اعتذار الضيوف عن المقابلات الإعلامية وأفكار وأساليب للتعامل معها
كثيرًا ما يفضل الصحافيون أن يدعموا قصصهم الإخبارية بمقابلة مع أحد المسؤولين أو شهود العيان، أو من حققوا إنجازات كبيرة حول موضوع قصتهم، ولكن يحصل أحيانًا أن يعتذر الضيوف عن إجراء هذه المقابلات، ويمكن أن يعتذر الضيف عن إجراء المقابلة الصحفية لعدة أسباب منها:
– الانشغال: فقد يكون الشخص الذي تريد مقابلته مشغولًا للغاية ولديه ما يفعله؛ فهو يفكر في الوقت الذي سيقضيه معك وكيف سيقضيه إذا لم يكن معك في المقابلة، وبالتأكيد سيكون الشخص المسؤول والشخصيات العامة أكثر انشغالًا من الشخصيات الخاصة، هنا لا تستسلم وكن متفاوضًا حول الوقت المخصص للمقابلة، لكن قد يكون من الجيد البحث عن المدخل الذي تقنعه به بأن إجراء المقابلة مهم للغاية له بحيث يخصص له وقت مناسب، فعلى سبيل المثال قد تحصل على معلومة أو إشاعة حول رشوة تلقاها أحد المسؤولين، فتقوم بطلب اللقاء معه لكنه يعتذر لانشغاله، في هذه الحالة يمكنك إخباره بالإشاعة التي تحوم حوله، وتحاول إقناعه بأن من مصلحته القبول بإجراء المقابلة ليتمكن من نفي هذه الإشاعة، وابدأ دائما بالأشخاص الأكثر استعدادًا للحديث، وإذا شعرت بأن إخبارهم بأسماء الضيوف الآخرين في قصتك قد يساعد على موافقتهم فلا تتردد في ذكرهم.
– الخوف من الإدلاء ببعض المعلومات: الذين يتابعون الصحافة واللقاءات الصحفية يعرفون تمامًا أن طبيعة المقابلة قد تضطرهم إلى الاعتراف بأخطاء فعلوها سابقًا أو بالإجابة عن أسئلة غير متوقعة، ويعتمد ذلك على مهارة الصحافي وكيف يحاصر ضيفه ليجبره على اعتراف من هذا النوع، وبالتالي يفضلون عدم الخوض في المقابلات أصلًا، كما أنه من النادر أن يرفض هؤلاء مباشرة إجراء المقابلة معهم، لكنهم في المقابل يحاولون ألا يقولوا شيئًا، فهم لا يردون على الهاتف أو لا يعاودون الاتصال بك إذا عرفوا أنك المتصل، وإذا رفض المصدر الحديث معك عدة مرات عبر الهاتف، فاجئ المصدر بحضورك أمامه في أي مكان حتى أمام باب منزله.
– الخوف من الجديد: إذا كان الشخص جديدًا في هذا المجال، وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها مقابلة، فقد يجعله ذلك يقلق ويخاف من شيء جديد، لذا عليك طمأنته بأن الأمور ستجري على ما يرام، واعمل على كسر الجليد بينك وبين الضيف عن طريق المعلومات التي تعرفها، والتي ربما تكون معلومة شخصية مثلًا، واحرص دومًا على التزام حدود الأدب، كما ويمكنك أن تستخدم دعابة لتشعر الضيف بالاطمئنان ريثما تبدأ الحوار، ولكن بمجرد أن يبدأ الحديث وتشعر باطمئنانه للحديث معك، اترك له المجال ليأخذ راحته كاملة.
– الحماية من أخطار محتملة: قد يكون الشخص المطلوب مقابلته يحمي نفسه أو يحمي شخصا آخر يهتم به أو تجمعهم مصلحة مشتركة، ويخشى أن تحوي المقابلة شيئًا ما قد يعرضه أو يعرض الآخرين للخطر، أو حتى ما يمكن أن يدينه أو يدين شخصًا آخر.
– الحرص على الخصوصية: قد يشعر أحدهم بأن ما تريد مقابلته من أجله قد يصيبه بالإحراج، فلا يرغب بالإدلاء بتصريحات قد تجرح خصوصياته، فكن دائمًا حساسًا ومراعيًا لمشاعر الآخرين خاصة في حالة تعلقهم بقصة مأساوية أو حزينة.
لكن هناك أيضًا عدة أفكار وأساليب للتعامل مع الضيف في حال رفضه خوض مقابلة ما، منها:
– التركيز على ما يريد الناس: فحينما تحاول عرض الموضوع على الشخص الذي تريد مقابلته، ابحث أولًا عن الأسئلة التي سيحب أن يجيب عنها وابدأ بها، ثم قم لاحقًا بإيجاد الصلة التي تساعدك في إكمال قصتك أو الإجابة عن الأسئلة الأكثر أهمية للقصة، فقد يكون من الأسهل إذا سمعت عن مشكلة متعلقة بإحدى الشركات، وأردت أن تجري مقابلات مع موظفيها، أن لا تركز في بداية الأمر على نقاشهم حول المشكلة بشكل مباشر، حيث قد يرفض العاملون فيها الحديث عن خبر كبير متعلق بشركتهم، لكنهم غالبًا لن يواجهوا المشكلة نفسها إذا جرى سؤالهم مثلًا عما كانوا يفعلونه حين علموا بهذا الخبر.
– التخلص من الخطوات المعقدة: فإذا أردت أن تجرى مقابلة مع مدير شركة مثلًا أو إذا أردت أن تعرف رأي مؤسسة عن موضوع يخصها فإنك ستستهدف في البداية قسم العلاقات العامة في المؤسسة، وإذا تم الرد عليك بالرفض يجب ألا يغضبك ذلك وألا تفقد الأمل، فأنت في هذه اللحظة تواجه عقبة تحتاج التخلص منها، ولكن هناك خطوات أخرى يمكنك أن تقوم بها في هذه الحالة، مثل أن تكتب رسالة توضح فيها لماذا تريد إجراء المقابلة مع المدير وترسلها له تحرص فيها على أن تثير اهتمامه ليقبل مقابلتك.
– عالج تدخل الذين يعوقون إجراء المقابلة: فهنالك العديد من الأشخاص الذين يحمون المصدر عن طريق إبعاده عن المقابلة، وأحيانًا قد يعطونك محاضرة عن حق الجمهور في أن يعرف، ثم لا تلبث أن تنتهي المكالمة أو الحديث ولم تصل بعد إلى مقابلة مصدرك، وفي هذه الحالة هنالك مجموعة من الأساليب والوسائل التي يمكن استخدامها منها، استمالة الشخص الوسيط، والحديث معه باستعمال اسمه الأول مع الأدب والود في التعامل معه، والمقصود هنا أن تحاول التخلص من الرسمية، وقد لا تحصل على مرادك من المرة الأولى، لكن مع تكرار المحاولات بالأدب ذاته قد يدبر الوسيط موعدًا مع المصدر لتجري المقابلة، أو حتى إلجأ إلى استخدم وسيط للوسيط، فأحيانا قد يكون استخدام صديق يعرف وسيطك قد يساعدك على ترتيب موعد، وتذكر دائمًا أن الناس لديها مصالح مشتركة!
كما يمكن أن تشارك الشخص الوسيط همومه، فتقول له مثلًا: (أعلم أن الكثيرين يتصلون بك، وأعلم أن هذا قد يصيبك بالجنون، أنا بالفعل آسف لذلك، لكني أعدك أنك إذا تركتني أقابله فأنا لن أضايقك مرة أخرى)، هذا ويمكن أن تطلب الوسيط في غير أوقات عمله، ربما على الغداء أو خارج أوقات العمل الرسمية أو في النادي الذي يرتاده، لأن الأشخاص المشغولون قد يكون الوقت المتاح لديهم هو فقط أثناء هذه الفترات، ولكن عليك أن تنتبه لأن بعض الأشخاص قد ينزعجون حينما تتصل بهم في أوقات راحتهم، وهو أمر يعود لتقديرك في نهاية المطاف.
أخيرًا وفي جميع
الأحوال، وبعد استنفاد جميع الطرق في إقناع الضيف، فمن الممكن أن يقرر أن لا يجري
هذا الحوار الصحفي، أو في حالة اختيارك لشخص معين ثم تردد في مقابلتك أو قرر
تجنبها، هنا يمكنك أن تكتب القصة الخبرية بالاعتماد على المعلومات التي جمعتها
ودون إجراء المقابلة، كما ويمكن أن تكتب القصة وتذكر فيها أنك قمت بعدة محاولات
للوصول إلى الشخص المعني أو الجهة المعنية، لكنه أجاب بالرفض أو أنه لم يتم الرد
على كل محاولاتك، إلا أنه من المهم أن لا تستسلم للخيارات الأخيرة سريعًا، وأن
تبذل كل الجهود وتستنفد كل الطرق المشروعة لإقناع الشخص أو الجهة بالحديث إليك،
وذلك حتى تحصل على القصة الخبرية بالشكل الذي كنت تفكر فيه.
رابط المقال في ساسة
بوست: