قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

فلسطين باقية والإحتلال إلى زوال

فلسطين باقية والإحتلال إلى زوال
‏مشروع الكيان الاستيطاني الاستعماري في فلسطين لا يستند إلى أي أسس تاريخية أو سياسية أو دينية، وإنما يستند إلى مطامع إمبريالية، وإذا كان لليهود حق في فلسطين ‏فإن لهم الحق في خيبر، وإذا قبل بذلك البعض فنحن لا نقبله، فألم تقل رئيسة الوزراء السابقة (غولدا مائير) عندما وقفت على خليج العقبة في مدينة (أم الرشاش) الفلسطينية والتي أعيد تسميتها بـ (إيلات): (إني أشتم رياح خيبر!)، فيما الكاتبة السعودية في صحيفة الجزيرة السعودية، سهام القحطاني، تكتب مقالا بعنوان (نساء في ذاكرة التاريخ)، وتتخذ من (غولدا مائير) قدوة لها ولأمثالها من هؤلاء المستسلمين والمطبعين والمنقلبين على تاريخهم وشعوبهم، والذين يبدو أنهم لا يعلمون أن المشروع الصهيوني يريد أن يغتصب فلسطين ليجعلها منطلقا للوثوب والسيطرة على بقية البلدان العربية واحتلالها ومنها السعودية، وذلك في إطار ما يسمى بمخطط إقامة إسرائيل الكبرى.

الفلسطينيون هم من يتمسكون بأرضهم ويعضوا عليها بالنواجذ برغم ضعف إمكانياتهم ومعاناتهم، كما أن الفلسطينيين الذين يريدون منهم أن يتنازلوا عن أرضهم ووطنهم للإسرائيليين هم حراس الأقصى والمدافعين عن كرامة الأمة، أما أهل فلسطين في الداخل المحتل (عرب 48) فهم أبطال يتحملون شظف العيش ويضحون بحياتهم سوآءا أكانوا أطفالا أو شبابا أو شيوخا أو نساء نيابة عن هذه الأمة العربية الإسلامية المخدرة، هذا ولا ننسى الفلسطينيين بالخارج وهم خير سفراء لقضيتهم العادلة، والذين يحلمون بالعودة لوطنهم وبجواز سفر فلسطيني خاص بوطنهم كبقية مواطني دول العالم.

أما عوامل الفناء الداخلية لدولة الاحتلال الصهيوني فهي: أولا، أنه مجتمع يهودي متطرف وعنصري واستعمار استيطاني إحلالي، أثبت التاريخ فشل أمثاله كما في الجزائر والهند وجنوب أفريقيا. ثانيا، أنه منذ نشأة الكيان وحتى اليوم، كل حكومة فيه كانت أكثر تطرفا من التي سبقتها، وهذه السياسة المتطرفة هي التي ستعجل في نهاية الكيان. ثالثا، أن الديمغرافيا ستكون خنجرا في قلبهم، فالعرب الفلسطينيون يمثلون الأغلبية السكانية في فلسطين ما بين النهر والبحر، كما يشكل العرب اليوم 20% من داخل الخط الأخضر، ويشكل اليهود (الحريديم) أيضا 20% وهما الأكثر إنجابا، وستصبح نسبة هؤلاء المجموعتين أكثر من 55% بعد 15 سنة، وكلا المجموعتين لا تؤمنا بوجود دولة يهودية، فاليهود (الحريديم) يعتقدون أن الصهيونية هي خارجة عن النصوص التوراتية، ولو أضفنا إلى ذلك 10% من المعتدلين لأصبح تقريبا ثلثي السكان، ثقافتهم وعقيدتهم تتناقض تماما مع المتطرفين الذين يحكمون اليوم، كما وبدأ مؤخرا انتقال الحكم في دولة الاحتلال من الأوروبيين (الأشكيناز) الأكثر تطورا ومدنية إلى حثالة من جاءوا من الأقطار العربية والإفريقية وروسيا، وهم الذين يكوّنون الأغلبية اليوم، أما أسباب الزوال الخارجية فهي المقاومة والتي ألغت بل وأسقطت عقيدة جيش العدوان التي بني عليها، وهي الحروب الخاطفة وأرض المعركة في أرض العدو، كما أن حليفه الاستراتيجي أي الولايات المتحدة هي اليوم مأزومة ومشغولة بنفسها وأحاديتها في انحدار.

فلسطين لم تكن يوما إلا قضية الأحرار والشرفاء وحدهم، وبقاء فلسطين محتلة، إنما يخدم الخيانات والكيانات العربية التي تعلم يقينا أن مصير أعناقها غدا تحت أقدام شعوبها، والعمالة والخيانة العظمى يجب أن يعاقب عليها القانون بالإعدام أو السجن المؤبد، كما يجب إذكاء الشعور بضرورة مقاومة المستعمر الصهيوني، والتوعية بخطورة تفشي التطبيع الرسمي وغير الرسمي مع دولة الاحتلال، وانتقال التطبيع السري لبعض الأنظمة السياسية في المنطقة العربية إلى تطبيع علني سافر.

عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart