المؤامرات ونظرية المؤامرات

المؤامرات ونظرية المؤامرات

هنالك إختلاف في أن تتحدث عن وجود مؤامرات وأن تؤمن بنظرية المؤامرات

هل توجد مؤامرات ؟ نعم 

هل تؤمن بنظرية المؤامرات ؟ كلا

كيف يمكنك أن تقول بأن هنالك مؤامرات وبرغم ذلك لا تؤمن بنظرية المؤامرات ؟

المؤامرات هي أسلوب الحياة وطريقة القيام بالأعمال في المنظومة الرأسمالية،الجميع يتآمر على الجميع،بائع الخضار القريب إليك يضع الخضار والفواكه الطازجة في الأعلى،وعندما تشتري منه يضع لك البضاعة المضروبة (الفاسدة) مع غيرها في الكيس وربما يتلاعب قليلا بالميزان،وإذا كنت تعمل في محل للألبسة فإنك تقسم بأن بضاعتك أفضل من بضاعة جيرانك،فالموظف والمقاول والبائع والتاجر وغيرهم يمارسون نشاطاتهم المختلفة (البيع) والمؤامرات بشكل يومي لأجل البقاء في غابة الأسواق.

لكن عندما يصل الأمر إلى مؤامرات الشركات العملاقة والنخب التي تتربع على قمة الهرم في العالم,فإن المؤامرة لن تكون مجموعة من الخضروات والفواكه المضروبة في كيسك.بل إحراق دول بأسرها لأجل فتح أسواق للسلاح ونهب تريليونات الدولارات لإعادة التوازن إلى منظومة على حافة الإنهيار،فالمؤامرات إذن ليست حقيقية وحسب بل هي طريقة إدارة الأعمال وجمع الثروات،وهي طبيعة هذه المنظومة وليست أحداث طارئة عليها.

أصحاب نظرية المؤامرات يعتقدون بالمقابل بأن هنالك مجموعة من الأشرار يخلقون المؤامرات ولو لم يكن هؤولاء الأشرار موجودون لكان العالم بخير،أصحاب نظرية المؤامرة يعتقدون أن الشر يكمن في المؤامرة وليس في المنظومة،إنهم يعيدون المؤامرة إلى شيطان خفي أسطوري ولا يرون سلوكهم اليومي للبقاء في المنظومة كجزء من حياة قائمة على المؤامرات التي يقوم بها الجميع بشكل يومي من الصباح حتى المساء.

لذلك فان أصحاب نظرية المؤامرة هم في الغالب أشخاص يؤمنون بجميع أنواع الخرافات،أما معارضوهم فإنهم يرفضون هذه الخرافات لأنها لا تتفق مع خرافاتهم التي تقول بأنه ليست هنالك أية مؤامرات على الإطلاق.

تذكر فقط هذا الكلام

من السذاجة القول بأن مشاكلنا سببها المؤامرات والأكثر سذاجة من ذلك أن تنكر وجود المؤمرات.