قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

المقابلات التلفزيونية.. أنواعها وضيوفها

المقابلات التلفزيونية.. أنواعها وضيوفها

المقابلات التلفزيونية هي فاكهة التقديم التلفزيوني، وهي التي تميز المذيع العادي من المذيع المتعدد المواهب، هذا وينقسم عمل المذيع عادة إلى قسمين هما: (قراءة الأخبار وإجراء المقابلات)، أما إجراء المقابلات فيعد جزءا من العمل التلفزيوني، وينقسم إلى أنواع عدة هي: المقابلات التي تجرى داخل النشرات الإخبارية، وهذه لديها مواصفاتها التي تميزها من غيرها، والمقابلات الكبرى، مثل البرامج الحوارية والمقابلات الخاصة.


تعد المقابلات التلفزيونية معيارا أساسيا يمكن من خلاله التمييز بين المذيع متعدد المواهب وبين قارئ الأخبار فحسب؛ إذ إن المذيع الذي لديه مواهب متعددة، يتميز عن قارئ الأخبار بكونه صحفيا، إعلاميا، متابعا للتطورات ومطلعا على الأحداث، كما أن المذيع متعدد المواهب هو ذلك الإعلامي الذي لديه ثقافة سياسية واسعة، وهذا يتوقف بالطبع على نوعية المقابلات التي يجريها.


المقابلات التلفزيونية هي التي تمكننا من الحكم على المذيع بكونه ليس مجرد قارئ للأخبار ومردد للنصوص، وإنما هو إعلامي لديه زاد معرفي، يمكّنه من محاورة أنواع مختلفة من الضيوف، لذلك فإن المقابلات هي فاكهة التقديم التلفزيوني التي يمكننا بواسطتها أن نقيّم المذيع، إيجابيا أو سلبيا.


هناك قاعدة ذهبية فيما يتعلق بالمقابلات التلفزيونية، تقول: (لا توجد مقابلة تشبه الأُخرى، ولا ضيف يشبه الآخر)، فالمقابلات أنواع، والضيوف كذلك، وهنالك قواعد تتعلق بكل نوع، أي أنه لا توجد قاعدة تنطبق على المقابلات كلها، فقد تطرح سؤالا على ضيف معين، ويكون سؤالا رائعا، وقد تطرح السؤال نفسه بالطريقة نفسها على ضيف آخر، فيكون للأسف سؤالا غير موفقا.


أنواع المقابلات مختلفة ومتنوعة، فعندما نتحدث عن تفجير أو انقلاب أو انتخابات، ونأتي بفاعل سياسي، رئيس وزراء، رئيس دولة، رئيس حزب، شخصية سياسية عامة، يحتاج هذا النوع من المقابلات إلى مهارات معينة لإجراء حوار سياسي معمّق مع هذه الشخصية، لهذا يجب أن نسعى في هذه الحالة للحصول على مواقف الضيف السياسية، سواء أكان من السلطة أم المعارضة، وعندما نستضيف محللا سياسيا، يجب أن نسعى للوصول إلى جوانب تحليلية تعمق معرفتنا بحيثيات هذه الانتخابات أو الانقلاب، أو بهذا الحدث الذي نستضيف المحلل السياسي من أجل الحديث عنه.


هذا ويجب أن يلاحظ أننا في المقابلة مع السياسي، نسعى لمعرفة موقف الضيف من هذا الحدث، وفي المقابلة مع المحلل، نسعى لتحليل سياسي، نفهم من خلاله هذا الحدث، وفي المقابل عندما نستضيف مراسلا أو صحفيا أو شاهد عيان، فيجب أن نسعى للحصول على المعلومة فحسب، فمثالا إذا وقع تفجير في أحد شوارع بغداد، ويوجد شاهد عيان، هنا لن ندخل مع شاهد العيان في تفاصيل الحياة السياسية في العراق، ولن نسأله عن موقفه من الحكومة والنظام، وإنما سنسأله عن مشاهداته فحسب، ماذا رأيت؟ وهل وصلت سيارات الإسعاف؟ وما حجم الخسائر المادية والبشرية؟ وأين وقع التفجير؟ ... وهكذا.


هناك نوعية أخرى من المقابلات، كأن نستضيف ممثلا أو فنانا أو لاعب كرة قدم، وفي هذه النوعية من المقابلات لن نسعى للحصول على موقف معين ولا فهم تحليل سياسي، ويسمى هذا النوع بالمقابلات الشخصية، حيث نطرح من خلاله أسئلة شخصية من قبيل: أين درست؟ وما ذكريات الطفولة لديك؟ وكيف دخلت عالم التمثيل (إن كان الضيف ممثلا)؟ أو ما الفرق التي تحبها (إن كان رياضيا)؟ ومن اكتشف موهبتك الرياضية؟ ... وهكذا.


كما علينا في بداية كل مقابلة أن نحدد من هو ضيفنا؟ وماذا نريد منه؟ وبناء على ذلك ندير المقابلة، لأن طبيعة الأسئلة التي تطرح على الوزير تختلف عن لاعب كرة القدم، وعن المحلل السياسي وعن شاهد العيان، فالضيوف أنواع، وطريقة إجراء المقابلة تعتمد على نوعية الضيف، وكل ضيف يفرض على المذيع استعدادا مختلفا.


الشخصية السياسية والمقابلات السياسية من أصعب أنواع المقابلات، لأن الضيف السياسي يريد أن يوجه رسائل معينة، وأن يروّج لحزبه، وأن يدافع عن حكومته، والمعارض يريد أن يحجّم إنجازات النظام، وأن يظهر الحكومة بصورة قاتمة، لهذا فإن المقابلات السياسية تعد تحديا كبيرا، لذلك يجب أن نحضر جيدا لهذه النوعية من المقابلات، وذلك بناء على نوعية الضيف، فإذا كان معارضا فسيحاول نسف كل إنجازات الحكومة، لذلك، علينا محاورته بحجج الحكومة، وإذا كان من الحكومة فسيدافع عن إنجازات حكومته، لذلك علينا محاورته بحجج المعارضة.


كما أن المقابلة السياسية أصعب من غيرها، لأن المذيع يجب أن يكون مطلعا على المشهد السياسي في بلد الضيف، ويجب أن يكون حذرا لأن السياسيين مراوغون جدا، فالمذيع يدخل المقابلة باحثًا عن الحقيقة، والسياسي يدخلها لتوجيه رسائل ولتجنب المطبات التي قد يضعها المذيع في طريقه من خلال بعض الأسئلة.


أما المقابلة مع الشخصية العامة المتخصصة، مثل الطبيب أو المهندس أو الباحث في مجال معين، فإنها تتطلب نوعية مغايرة من التحضير، فالمذيع هنا يجب أن يكون ملما ولو ببعض الشيء بمجال الضيف، وذلك ليأخذ منه بعض التفاصيل، وأن يطرح على الضيف أسئلة تدفعه إلى تقديم معلومات أكثر حول مجاله والقضية التي جاء من أجل الحديث عنها.


في حين المقابلة مع شخصية عامة من النجوم، كممثل أو مطرب أو لاعب كرة قدم، فإن هذه النوعية من المقابلات تختلف عن سابقتها، فهي مقابلة خفيفة وليس على المذيع أن يكون متفطنا إلى المراوغات، ولا متلهفا إلى المعلومات، وإنما عليه أن يكون مرحا، مبتسما، مرتاحا في هيئته وجلسته، وينبغي أن تكون الأسئلة من قبيل: كيف كانت بداياتك؟ وما هي أغنيتك المفضلة؟ ومن مطربك المفضل؟ وما هو رأيك في موجة الأغاني الشبابية؟ ... وهكذا.


المقابلات متنوعة وتتطلب إعدادا وأمزجة مختلفة، شخصية الضيف تفرض على المذيع استعدادا مختلفا، وأداء مختلفا، ومزاجا مختلفا، فمثلا المذيع لا يستطيع أن يضحك كثيرا مع السياسي وهو يتحدث عن موضوع جدي، ولا يستطيع أن يكون كذلك مع العالم توقيرا واحتراما لعلمه، وإنما يجب أن يظل مبتسما في حدود المعقول ومن دون مبالغة، أما لو كانت المقابلة مع سيدة بسيطة  بمناسبة عيد الأم، فإن هذه النوعية من المقابلات تختلف عن كل ما سبق، إذ يجب على المذيع أن يحاور ضيفته بالأسلوب نفسه الذي يكلم به والدته، وبالاحترام واللطافة نفسيهما، وبلغة بسيطة، لأن الضيفة قد لا تفهم كثيرا من المصطلحات والتعابير المعقدة.


كما أن نوع الخبر هو الذي يفرض نوعية الضيف، وذلك وفقا لسياق الأحداث الجارية، فقد تتخذ الحكومة في بلد معين قرارا بارزا، كأن يصدر رئيس الحكومة بيانا ما، في هذه الحالة علينا أن نستضيف شخصا من المعارضة للتعليق على هذا البيان، وقد يكون الحدث حدثا اقتصاديا مهما، كرفع الأجور أو ارتفاع الأسعار، في هذه الحالة نستضيف محللا اقتصاديا ليوضح لنا حيثيات هذا الحدث، وقد يحدث انفجار لا قدر الله في منطقة معينة، في هذه الحالة نحتاج إلى تفاصيل ومعلومات عن هذا الانفجار، لذلك نستضيف أحد شهود العيان ليخبرنا بمشاهداته ويروي لنا القصة كاملة.

عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart