بلاغة نملة سيدنا سليمان
قال تعالى: {وَحُشِرَ
لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ
يُوزَعُونَ،حَـتَّى إِذا أتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا
أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ
وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ،فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى
وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي
عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}.
يقول العلماء: (ما أعقلها من نملة وما أفصحها)،فحين
قالت:
-(يَا): نادت
-(أَيُّهَا): نبّهت
-(ادْخُلُوا): أمرت
-(لَا يَحْطِمَنَّكُمْ): نهت
-(سُلَيْمَانُ): خصّت
-(وَجُنُودُهُ): عمّت
-(وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ): اعتذرت
عندما سمع سليمان كلام النملة تبسم ضاحكا من قولها، ولكن رغم كل عظمته
وجيشه فإنه رحيم بالنمل، حيث يسمع همسه وينظر دائما أمامه ولا يمكن أبدا أن
يدوسه، وكان سليمان يشكر الله أن منحه هذه النعمة، نعمة الرحمة ونعمة الحنو والشفقة
والرفق.