أنواع الإعاقات الحركيّة (الشلل)
الحركة عموماً من الإنسان تتم من أن الدماغ يستلم المُثير عن طريق الحواس (الأعصاب الحسيّة) لتتم ترجمة هذا المُثير وإعادتة من الدماغ إلى الجسم عن طريق الأعصاب الحسيّة إلى الإعصاب الحركية ومن ثم إلى العضلات.
إصابات
الحبل الشوكي (النخاع الشوكي)
الحبل الشوكي هو الجزء الناقل للمعلومات من وإلى الدماغ، وهو عبارة عن أنبوب أسطواني الشكل يمر عبر قناة رفيعة تمتد داخل القناة الشوكية الفقرية، ويتكوّن من مادة بيضاء تُسمّى النخاع الشوكي ويُغلّفها غشاء، ويخرج من جانبها زوجان من الأعصاب الشوكية على مسافات منتظمة، أحداهما ينقل المعلومات العصبية من أنحاء الجسم المختلفة عند تعرّضها لمُثيرٍ ما إلى النخاع الشوكي فالدماغ وتُسمّى الأعصاب الحسيّة، أما النوع الثاني فينقل المعلومات والأوامر من الدماغ إلى النخاع الشوكي فأجزاء الجسم لتتم الحركة وتُسمّى الأعصاب الحركية.
هذا وعند تعرّض الحبل الشوكي لضَرَرٍ ما فإنه سيؤدّي إلى عطل في الجهاز الحركي الذي يقع تحت مستوى الإصابة، وعندما تكون الإصابة على شكل إلتهاب أو ورَم في الأنسجة والخلايا العصبية التي تغطّي الحبل الشوكي فمن الممكن علاجها إذا اكتشفت بشكلٍ مُبكر، ولكن إذا تعرّضت الخلايا إلى تلفٍ (دائم) بسبب الأورام والإلتهابات والحوادث والأمراض ، فإن النتيجة ستكون الشلل بسبب عدم قدرة الأعصاب الناقِلة للإيعازات الحسيّة والحركية على نقل المعلومات والإشارات العصبية بين الدماغ وأجزاء الجسم، وقد يكون الضَرَر كبيراً جداً ما يؤدّي إلى فُقدان الإحساس بالأجزاء المُصابة وفُقدان السيطرة على بعض الوظائف الحيوية.
الجدير بالذكر أن إصابات الحبل الشوكي قد تكون ناتجة من الأمراض والإلتهابات الفايروسية والأورام، لكن غالباً ما تكون بسبب الحوادث التي يتعرّض لها الإنسان كإصابات العمود الفقري جرّاء السقوط من أماكن مُرتفعة أو حوادث السيارات أو الشجارات العنيفة، أو الحروق أو سقوط أدوات ثقيلة على العمود الفقري أو وجود تشوّهات ولادية في العمود الفقري.
كما وتقسم إصابات الحبل الشوكي إلى: 1-الشلل الرُباعي (يُصيب الأطراف العُليا والسُفلى). 2-الشلل الثلاثي (يُصيب ثلاثة أطراف، طرفين سفليين وطرفاً علوياً واحداً). 3-الشلل السُفلي (يُصيب الطرفين السُفليين فقط). 4-الشلل الأحادي (يُصيب أحد الأطراف فقط، وذلك حسب الضَرَر الذي أصاب الأعصاب الشوكية المُغذّية للطرف تحت مستوى الإصابة).
إصابات الشق
الشوكي
الشق الشوكي يكون فيه التشوّه الولادي سبباً رئيساً في الإصابة بالشلل، وذلك بسبب عدم اكتمال نمو الفقرات وتشوّهها أو وجود ما يُعرف بـ (الشق الشوكي)، وهو غالباً ما يحدث عندما تتعرّض الأمّ للأشعة السينية في الأسابيع الستة الأولى للحمل ، أو إصابتها بتسمُم الحوامل مؤدّياً إلى إصابة الطفل بتشوّه في العمود الفقري، ويكون ذلك بعدم اكتمال التحام القوس الفقري للفقرات أوعدم الالتحام بين الأعصاب الشوكية والحبل الشوكي والدماغ.
هذا ومن الممكن أن تكون الإصابة بالشق الشوكي بسيطة وناجمة عن عدم اكتمال التحام القوس الفقري لفقرة أو فقرتين أو تشوّهها من دون تضرّر الجهاز العصبي، وفي هذه الحال قد يستمر الإنسان بالحركة طبيعياً من دون أن يعلم بوجود هذا التشوّه إلا بالفحص السريري، كما وقد يكون الشق الموجود في العمود الفقري كبيراً بحيث يسمح بخروج الغشاء المُغلق للنخاع الشوكي خارج الشق مكوّناً كيساً على شكل ورَم أو انتفاخ في موقع التشوّه، ومن الجدير بالذكر أن هذا الكيس قد يحتوي على سائل شوكي وألياف فقط، وهذا معناه أن الأعصاب الشوكية لا زالت في مكانها ولم تتضرّر، ومن الممكن أن يعالج هذا الأمر إذا اكتشف مبكراً وذلك بإجراء جراحة لإزالة الكيس وإغلاق الفتحة إن أمكن، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالشلل أو وقف الحال من التدهور.
أما الحالات الشديدة فهي الشق الشوكي الشديد، والذي يُسبّب خروج السائل الشوكي والأعصاب الشوكية خارج (الشق الشوكي) أي خارج فتحة العمود الفقري على شكل كيس أو ورَم مُسبباً شللاً للأجزاء الجسمية التي تقع تحت مستوى الإصابة، وقد لا ينفع التدخّل الجراحي إلا بنسب ضئيلة لتوقّف تدفّق الأعصاب الشوكية والسائل الشوكي بشكل أكبر، وغالباً ما تُصاحب هذا النوع من الشق الشوكي مُضاعفات كثيرة على الدماغ وعدم السيطرة والتحكّم في الأجهزة الوظيفية كالجهاز البولي والهضمي مع تشوهّات عظمية وعضلية كبيرة في الجهاز الحركي بشكل واضح.
إصابات شلل
الأطفال
مرض شلل الأطفال هو عبارة عن عدوى فيروسية تصيب الأفراد في مختلف المراحل الُعمرية، ولكنه ينتشر بشكل كبير جداً لدى الأطفال تحت سن الخامسة، وهو عبارة عن فيروس يهاجم النخاع الشوكي مؤدّياً إلى التهاب في الأنسجة المُغلّفة للنخاع، وإذا لم يُعالج ذلك سريعاً أو إن كان الفيروس نشطاً فإنه سرعان ما يهاجم الأعصاب الشوكية وفي أغلب الأحيان يؤدّي إلى موت الطفل، وباعتبار شلل الأطفال سببه فيروس فقد تم اكتشاف مصل مضاد للوقاية من هذا الفيروس والمعروف حالياً بلقاح شلل الأطفال، والذي كان حاسماً في الحد من انتشار هذا الوباء والقضاء عليه بشكلٍ فعّال، بحيث يتم تلقيح الأطفال تحت سن الخامسة بجرعات تزيد من مناعة الطفل تجاة الإصابة بالفيروس، وذلك من خلال المستشفيات والمستوصفات والفِرَق الجوالة في الشوارع والمدارس والبيوت للقضاء على أية إصابة مُحتمَلة بشلل الأطفال من خلال هذا التلقيح.
هذا وإن الإصابة بشلل الأطفال تؤدّي إلى حدوث بعض الأعراض الاعتيادية مثل التي تظهر في المصابين بالتهاب اللوزتين والجهاز التنفسي كارتفاع درجات الحرارة وصعوبة البلع والتنفس والإسهال والاستفراغ وآلام في الرقبة والظهر وفقدان الشهية، ثم تبدأ هذه الأعراض بالزوال ليظهر ارتخاء متفاوت في بعض العضلات وخاصة العضلات الهيكلية للأطراف السُفلى، وقد تنحسر بمرور الوقت في أحد الطرفين مُسبّبة ارتعاشاً وصعوبة في حركة الأطراف المُصابة أو تيبّسها وعدم القدرة على تحريك المفاصل أو تثبيتها ما يؤدّي إلى حدوث شللٍ وضمورٍ عضلي للطرف المصاب.
إصابات
تشوّه الهيكل العظمي
قد يُصاب الفرد بشللٍ بسبب تشوّه الهيكل العظمي، وذلك كولادة الطفل بنقص في أحد الأطراف أو جزء منها أو التوائها لجهة معينة أو تحدّد أحد المفاصل أو عدم وجودها، مُسبباً بذلك انعدام حركة الأطراف المصابة، هذا وقد يولد الطفل طبيعياً وليس لديه أية إعاقة ولكنه قصير القامة، حيث يُصنّف قصار القامة من المعاقين حركياً لكونهم يعجزون عن الأداء الحركي بنفس القدرة التي يؤدّيها أقرانهم بنفس العمر البيولوجي، وذلك رغم كونهم لا يعانون أي نقص أو خلل في الجهاز الحركي، ولكن يستلزم اعتباره معاقاً وبخاصة في المجال الرياضي مثلاً.
كما وتوجد أنواع أخرى للإعاقة الحركية سببها ترقّق وليونة العظام والانحرافات القوامية والالتهابات المفصلية، إضافة إلى كل ما يسبّب فقداناً لجزء أو بعض من قدرات الجهاز الحركي مُسبباً عجزاً كلياً أو جزئياً للفرد المُصاب.
إصابات
الجهاز العضلي
قد يُصاب الفرد بالشلل الدماغي نتيجة لأمراض وراثية، فكل فرد فيه جينات سائدة وأخرى متنحية، كما وتوجد بعض الأمراض التي تصيب الإناث دون الذكور طبقاً لهذه القاعدة الوراثية، وذلك كمرض ضمور واضمحلال العضلات إذ تفقد العضلات خاصيّتها الليفية القابلة للحركة ، وتنتشر بسرعة فائقة لكل العضلات في جسم المصاب، وتكثر الإصابة بهذا النوع من الأمراض بسبب الجينات المتنحية ولكنها تصيب الإناث عند وجود جينات سائدة ومن الوالدين فقط.
هذا ويصحب أعراض الضمور العضلي تضخم وانتفاخ للعضلات مع انحراف عن مواضعها وضعف في عضلات الفكّين وتشوّه واضح في الهيكل العظمي، مُسبباً بذلك شللاً تاماً قد يؤدّي بدوره إلى تلف في الأجهزة الحيوية كعضلات الجهاز التنفسي والهضمي والقلب ما يؤدّي إلى العجز الكامل وغالباً يفارق المصاب به الحياة وهو طفل صغير، وهذه هي نفس الأعراض التي تُصيب الفرد المُصاب بضمور وانحلال عضلات النخاع الشوكي ولكنه في هذه الحال قد يصاب بها في عُمر مُتأخر، كما وقد تُصاحب هذه الإعاقة إعاقات أخرى وبخاصة عند الإصابة بها بعُمر مُبكر مثل الاعاقة العقلية والسمعية والبصرية والصرَع والكثير من الأمراض والالتهابات التي تؤدّي إلى سرعة وفاة المُصاب.
إصابات
البتر
البتر هو فقدان جزئي أو كلّي لطرف أو أكثر من الأطراف العلوية أو السفلية، مُسبباً بذلك العجز الجزئي أو الكلي في القدرة الحركية للطرف المبتور، وغالباً ما يكون السبب في البتر هو الحوادث كالتعرّض للسقوط على آلة حادّة أو حوادث الدهس أو سقوط أدوات ثقيلة جداً مُسبّبة تهشّم الطرف، وبالتالي بتره حفاظاً على ما تبقّى منه، كما إن الإصابة بالأمراض والالتهابات قد تؤدّي للبتر وذلك كالإصابة بمرض السكري أو الأورام السرطانية العظمية أو انسداد الأوعية الدموية المُغذّية للطرف بسبب ما يُعرَف بـ (أمراض الأوعية الدموية) ما يؤدّي إلى تسمّمه وبالتالي بتر الطرف المُصاب.
هذا ويقسم
البتر وفقاً لعدد الأطراف المبتورة: 1-البتر الأحادي (هو بتر واحد من الأطراف، وقد
يكون علوياً أو سفلياً). 2-البتر الثنائي (هو بتر إثنين من الأطراف، وقد يكون
بتراً ثنائياً سفلياً أو بتراً ثنائياً علوياً أو بتراً ثنائياً سفلياً وعلوياً).
3-البتر الثلاثي (هو بتر لثلاثة أطراف في الجسم، وقد يكون لطرفين علويين وطرف سفلي
أو طرفين سفليين وطرف علوي واحد). 4-البتر الرباعي (هو بتر للأطراف الأربعة
(العلوية والسفلية) معاً، وهذا يُعدّ من أصعب أنواع الإعاقة.
رابط المقال
في موقع الميادين: