قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

التسويات الإقليمية في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية

التسويات الإقليمية في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية
التسويات الإقليمية في أوروبا

ترتبت على هزيمة إيطاليا وألمانيا والدول الصغيرة التابعة لهما تعديلات عدة على خريطة القارة الأوروبية،وذلك بقصد القضاء على التغيرات التي تمت قسرا قبل نشوب الحرب كإنضمام النمسا إلى ألمانيا وإستيلاء إيطاليا على ألبانيا وكذلك التغيرات التي تمت خلال الحرب مثل تحكيم فينا الذي فرضه هتلر على كل من رومانيا وهنغاريا،وكان الهدف من ذلك أيضا تصحيح بعض الحدود بشكل يزيل الخلاف بين بعض الدول،وهذا ما كشفت عنه معاهدات الصلح السابقة في القرن العشرين،ولهذا كان لابد من النظر بعين الإعتبار إلى الجوانب الإقتصادية والسياسية والنفسية وغيرها من المشاكل كل على حدة،بمعنى أن الحدود التي كانت موجودة قبل عام 1939 لم تكن مقدسة وإنما يصح تعرضها لتعديل مناسب وإن لم يكن من المفروض إجراء تعديلات خطيرة وحاسمة عليها.

وبعض هذه التعديلات والتغيرات في القارة الأوروبية قررته معاهدات الصلح التي وقعتها دول إيطاليا ورومانيا وهنغاريا وبلغاريا وفنلندا،بينما البعض الآخر وضعت أسسه وخطوطه الرئيسية المؤتمرات الدولية التي عقدها الحلفاء وبخاصة الدول الثلاث الكبرى وهي أمريكا والإتحاد السوفياتي وبريطانيا،وقد حدثت تغيرات جوهرية نتيجة للأمر الواقع،فعند تقدم الجيش الأحمر غربا بإتجاه أوروبا بين 1944-1945 صار للسوفيات سيطرة كاملة على تلك المنطقة وبذلك إمتدت حدوده للغرب بأكثر مما توقع الحلفاء وأكثر مما كانت عليه عام 1941 بحيث أستولواعلى منطقة بتسامو.

وعندما نقضت روسيا بوعدها بتأييد مطالب تيتو،أدى ذلك إلى إضعاف مراكز الشيوعية في يوغوسلافيا بصفة خاصة وفي أوروبا الوسطى بصفة عامة،وحيث إذا سلمت الدول الغربية بذلك فسوف يتضأل نفوذها وتهبط سمعتها في إيطاليا وفرنسا وأوروبا الغربية،وللخروج من هذا المأزق تقرر تحويل تريستا إلى مدينة حرة يضمن مجلس الأمن سلامتها وإستقلالها،وفيما عدا ذلك فقد أعطى معظم فينيزيا جوليا إلى يوغوسلافيا عدا جزء من أستريا،وقد لقيت هذه التسوية إستياء عاما في إيطاليا ويوغوسلافيا.

وأثار الفرنسيون بعد ذلك إشكالا عند طلبهم تعديل الحدود بينهم وبين إيطاليا في نقط إستراتيجية هي مون سني وذلك للأهمية الإستراتيجية وفي مونت تابور وذلك للحصول على طريق بين بريانسون ومودان وعند شابرتون وذلك لحرمان إيطاليا من موقع حصين يتحكم في بريانسون،وكذلك طالبوا بمدينتي بريجا وتندا،وقد طال الأخذ والرد بشأن هذه المطالب وإنتهى الأمر أخيرا بالموافقة عليها.


رومانيا وهنغاريا وتشكوسلوفاكيا

نصت معاهدة الصلح مع رومانيا على أن تكون حدودها كما كانت في تاريخ 1/1/1941 مع إستثناء ما كان بينها وبين هنغاريا في عام 1938،أما معاهدة الصلح بين رومانيا وهنغاريا فقررت عودة الحدود مع النمسا ويوغوسلافيا ورومانيا إلى ما كانت عليه بتاريخ 1/1/1938،كما نصت على أن قرار تحكيم فينا الصادر في تاريخ 2/11/1938 يعتبر لاغيا،ونصت المعاهدة مع بلغاريا على أن تكون حدودها كما كانت عليه في تاريخ 1/1/1941.

أهم التغيرات

1-إستيلاء الإتحاد السوفياتي على روتينيا من تشيكوسلوفاكيا وبسارابيا وجزء من بوكوفينا من رومانيا.
2-أعيدت ولاية ترنسلفانيا إلى رومانيا.


مصير دويلات البلطيق

أعيدت حدود فنلندا إلى ما كانت عليه في تاريخ 1/1/1941 وتنازلت عن ميناء بتسامو الواقع في أقصى الشمال،كما قبلت أن تؤجر ميناء بوركالا الذي يبعد عن العاصمة حوالي 20 ميلا إلى جارتها الكبرى الإتحاد السوفياتي وذلك لإنشاء محطة بحرية فيه، إلا أنه في عام 1955 تنازل الإتحاد السوفياتي عن بوركالا وعن حق المرور فيه.

أما أستونيا ولتوانيا فقد قررت جمعيتهما التشريعية الجديدة الإنضمام بصفة جمهوريات مستقلة إلى الإتحاد السوفياتي،ولم يسعى حلفاء روسيا في ذلك الوقت إلا الموافقة على هذا التغيير الذي أصاب خريطة أوروبا.


مشكلات بولندا

لقد كانت بولندا من نتائج الحرب العالمية الأولى،والتي شهدت أعظم التعديلات الإقلمية فيها،فعندما شنت ألمانيا الحرب على بولندا في  تاريخ 1/9/1939 سارعت الجيوش السوفياتية بالزحف من جهة الشرق فأنهارت عندها المقاومة البولندية وإقتسم الطرفان البلاد،حيث كان دافع الإتحاد السوفياتي في ذلك،أولا إسترداد المناطق التي يسكنها الروس وثانيا هو عدم إطمئنانهم لمستقبل علاقاتهم مع ألمانيا،فأرادوا تأمين حدودهم فيما إذا عمدت ألمانيا إلى نقض ميثاق عدم الإعتداء وهاجمتهم،فالحرب عندئذ سوف تقع على أراضي بولندا مما يسمح لروسيا بأخذ الوقت الكافي لتنظم خطوط مقاومتها .

ولم تعترض أمريكا أو بريطانيا على ذلك،فقرر مؤتمر يالطا في قرم بتاريخ -11/2/1945 أن حدود بولند الشرقية يجب أن تتبع خط كرزون مع إجراء تعديلات طفيفة لصالح بولندا في مناطق معينة والتي تتراوح بين خمسة وثمانية كيلومترات.

ونتيجة لهذه التغيرات فقد فقدت بولندا حوالي نصف مساحتها وثلث عدد سكانها،ولهذا نص مؤتمر قرم على أن تنال التعويض من الأراضي الألمانية في الشمال والغرب،على أن يرجئ تخطيط الحدود الغربية إلى حين إنعقاد المؤتمر الذي يبحث معاهدة الصلح مع ألمانيا،وقد إستمر ذلك إلى حين صدور تصريح بوتسدام في تاريخ 3/8/1945 .


إمبراطورية إيطاليا في أفريقيا

إن معاهدة الصلح الإيطالية تنص على إعتراف إيطاليا بسيادة وإستقلال الحبشة وأن تتعهد بإحترامها وأن تتنازل عن كل دعاويها بشأن المصالح الخاصة أو النفوذ الخاص،وهكذا صحح الوضع وعاد إلى ما كان عليه قبل إعتداء إيطاليا على الحبشة .

أما فيما يخص الممتلكات الإيطالية الأخرى في أفريقيا،فإن المعاهدة تضمنت بشأنها ما يلي :

1-تنازل إيطاليا عن كل حقوقها ودعاويها في ليبيا وأريتيريا والصومال
2-أن تظل الممتلكات في ظل الإدارة القائمة آنذاك حتى يتم التصرف بأمرها.
3-إنشاء إتحاد بين أريتيريا وإثيوبيا تحت تاج إثيوبيا مع إعطاء أريتيريا درجة كبيرة من الإستقلال الذاتي،وتقررت فترة إنتقالية لمدة عامين تتولى بريطانيا خلالها إدارة أريتريا إلى أن يتم وضع الترتيبات اللازمة لقيام الإتحاد .

عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart