، والمنتج والضيف في آن واحد؟ وكيف يستطيع التعامل مع الكاميرا ببراعة؟ حيث تتمحور هذه المهمة في التركيز، وفي آن واحد على نقاط عدة بالغة الأهمية أثناء إدارة المقابلة هي: السماعة والعلاقة مع المخرج ومنتج النشرة، الضيف الذي يجلس بجواره، والذي المطلوب منه التفاعل معه، وأخيرا الكاميرا.


السماعة تمثل همزة الوصل بين المذيع والمخرج الذي يعطيه بواسطتها التعليمات، وهي حلقة الوصل بينه وبين مساعد المخرج الذي يذكره بالوقت، وبينه وبين المنتج الذي يتدخل أحيانا ليثير انتباهه إلى نقطة مهمة، حيث يجب على المذيع أن يركز في السماعة، من دون أن يكون ذلك على حساب تركيزه في الضيف، مثل قد يقول المخرج للمذيع: عليك الانتباه؛ لأننا سنوجه الكاميرا نحوك، في هذه الحالة يجب أن يستعد المذيع لذلك، وقد يقول مساعد المخرج للمذيع: بقيت دقيقة أو نصف دقيقة من وقت المقابلة، في هذه الحالة من الأفضل أن يترك المذيع ضيفه ليكمل إجابته، وبعد ذلك يتوجه بالشكر إليه وينهي المقابلة، وقد يقول المنتج للمذيع: اسأل الضيف مجددا عن الموضوع السابق، لم تكن إجابته شافية، في هذه الحالة يطرح المذيع السؤال الذي طلبه المنتج.


أحيانا قد يسأل أحدهم المذيع: هل تملى عليك الأسئلة التي تطرحها بواسطة السماعة؟ هذا السؤال يعد إهانة للمذيع؛ لأن السائل يعد المذيع واجهة فحسب، في حين أنه هو من يحضر للمقابلة، وهو من يطرح الأسئلة، لكن هذا لا يعني أن المذيع لا يتلقى أي مساعدة، وأنه ليس بحاجة إلى ذلك؛ لأن المنتج أحيانا يلفت انتباهه إلى سؤال معين أو إلى إجابة لم تكن واضحة، وتتطلب بعض التفصيل.


أما بالنسبة إلى الضيف، فعندما يكلم المذيع ضيفه يجب أن يكون نظره موجها إلى عيونه مباشرة، لأنه من السيء أن يتوجه بالنظر إلى أوراقه متفقدا أسئلته في الوقت الذي يجيبه الضيف عن سؤال طرحه عليه، كما يجب أن يتابع المذيع ضيفه وأن يتفاعل معه؛ لأن هذا يريح الضيف نفسيا، ويشعره باحترام المذيع له.


هذا ويوجد في الأستديو كاميرات عديدة، وعلى المذيع أن ينتبه إلى الكاميرا التي يتكلم من خلالها، فإذا كان الضيف معه في الأستوديو، فيجب أن يتوجه بنظره إلى عيونه مباشرة، وهناك كاميرا ستأخذه من زاوية جانبية، وبعد ذلك قد يقول له المخرج: ودّع الضيف وتوجه بالنظر إلى الكاميرا رقم (؟) التي ستأخذ المذيع من زاوية أمامية لينظر إلى المشاهد مباشرة، ففي هذه اللحظة على المذيع أن يتبع تعليمات المخرج، ويتوجه إلى الكاميرا المذكورة.


أما إذا كانت المقابلة تجري عبر الأقمار الصناعية، فيجب على المذيع أن يبدو وكأنه يحاور شخصا أمامه، ففي المقابلات التي تجري عبر الأقمار الصناعية يجب على المذيع أن يكون متفاعلا في ملامحه وكلامه وفي طريقة إلقائه للأسئلة، وكأنه يخاطب شخصا أمامه.


التعامل مع الكاميرا مسألة معقدة، ولكن على المذيع أن يكون على طبيعته، بعيدا عن التكلف والتصنع، وأن يتعامل مع الكاميرا بناء على تعليمات المخرج، وأن يحترم ضيفه من خلال التفاعل معه وعدم الانشغال عنه، كما عليه أن يكون منضبطا ومركزا، كي لا يخطئ في الانتقال بين الكاميرات، وهناك بعض المذيعين الموهوبين، يتقنون التعامل مع الكاميرا من أول يوم، ووهناك من يواجه صعوبة في التعامل معها في البداية، لكن التعامل مع الكاميرا عموما يتطلب بعض الخبرة والممارسة، وتتوطد علاقة المذيع بالكاميرا مع مرور الوقت، لذلك عليه ألا ينزعج إن واجه بعض المشكلات في البداية، فبالتدريب والتجربة تصبح علاقته بالكاميرا علاقة أليفة، وكلما كانت أليفة وطبيعية، كانت جميلة للمشاهدة.


يعد إنهاء المقابلة من الأهمية بمكان، سواء كانت هذه المقابلة في نشرة إخبارية أو في برنامج حواري، لأن البداية عادة تكون واضحة، لأنه يكفي أن يعرّف المذيع المشاهدين على ضيفه ويبدأ برنامجه، فالمقابلة تشبه رحلة الطيران، فيها عملية إقلاع وطيران مستمر وفيها عملية هبوط، وكلما كان هذا الهبوط سلسا وجميلا، كانت نهاية المقابلة أجمل؛ لأنه من السيئ أن تنتهي المقابلة على نحو حاد وأن تنقطع فجأة، حيث يتواصل المذيع مع المخرج ومساعد المخرج، ليخبراه بانتهاء الوقت وبآخر سؤال، لذلك يجب على المذيع أن يؤمّن هذا الهبوط السلس للمقابلة، فمثلا إذا قال المخرج للمذيع، هناك دقيقة متبقية على نهاية الوقت، ففي هذه الحالة، ينبغي على المذيع ألا يسأل الضيف سؤالا جديدا؛ لأنه لن يجد الوقت الكافي للإجابة، وإنما عليه أن يشكر الضيف وينهي المقابلة على نحو سلس.


النهايات غير المقبولة للمقابلات هي أن يقاطع المذيع الضيف وسط إجابته، لأنه قد يكون في تلك اللحظة بالذات يتكلم عن فكرة في غاية الأهمية، أو أن ينهي المذيع مقابلته بحكم سلبي على أداء الضيف أثناء المقابلة ويحرمه من الرد، كأن ينهي المذيع مقابلته قائلا: "في نهاية هذه الحلقة نشكرك ضيفنا، على كل حال لم تجبنا على أي من الأسئلة التي طرحناها عليك، وكانت إجاباتك سطحية ولا قيمة لها"، هذه نهاية سيئة وليس هذا تصرفا مهنيا من المذيع، فاللحظات الأخيرة في المقابلة تترك انطباعا لدى المشاهدين، لذلك ينبغي ألا يترك المذيع انطباعا سلبيا لدى مشاهديه.


هذا وكما قلنا سابقا، أحيانا تكون المقابلة عبر الأقمار الصناعية، والأقمار الصناعية تحجز لتوقيت محدد لا يمكن أن تتجاوزه المقابلة أبدا، في هذه الحالة يطلب المخرج من المذيع إنهاء المقابلة فورا، لأنه إذا لم يفعل ذلك سينقطع الإرسال وستظهر شاشة سوداء، لذلك قد يضطر المذيع إلى مقاطعة ضيفه وإنهاء المقابلة مجبرا.


أخيرا هناك مجموعة من المواقف التي قد يتعرض لها المذيع أثناء تعامله مع ضيفه أثناء المقابلة، وكيفية التعامل مع هذه المواقف، فمثلا إذا كان الضيف ثرثار، فيجب أن ينتبه المذيع إلى هذه الصفة في الضيف قبل دخول الأستوديو، وأن ينبه الضيف لأن يختصر قدر الإمكان في إجاباته، لكن إن كان ثرثارا على نحو لافت، فمن المحتمل الاضطرار إلى مقاطعته، ولكن يجب أن تكون المقاطعة بحساب؛ فمثلا يقاطع في نهاية جملته أو أي ثغرة أثناء كلامه للتدخل وقطع ثرثرته.


طبعا للمذيع الحق في أن يسأل ما يريد، وللضيف الحق أن يجيب كما يريد، يمكن للضيف أن يزيد في إجابته فيما لا يتعلق بالسؤال، ولكن إذا وجد المذيع أن الضيف سيستطرد أكثر من اللازم حينها يقوم بالتدخل، ولكن إذا كانت إضافاته تثري المقابلة فلا مانع، وإذا الضيف كان يجيب عن السؤال بسؤال آخر، كأن يجيب الضيف السياسي على السؤال بسؤال آخر من باب المراوغة والتذاكي، فهذا أمر غير مقبول، ويجب أن تطلب منه مجددا، وبكل أدب العودة إلى الإجابة عن السؤال.


هذا وعندما يستعد المذيع لمقابلة، عليه أن يكون حذرا للغاية، فيجب عليه أن يعرف مصادر أرقامه، ومن أين جاء بمعلوماته، فيجب أن يحضر جيدا معلومات المقابلة، لأنه في هذه الحالة معه إثبات لكل معلومة يقولها، فحين يتحداه الضيف سيكون حينها مستعدا للرد، لكن في حال عدم التحضير أو الاعتماد على أرقام ومعلومات عشوائية، فحينها قد يحرج الضيف المذيع، ويقع في موقف مخجل لا يجب أن تقع فيه كمذيع.


وكما قولنا سابقا أنه من حق الضيف أن يقول ما يريد، ومن حق المذيع أن يسير اللقاء كما ينبغي، وليس هناك مشكلة في توجيه الانتقاد، ولكن يجب أن يكون صوغ الأسئلة يهدف إلى إحضار وجهة النظر الغائبة عن المقابلة، وليست أسئلة مصاغة بعدوانية تظهر المذيع كطرف وخصم للضيف، وإذا كان الضيف مثلا يهاجم وسيلة الإعلام التي تعمل بها، فالمطلوب هنا الرد على نحو مقتضب في سبيل مواصلة المقابلة، لأنه قد يهاجمك بعدها، فتدافع عن نفسك، ثم يهاجم مؤسستك، فتدافع عنها، وهكذا، وهذا فخ يجب ألا يقع فيه المذيع، وببساطة يمكن الرد بالقول: "هذا حقك، ولكن دعنا نجيب على هذا السؤال الذي طرحته عليك".


كلمة "لا تعليق" شائعة في العديد من التصريحات الرسمية في كل مكان، فإذا رفض الضيف التعليق على موقف ما، يجب أن يحاول المذيع أن تدفع الأمور قليلا في سبيل الخروج بإجابة أو تصريح، ولكن إن أصر الضيف على عدم التعليق، فأقبل بذلك، مع العلم أن هذا في حد ذاته يعد خبرا، سيقال إن فلان رفض التعليق على هذا الموضوع، وسيستنتج الجميع أن هناك أمرا ما وراء رفض التعليق، فلا بأس من الاكتفاء وتسجيل إجابة "لا تعليق" ضمن المقابلة.  

عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart