حرية الببغاء
يحكى أن تاجر فارسي مشهور كان يعد العدة للسفر إلى الهند،وقبل
إنطلاقه في رحلته،جمع جميع أفراد عائلته - الأسرة والخدم - بل وحتى الحيوانات
الأليفة،ولما كان رجلا كريما،سألهم ماذا يرغبون في أن يحضر لهم من هدايا،فأجاب كل
واحد منهم وطلب طلبا مختلفا.
ولكنه عندما سأل الببغاء،أجابه الببغاء قائلا: إذهب إلى
الغابات،وعندما ترى الببغاوات من بني جلدتي،أنقل لهم تحياتي وإسألهم نيابة عني: هل
من العدل أن يعيشوا جميعا معا فوق أغصان الأشجار بينما أعيش أنا هنا وحيدا محبوسا
في قفص ؟ وإسألهم هل من العدل أن أموت هنا،بعيدا ووحيدا ؟
هكذا وعندما وصل التاجر إلى الهند توجه إلى الغابة وإلتقى
فيها ببغاء بري ونقل له أسئلة طيره المحبوب،ولم يكد ينهي كلامه حتى بدأ الطير يرتجف
وسقط عند قدميه،ولم يعد يتنفس ومات في الحال،فحزن التاجر كثيرا وأسف على ما قاله
له.
وعندما عاد التاجر وزّع الهدايا التي أحضرها على أفراد
أسرته،وعندما جاء دور الببغاء،حكى له قصة موت الببغاء البري المؤسف،وما إن أنهى
التاجر كلامه،حتى إرتعش الببغاء في القفص وإعترته برودة ثم سقط على أرضية القفص
ومات.
بكى التاجر طويلا حزنا على موت طائره الذي كان له بمثابة
رفيقه ومستشاره،إضافة إلى صوته الرائع.
لكن وما إن فتح التاجر باب القفص وأخرج الطير الميت،حتى
رفرف الببغاء الميت بجناحيه وطار وجثم فوق قمة أعلى شجرة.
فزعا،سأل التاجر طيره الحي عن سبب تصرفه الغريب ؟
فأجابه الطير: لقد أخذت بنصيحة الببغاء الحكيم،فعندما
تظاهر بأنه مات أراني كيف يمكنني أن أهرب،لقد آن الأوان لأن أصبح حرا طليقا.
فإستسلم التاجر الحزين لخسارته هذه وودع أسيره السابق.