عند يذكر إسم دراكولا والمعروف أيضا بإسم (الأمير فلاد) يخطر بالبال إسطورة
الدراكولا ومصاص الدماء الذي يتحول ليلا إلى ذئب،لأن هذا ما غرسته فينا أفلام
السينما،إلا أن قصة دراكولا واقعية وحقيقية،فدراكولا هو شخصية حقيقية لملك
روماني (مولود في رومانيا)،حتى أن قصص قتله وفساده مدونة في المذكرات الإسلامية.
فدراكولا كان يعشق القتل كما كان أول من أنشأ جماعة ومنظمة سرية أخذت من رمز التنين شعارا لها،وقد كان دراكولا من صغره يجمع الحيوانات والطيور في قصره ويقوم بتعذيبها قبل قتلها،حتى أن قلعته كانت تثير الرعب والخوف في نفوس الناس،وبعد أن مات أبوه مقتولا سيطر على حكم رومانيا وبدأ عهد الرعب الذي أشتهر به،حيث كان يلقب بالمخوزق وذلك نسبة لطريقته في التعذيب والقتل بالخازوق وهو أبشع أساليب الموت،كما وكان يقوم بدهن هذه الخوازيق بالزيت الحار ثم يعمل على إدخالها ببطء في أسراه ليتمتع بتعذيبهم،أما الأطفال فكان يضعهم على خازوق يخرج من صدور أمهاتهم،ولم يكتفي دراكولا بالخوازيق فقط بل كان أيضا يقطع الآذان والأنوف بالإضافة إلى الحرق والشيّ وإطلاق الحيوانات المفترسة على الأسرى ودق المسامير بالرأس.
وهنا ثار غضب السلطان محمد الفاتح عندما علم بما إرتكبه دراكولا من جرائم وما أقدم عليه من إنتهاكات،فتولى على الفور قيادة جيش من مائة وخمسين ألف مقاتل وسار به لتأديب هذا المجرم،فوصل بسرعة إلى مدينة بوخارست عاصمة رومانيا الحالية،فإنتصر جيش محمد الفاتح على دراكولا وأتباعه وهزمهم شر هزيمة،ولكنه لم يتمكن من إلقاء القبض عليه لتوقيع العقاب عليه،جزاءا لما إرتكبه من الفظائع والأعمال الوحشية،وذلك بسبب هروبه وإلتجائه إلى ملك المجر.
ولكن السلطان محمد الفاتح تابع طريقه لدخول بوخارست،حيث وجد حول المدينة جثث الأسرى المسلمين الذين إقتادهم دراكولا من بلغاريا وقتلهم عن آخرهم بمن فيهم الشيوخ والنساء والأطفال،فدخل السلطان محمد بوخارست وعمل فيها على تنصيب (راؤول) رادو الوسيم أخو (دراكولا)،والذي كان قد نشأ في كنف السلطان محمد منذ نعومة أظفاره،فعرفه عن قرب ووثق به وولاه إمارة (الفلاخ) التي أصبحت إعتبارا من هذا التاريخ ولاية عثمانية.
وفي عام 1476م إستطاع دراكولا أن يجمع جيشا لقتال رادو والمسلمين،لكنه هزم وقتل على يد المسلمين وقطع رأسه وأرسل إلى الخليفة المسلم محمد الفاتح للتأكد من قتله،والذي أمر بأن يطاف برأسه في جميع أنحاء بلاد وأن تعلق رأسه بمسمار ليكون عبرة لغيره وليعلم الجميع بمقتله.