قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

الترابي وإجتماع الإرهابيين

الترابي وإجتماع الإرهابيين
الدكتور حسن الترابي زعيم الجبهة الوطنية الإسلامية الحاكمة في السودان آنذاك (1991) قرر في لحظة إجتهاد أن يوحد معسكر الفقراء المعدمين المتمردين على العدوان الأمريكي للعراق  من دول وأحزاب وحركات وشخصيات في حركة أو مظلة فكرية واحدة،ولذلك بادر إلى تأسيس المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي،ووجه الدعوة لحضور إجتماعه التأسيسي في عام 1991 لحوالي 500 شخص من 45 بلدا،وذلك تحت سقف مركز المؤتمرات في الخرطوم الذي بنته الصين.

الحضور كان فريدا من نوعه،حيث ضم كل (الإرهابيين) وذلك حسب وصف صحافية أمريكية كتبت تقريرا عنه في صحيفتها (نيويورك تايمز)،فمن بين الحاضرين كان هناك صبري البنا (أبو نضال) وكارلوس (إبن آوى) وجورج حبش ونايف حواتمة ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات وقائد الجهاد الفلسطيني فتحي الشقاقي والقائد العسكري لأركان حزب الله عماد مغنية (الذي إغتيل من قبل الإسرائيليين) وزعيم المجاهدين الأفغان قلب الدين حكمتيار،بالإضافة إلى أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والشيخ عبد المجيد الزنداني والشيخ يوسف القرضاوي ومرشد الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف،ووفد يضم الحزب المصري الناصري بقيادة عبد العظيم المغربي والجماعة المصرية ممثلة برفاعي طه،فيما ترأس الوفد البريطاني الداعية يوسف إسلام (الذي كان يعرف سابقا بإسم كات ستيفنز) وغيرهم الكثير،وذلك كله كان تحت رعاية الرئيس السوداني عمر البشير.

وبعد كلمات ثورية حادة ضد أمريكا وعدوانها على العراق والتواطؤ العربي معها،تقدم أحدهم إلى الحضور مقترحا إنتخاب أمينا عاما لهذا التجمع،وكانت كل هذه العملية الديمقراطية الشكلية كما يقول الصحفي والكاتب عبد الباري عطوان والذي كان أحد المدعوين للحدث،للتمهيد لتعيين شخصية سودانية غير معروفة من مساعدي الشيخ الترابي،والتي لا تتمتع بأي كاريزما،ومن المصادفة أن هذه الشخصية مثلما تبين لاحقا،كانت من أكثر المطالبين بعلاقات سودانية مع أمريكا وقاد توجها قويا في هذا الصدد.

ويقول عبد الباري عطوان أنه لم يعجبه هذا الإقتراح،فرفع يده طالبا الكلمة،فقال بإنفعال: (أننا جئنا إلى هذا المؤتمر تلبية لدعوة الشيخ الترابي وإحتراما له وتقديرا لمواقفه الوطنية العروبية الإسلامية،ولذلك لا نقبل بأن يتولى هذا المنصب أي أحد غيره)،وهنا ضجت القاعة بالتصفيق وقوفا،ولم يجلس الحضور على مقاعدهم ويتوقفوا عن التصفيق إلا بعد صعود الدكتور الترابي إلى المنصة (بعد أكثر من عشر دقائق من التصفيق) إذعانا لرغبة الحضور،قائلا: (سامح الله أخي عبد الباري الذي ورطني في هذا المنصب).

ويضيف عبد الباري أن من المفارقات التي حدثت في ذلك الوقت أن الرئيس عرفات والذي كان من بين المصفقين طبعا،همس في أذن جاره في المقعد الرئيس البشير لاحقا بقوله إنه هو الذي كلفه رسميا بذلك بإعتباره عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان المنفى)،رغم أنني وأقسم بالله يقول عبد الباري أني لم ألتقيه قبلها بأشهر ولم يجر بيننا أي حديث في هذا المضمار،ولكنه (ابو عمار) الذي يعرف كيف يوظف المواقف لصالحه وللشعب الفلسطيني من خلفه،وذلك إذا رأى أن هذا يتناسب مع مواقفه وسياساته.

عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart