أهم الأحلاف والتكتلات
العسكرية في العالم
حلف
الأطلنطي - الناتو
مع
بداية وجود الأمم المتحدة ظهر شقاق بين سياسات الدول الغربية من جهة وبين الإتحاد
السوفياتي وشركائه من جهة أخرى،وبسبب هذا التباين الكبير في وجهات النظر وعدم قدرة
المنظمة العالمية (الأمم المتحدة) على توفير نظام مؤثر للأمن الجماعي على نطاق
العالم كله،من هنا أدركت الدول الغربية حاجتها إلى إقامة نظام متكامل من الأمن
الجماعي والتعاون يكفل لها القدر الواجب من الحماية ضد أي عدوان يمكن أن تتعرض له،وقد كانت
أول خطوة في هذا الإتجاه هي توقيع فرنسا وبريطانيا في تاريخ 4/3/1947 على معاهدة
تحالف ومساعدة متبادلة مدتها خمسون عام،وبموجب هذه المعاهدة إلتزمت كل من
الدولتين بمساعدة كل منهما للأخرى وذلك بتقديم العون العسكري وغيره في حال إشتبكت
أي منهما مع ألمانيا في حرب،وفي تاريخ 17/3/1948 تم التوقيع في بروكسل من جانب
الأراضي المنخفضة وبلجيكا وفرنسا ولوكسمبرغ والمملكة المتحدة على معاهدة التعاون
العسكري والإقتصادي والإجتماعي والثقافي والدفاع الجماعي عن النفس،حيث كان أهم ما
نصت عليه هذه المعاهدة هو أن تقدم هذه الدول المساعدة إلى بعضها البعض وذلك وفق
ميثاق الأمم المتحدة وذلك في سبيل المحافظة على السلم والأمن الدوليين ومقاومة أي
سياسة تقوم على العدوان وخاصة إذا عادت ألمانيا إلى إنتهاج سياسة عدوانية،بالإضافة لتأكيدها على مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية وغيرها من الأمور
وذلك في كافة المجالات المختلفة.
كما وقد
نصت هذه المعاهدة على إنشاء مجلس إستشاري وذلك بإعتباره وسيلة دائمة للتشاور حول
جميع المسائل المختلفة،وفي تاريخ 1948 أنشأ هذا المجلس والذي كان يتكون من وزراء
خارجية الدول الخمس الأعضاء تنظيما دائما للدفاع يكون وزراء الدفاع الخمسة مسؤلون
عنه،بالإضافة إلى إنشائه للجنة مالية وإقتصادية تعمل تحت إشراف وزراء مالية الدول
المتعاقدة،كما وقد أنشأت أيضا لجان مختصة بالجوانب العسكرية مثل اللجنة الإجتماعية
ولجنة معاشات الحرب واللجنة الثقافية ولجنة الصحة العامة وغيرها الكثير،وقد عقدت أيضا عدة
إتفاقات مشتركة مثل الإتفاقات متعددة الأطراف عن الأمن الإجتماعي والمساعدة
الإجتماعية والطبية.
وقد
كانت هذه المعاهدة تعنى بالتهديدات القادمة من الإتحاد السوفياتي والأعمال
التخريبية التي تلقى التأييد من جانبه،وبسبب خروج هذه الدول الخمسة من الحرب
منهكة القوى عسكريا وإقتصاديا وعجزها من أن تقف بمفردها في وجه التهديد السوفياتي،وأن
هذا نظام الدفاع الإقليمي لن يكون مؤثرا ورادعا إلا إذا ساندته الولايات المتحدة
الأمريكية بما تملكه من قوة إقتصادية وعسكرية،وفي الإتجاه نفسه أدركت الولايات
المتحدة الأمريكية أن أمنها وأمن نصف الكرة الأرضية الغربي وثيق الإرتباط بأمن
أوروبا الغربية وأنه إذا إنهارت هذه الأخيرة فإن سلامة الولايات المتحدة الأمريكية
سوف تتعرض لأكبر تهديد،ومن هنا برزت فكرة توسيع نطاق النظام الذي قررته معاهدة
بروكسل بحيث يشمل البلاد الغربية على كلا شاطئي الأطلنطي،وبعدها وفي خريف 1948
وربيع العام التالي قررت الدول الأعضاء وذلك في إجتماعها في واشنطن وهي أمريكا
والمملكة المتحدة وفرنسا وبلجيكا والأراضي المنخفضة ولوكسمبرغ وكندا على توسيع الحلف
ليشمل كل من النرويج والدانمارك وإيطاليا وأيسلندا والبرتغال،وهكذا وقعت هذه
الدول الإثنى عشر على معاهدة شمال الأطلنطي في تاريخ 4/4/1949 وفي فبراير من عام
1952 إنضمت كل من تركيا واليونان،وقد لقي إنضمامها معارضة كبيرة وذلك لأنهما لا
تطلان على الأطلنطي وأنّ لهما حدود مع الإتحاد السوفياتي مثل تركيا أو مع بلاد ترتبط
بالإتحاد السوفياتي بحكم تماثل النظام الإجتماعي،ولكن الولايات المتحدة إستطاعت
التغلب على هذه الإعتراضات لأنه بإنضمام هاتين الدولتين يكتمل تطويق الإتحاد
السوفياتي ويوفر قواعد عسكرية جوية وبحرية في شرق البحر المتوسط على أن تكون تركيا
همزة الوصل بين الحلف الأطلنطي وأي نظام قد ينشأ للدفاع عن الشرق الأوسط،وقد كان
هدف هذه المعاهدة هو أن تقوم هذه الدول على حماية حرية شعوبها وتراثها وحضارتها
وأن تنمي الإستقرار والرفاهية في منطقة شمال الأطلنطي وأن تتوحد جهود هذه الدول من
أجل الدفاع الجماعي والمحافظة على السلم والأمن،ولكن هذه المعاهدة هوجمت على أساس
أنها تعتبر خروجا عن مبادئ الأمم المتحدة،ولكن رد أطراف المعاهدة كان أن ميثاق الأمم المتحدة يجيز قيام مثل هذه التنظيمات الإقلمية لأغراض الدفاع عن النفس
وتنمية الأمن والسلم الدوليين .
وتجدر
الإشارة هنا أن قرارات حلف الأطلنطي تتخذ
جميعها بالإجماع على أن تبقى كل دولة محتفظة بسيادتها الفردية،وهكذا حقق الناتو
درجة عالية من التنسيق الإختياري في سياسات الدول المنظمة إليه وأرسى نوع جديد من التعاون الشامل
بين شعوب القارتين الحرة في وقت السلم.
ولكن
في عام 1950 برز هناك إتجاهين في أوروبا،أحدهما يدعو إلى مشاركة ألمانيا في الدفاع
عن نفسها وعن أوروبا الغربية والآخر يرى أنه لا ينبغي السماح لألمانيا بالعودة إلى
التسلح بغير قيود أو رقابة،ولكن فرنسا عملت على التوفيق بين وجهتي النظر عن طريق
مشروع بليفن والذي ينص على أن تتسلح ألمانيا داخل جيش أوروبي تندمج فيه الوحدات
الوطنية تحت قيادة يعلو إختصاصها إعتبارات السيادة القومية،وتنفيذا لهذا المشروع وقعت كل من فرنسا وألمانيا وبلجيكا والأراضي
المنخفضة وإيطاليا ولوكسمبرغ على إتفاقية باريس في تاريخ 27/5/1952 وذلك لإنشاء
الجماعة الأوروبية للدفاع،ولكن الجمعية الوطنية الفرنسية قررت في أغسطس من عام
1954 عدم التصديق على الإتفاقية ومن ثم تم الإجتماع في لندن في مؤتمر ضم ممثلي
أمريكا وبريطانيا وكندا بالإضافة للدول الست السابقة وكان من أبرز قراراته ما يلي
:
1-إنهاء
الإحتلال الذي تتولاه أمريكا وبريطانيا وفرنسا في جمهورية ألمانيا الإتحادية.
2-دعوة
ألمانيا الإتحادية للإنضمام إلى معاهدة بروكسل.
3-أن
تقدم أمريكا وبريطانيا ضمنات لإبقاء قوات مسلحة في أوروبا،وأن تنفذ كندا
إلتزماتها المفروضة عليها من الحلف.
4-أن
تقرر الدول الأعضاء في الحلف الأطلنطي والممثلة في المؤتمر دعوة ألمانيا الإتحادية
للإنضمام للحلف.
وعلى
إثر ذلك إجتمع في باريس وبتاريخ -20/10/1954 مؤتمر قرر تعديل معاهدة بروكسل،وذلك
بإضافة بروتوكول يجعل ألمانيا وإيطاليا طرفين فيه،وفي الوقت نفسه وقع جميع أعضاء
الحلف الأطلسي بروتوكولا ينص عل إنضمام ألمانيا الإتحادية إلى هذا التنظيم.
وأخيرا
وبالرغم من بقاء الحلف قائما لحد الآن إلى أنه تعرض لكثير من الهزات،ومنها عدم أخذ
الأعضاء لتهديدات الإتحاد السوفياتي بمحمل الجد بحيث أنها لم تقدم للحلف الحد
الأدنى من القوات التقليدية في حالات إزدياد التوتر الدولي،كما وقد كان قرار ديجول
بأن على فرنسا أن تخرج من الحلف بمثابة دعوة للآخرين بإنتهاج هذا المسلك،فذهب
الناس في النرويج لمناقشة مزايا الحياد بين الكتلتين المتصارعتين،كما ورأى فريق في
الدانمارك ضرورة إتباع سياسة التهدئة،وقد غضبت تركيا من الحلف لأنه لم
يناصر دعاواها بشأن قبرص،وإستاءت البرتغال لأن الحلف لم يؤيد سياستها الإستعمارية
في أفريقيا،ولكن كان هناك شعور يسود كثير من الدول الأوروبية بأن الولايات
المتحدة هي صاحبة الكلمة العليا في الحلف وذلك لإمتلاكها القدرة النووية الأكبر وأنها
تتخذ القرارات الخطيرة دون إستشارتها
لباقي الدول،وذلك مثل ما فعلت في كوريا وفيتنام لأن مثل هذه القرارات تنطوي على خطر جرّ باقي دول الحلف إلى صراع نووي إذا ما تطورت العلاقات بين الولايات المتحدة
والإتحاد السوفياتي إلى مواجهة شاملة تستخدم فيها أسلحة الدمار الشامل،وفي الوقت
نفسه كانت أوروبا الغربية يساورها قلق وخوف من ناحية مستقبل السياسة الأمريكية،بحيث قد
تقرر واشنطن خفض أو سحب قواتها من أوروبا في أي لحظة،وذلك لأن الحلف يعتمد وبشكل كبير على القدرات
النووية الأمريكية كما أن وجود الأسطول السادس في البحر المتوسط أمر ضروري لأمن
المنطقة .
وقد
توقف مستقبل الحلف في السبعينات على عوامل ثلاث في أوروبا وهي :
1-إلتزام أمريكا بالدفاع عن أوروبا،وإذا قررت الإنسحاب فإن أعضاء الحلف سوف يكونون قادرين على سدّ الثغرة. 2-نجاح أو فشل التحركات الحالية من أجل تخفيف التوترات بين الغرب والبلاد الشيوعية بأوروبا الشرقية. 3-القدرة على الوصول إلى إتفاق بشأن برلين .
1-إلتزام أمريكا بالدفاع عن أوروبا،وإذا قررت الإنسحاب فإن أعضاء الحلف سوف يكونون قادرين على سدّ الثغرة. 2-نجاح أو فشل التحركات الحالية من أجل تخفيف التوترات بين الغرب والبلاد الشيوعية بأوروبا الشرقية. 3-القدرة على الوصول إلى إتفاق بشأن برلين .
منظمة
معاهدة جنوب شرق أسيا (سياتو)
نشأ
هذا التنظيم بمقتضى معاهدة الدفاع الجماعي عن جنوب شرق أسيا التي وقعها بمدينة
مانيلا في تاريخ 8/9/1954 كل من أسترليا وباكستان وتايلاند والفلبين وفرنسا
وبريطانيا وأمريكا،وفي تاريخ 19/2/1955 دخلت المعاهدة في دور التنفيذ وكان نطاقها
يشمل جنوب شرق أسيا ومنطقة جنوب غربي الباسيفيك الواقعة جنوبي خط عرض 21 .
وقد
كان السياتو إستجابة للفكرة الأمريكية عن ضرورة حماية المنطقة ضد ما دعته نزعة
التوسع الشيوعي وخاصة بعد إستيلاء الشيوعيين على الصين في أواخر العام 1949
والصراع الذي نشب في كوريا في عام 1950 وأحداث الهند الصينية حيث إنتهت بخروج
فرنسا وقيام نظام حكم شيوعي في فيتنام الشمالية،وبالإضافة إلى ما سبق كانت هناك
حركات التمرد المسلحة في الفلبين والتي إعتقدت الولايات المتحدة الأمريكية أنها من
تدبير الشيوعيين وبمساندة منهم،وقد كان يأمل وزير خارجية الولايات المتحدة جون
فوستر دلاس أن يتطور هذا التنظيم إلى نوع من حلف الأطلنطي في جنوب شرق أسيا،وقد
تعهد الموقعون على هذه المعاهدة بمايلي:
1-التشاور
فيما بينهم بغرض العمل المشترك ضد العدوان المباشر أو غير المباشر الموجه ضد أي
منهم.
2-تقديم
المعونة الذاتية والمتبادلة لمنع ومواجهة الأنشطة التخربية الموجهة من الخارج.
3-التعاون
في تنمية التقدم الإقتصادي والرخاء الإجتماعي .
ولم
يكن لحلف جنوب شرق أسيا جهاز مركزي للدفاع على غرار حلف الأطلنطي،ولكنه يوجد فيه
لجنة تخطيط عسكري على أن تظل جميع القوات المسلحة تحت الإشراف المباشر للدول
الأعضاء،وتكون قوة الحلف مستندة إلى الأسطول السابع من تايوان إلى الفلبين بالإضافة
إلى القوات الأمريكية البرية والجوية في فيتنام وجوان وتايلند،وعلى ذلك فإنه لو قررت الولايات المتحدة الأمريكية
الإنسحاب نهائيا من جنوب شرق آسيا،فإن الحلف سوف يتحول في هذه الحالة إلى شبح لا
أكثر ولا أقل بل أنه سوف يدفن في صمت وهدوء إذا ما تفاهمت أمريكا مع هانوي على نوع من
التسوية.
ويلاحظ
أن كمبوديا ولاوس وفيتنام أستبعدت من العضوية تمشيا مع نصوص إتفاقيات جنيف لعام
1954 وإن كان المفروض أن أراضيها داخلة في نطاق التنظيم إذا شاءت،غير أن كمبوديا
ذكرت في عام 1955 وحذت حذوها لاوس سنة 1956 بإنهما لا ترغبا في مثل هذا النوع من
الحماية،وبما أن أربعة من الأعضاء المؤسسين يمثلون دولا غربية فالحقيقة أن الحلف
صار شبيها بناد للرجل الأبيض .
أما
إنضمام باكستان فكان راجعا بالأصل إلى الأمل في أن يساعدها الحلف في حالة نشوب أي
مشكلات بينها وبين الهند،ولكن الأمريكان أضافوا ملحقا للمعاهدة يقرر أن النوع
الوحيد من العدوان الذي يهمهم هو العدوان الشيوعي وأن الحلف لن يتدخل إلا إذا
أصبحت الهند شيوعية،ولكن بعدها راحت العلاقات بين باكستان والصين الشعبية تتحسن
بشكل مستمر على مدار السنين ولهذا أصبحت باكستان تحتل في الحلف مركز العضو الدائم.
أما
الفلبين فقد كانت في الأصل مستعمرة أمريكية والنفوذ الأمريكي غالب فيها،كما أن ليس لها
إتصال بالبر الأسيوي وبذلك لا يعنيها صراع القوة الدائرة في جنوب شرق القارة،أما
العضو الوحيد الذي بقي على ولائه للغرب هو تايلند لأنها لم تكن أبدا مستعمرة غربية
وبذلك لم تتأصل فيها جذور الشعور المعادي للغرب،ولكن قد يتحول هذا الوضع وذلك
نتيجة للتسلط الأمريكي المستمرعلى هذا البلد.
ولكن
كان هناك دائما نوع من الإستياء في صفوف أعضاء هذه المنظمة وذلك لشعورهم أن
الولايات المتحدة تتخذ من الحلف أداة لخدمة مصالحها،والدليل على ذلك تدخلها في
فيتنام وهذا ما جعل فرنسا لا تشترك في المؤتمرات التي يعقدها وزراء الحلف بالإضافة
لإعتقادها بضرورة إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في فيتنام خاصة وفي جنوب شرق أسيا
بوجه عام،ومن هنا كانت دعوة الرئيس ديجول إلى تحييد الهند الصينية.
الحلف
المركزي
(حلف بغداد سابقا)
حاولت
بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية وفي سبيل الحفاظ على مصالحها الإقتصادية
والإستراتيجية أن تتخذ من جامعة الدول العربية وسيلة لأقامة نظام للدفاع عن الشرق
الأوسط،ولكن الجامعة عجزت عن تحقيق تضامن بين العرب بحيث يخدم هذا الغرض،كذلك
سرعان ما تبين لبريطانيا عقم المعاهدات الثنائية التي سبق أن عقدتها مع بعض البلاد
العربية وذلك بسبب نمو النزعة القومية.
وقد
أخذت الولايات المتحدة توجه إهتمامها للمنطقة أيضا،فلعبت دورا حاسما في عام 1948
في قيام إسرائيل وإشتركت بعد ذلك مع فرنسا وبريطانيا في إصدار التشريع الثلاثي في
تاريخ 25/5/1950 وبعد أن إنضمت تركيا واليونان إلى حلف الأطلنطي نشأت فكرة مدّ نطاقه عن طريق هاتين الدولتين ليشمل الشرق الأوسط وبذلك يمكن إتمام عملية تطويق
الإتحاد السوفياتي .
وفي
إخراج هذه الفكرة إلى حيز التنفيذ جاءت المبادرة من جانب تركيا التي نجحت في توقيع
ميثاق مع العراق (ميثاق بغداد) في تاريخ 24/2/1955 فكان هذا أول حلقة في الحزام
الشمالي،وإنضمت بعد ذلك بريطانيا إلى الميثاق في تاريخ 15 أبريل وباكستان في
تاريخ 23 سبتمبر وإيران بتاريخ 12 أكتوبر،ولم تنضم الولايات المتحدة إلى هذا
الميثاق ولكنها كانت عضوا في اللجان الإقتصادية والعسكرية وفي مكافحة أعمال
التخريب،وقد كان هذا الميثاق ينص على مايلي :
1-التعاون
من أجل الأمن والدفاع.
2-الإمتناع
عن التدخل في الشؤون الدخلية للأطراف وتسوية النزعات بين الأطراف بالطرق السلمية
ووفق ميثاق الأمم المتحدة.
3-عدم
تعارض نصوص الميثاق مع أي إلتزمات دولية عقدها أي طرف مع أي دولة أخرى.
4-الباب
مفتوح لإنضمام أي دولة سواء كانت عضو في جامعة الدول العربية أو كانت معنية بالأمن
والسلام في هذه المنطقة.
5-إقامة
مجلس دائم على مستوى الوزراء.
6-مدة
الميثاق خمس سنوات قابلة للتجديد لفترات مماثلة.
7-يجوز
لأي طرف الإنسحاب بإخطار كتابي قبل إنتهاء أي من الفترات المشار إليها بستة أشهر.
وقد
كان من المأمول أن تنضم إلى الميثاق بلاد عربية أخر،ولكن بادرت مصر إلى شن هجوم
عنيف عليه على إعتبار أنه يتعارض مع ميثاق الدفاع العربي وأنه يربط المنطقة
العربية بأحد الأحلاف الدولية الكبرى .
حلف وارسو
في نوفمبر من عام 1954 إجتمع بموسكو مؤتمر من دول شرق أوروبا وهددوا بإقامة تنظيم عسكري مشترك إذا تم التصديق على إتفاقات باريس،وقد تم التصديق في تاريخ 5/5/1955 على الإتفاق وإنضمت ألمانيا الغربية إلى حلف الأطلنطي بعد أربعة أيام،وهكذا تم التوقيع على إتفاقية وارسو وكان من أهم نصوصها:
1-الإمتناع
في علاقاتهم الدولية عن التهديد بالقوة أو إستخدامها وتسوية النزاعات الدولية
بالطرق السلمية حتى لا يعرضوا الأمن والسلم العالميين للخطر.
2-تعهد
الأطراف المتعاقدة على الإشتراك في جميع التعهدات الدولية المراد بها حماية السلم
والأمن الدوليين والعمل على إتخاذ التدابير الفعالة،وذلك بإجراء خفض عام للأسلحة
وتحريم الأسلحة الذرية والنووية.
3-التشاور
حول جميع المسائل الدولية المهمة المتصلة بمصالحهم المشتركة،وأيضا في حال تعرض
أحدهم لتهديد مسلح.
4-إذا
تعرضت أي دولة من الدول الموقعة على الإتفاقية إلى هجوم مسلح فإن لها حق ممارسة حق
الدفاع عن النفس الفردي أو الجماعي وأن تقدم الدول الأخرى المعونة بكافة الوسائل للدولة
التي تتعرض للهجوم.
5-إنشاء
قيادة مشتركة لقواتهم المسلحة ولجنة سياسية إستشارية تضم ممثلا عن كل طرف.
6-عدم
الإشتراك في أي إئتلاف ومحالفات وألا تعقد أية إتفاقات تتعارض أغراضها مع أغراض
المعاهدة.
7-تنمية
وتقوية العلاقات الإقتصادية والثقافية وذلك بالإحترام المتبادل لإستقلالهم
وسيادتهم وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية.
8-الباب
مفتوح أمام إنضمام دول أخرى بغض النظر عن نظامها الإجتماعي وأنظمة الحكم فيها .
9-مدة
الإتفاقية 20 سنة تمتد أوتوماتيكيا،إلا إذا أخطر أحد الأطراف برغبته في الإنسحاب
قبل إتمامه بسنة.
وقد
كانت أسباب إنشاء هذا الحلف الشيوعي هي :
1-تنظيم
التأييد للسياسات السوفيتية وتنسيق السياسات القومية.
2-تنظيم
التعاون العسكري بطريقة لا تتعارض مع سياسة ستالين العسكرية إزاء دول شرق أوروبا،والتي كانت سياسة بدائية،بحيث يتم فرض نظم الجيش السوفياتي،وأن كل دولة تكون مرتبطة مع
الإتحاد السوفياتي بإتفاقية ثنائية .
ولكن
من نقاط ضعف حلف وارسو كانت رومانيا التي أخذت مبدأ عدم التدخل في شؤون البلاد
الأخرى،وإبتداءا من تاريخ 1963 راحت تحتفظ بحق إتخاذ قراراتها هي في السياسة
الخارجية والدفاعية،حيث أنها في نوفمبر من عام 1964 عمدت إلى خفض مدة الخدمة
العسكرية من 24 إلى 16 شهرا.
وعلى
أثر إجتماع يوغوسلافي روماني في مايو من عام 1966 تحدث شاوشيسكو مؤيدا إلغاء الكتل
العسكرية وإزالة القواعد الأجنبية وسحب القوات الأجنبية من أرض البلاد الأخرى،وعلى أثر ذلك قام بريجنيف بزيارة بوخارست وفي يونيه من عام 1966 إستقبلت رومانيا
شون ان لاي،ثم أقامت علاقات دبلوماسية مع ألمانيا الإتحادية في يناير من عام 1967،ولكنها
كذلك رفضت التسليم بأن الميثاق يوفر أساسا دستوريا يبررالتدخل في تشيكوسلوفاكيا على أساس ما جاء في إعلان الجمعية الوطنية بتاريخ 22/8/1968 .
وقد
كانت أزمة المجر في عام 1956 وتدخل القوات السوفياتية حادثا أشاع المرارة في
النفوس،وقد زادت هذه المرارة حدة بعد تدخل قوات الحلف في تشيكوسلوفاكيا في عام
1968.