أرب أيدل 3
أرب أيدل هذا البرنامج الغنائي الفني والذي يعرض على قنوات إم بي سي و إم بي سي مصر ومؤخراعلى قناة المستقبل الأرضية يومي الجمعة والسبت، يعتبر الأكثر شهرة ومشاهدة عربيا حسب إحصاءات عديدة، وذلك لطبيعة البرنامج القائمة على التنافس بين مختلف الأصوات العربية للحصول على لقب أرب أيدل وجائزة مالية مجزية وعقد لتسجيل ألبوم غنائي.
وطبعا سبب هذه الشعبية الكبيرة لهذا البرنامج جاءت أولا من فكرة البرنامج، والتي هي فكرة تم شراء حقوق الملكية الفكرية لها حصريا لقناة إم بي سي لمنطقة العالم العربي، وذلك بعد نجاحها الساحق في مختلف البلدان التي عرض فيها هذا البرنامج، والشيء الذي زاد في شعبية هذا البرنامج في عالمنا العربي هو تنافس الأصوات الغنائية بين جميع الدول العربية وذلك على عكس النسخ الأخرى في البلدان الأخرى والتي تقوم على تنافس الأصوات الغنائية من نفس البلد الواحد، وهذا ما أكسب البرنامج شهرة عربية واسعة وخاصة في مرحلة التصويت المباشر، حيث يتم التصويت لأجمل الأصوات من قبل الجمهور مباشرة، إلاّ أن إختلاف جنسيات المتسابقين هنا يلعب دورا مهما في نجاح أو فشل أحد المشتركين، وذلك بناءا على نسبة التصويت في كل بلد والتي غالبا ما تكون في صالح إبن البلد بغض النظر على أنه الصوت والأداء الأجمل أو لا.
كما أن أصوات المشتركين تتحسن وتتطور مع تقدم المراحل، بدءا من المرحلة الأولى والتي يجول ويتنقل فيها البرنامج في عدد من الدول العربية والأوروبية، بحيث يكون الأداء المباشر للمتسابقين أمام لجنة التحكيم (دون مرافقة آلات موسيقية)، وصولا إلى المرحلة الثانية والتي يكون الغناء فيها على شكل مجموعات من المشتركين يغني كل واحد منهم مقطع من أغنية تجمع كل مجموعة (بمصاحبة بعض الموسيقى من ألة أو آلتين)، على أن يكون رأي لجنة التحكيم في كلا المرحلتين هو الوحيد المعتبر والذي يؤخذ به، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الغناء المباشر على المسرح بمصاحبة فرقة موسيقية كاملة، وفي هذه المرحلة تنتهي مهمة لجنة التحكيم من ناحية الإبقاء أو الإستغناء عن المشتركين ويتحول الأمر برمته لتصويت الجماهير مباشرة، وذلك مع وجود بطاقة إنقاذ واحدة تستخدم ولمرة واحدة في حال رأت اللجنة أن المتسابق الذي حصل على أقل نسبة تصويت في أسبوع من الأسابيع لا يستحق الخروج، فيتم إنقاذه بإتفاق 3 من 4 من لجنة التحكيم.
والسبب الثاني لنجاح البرنامج هو لجنة التحكيم والتي هي مكونة من ثلاث نجوم غنائية هم وائل كفوري ونانسي عجرم وأحلام والموزع الموسيقي / المغني حسن الشافعي، حيث أن كل واحد منهم يجلب للبرنامج جمهوره ومحبيه معه ليتابعه بالإضافة إلى الجمهور الذي يهمه متابعة تفاعلات هؤولاء النجوم في البرنامج مع بعضهم البعض سواءا بالإيجاب أو السلب.
ثالثا وهو الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو إيلي العليا والتي ترافق المشتركين في جميع حلقات المباشر بأنغامها وإيقاعتها العذبة، حيث يستمنع الجمهور بالمواويل والأغاني الجميلة الطربية منها والشعبية والرومنسية وغيرها الكثير، كما ويمكن أن نضيف إلى هذا كله المسرح وديكوراته الجذابة والإضائة المبهرة والجالبة للإنتباه، وأخيرا وليس آخرا هم جمهور الإستيديو وتفاعله مع كل أغنية من أغنيات المشتركين وما يضيفه ذلك من بهجة وفرح تنتقل من المسرح إلى جمهور المشاهدين في البيوت عبر شاشات التلفزيون.
وفي الموسم الثالث من أرب أيدل وبعد قدوم وائل كفوري كبديل لراغب علامة أو ليحل محله أيا كانت التسمية، نلاحظ أنّ وائل دخل في جو البرنامج بنوع من الهدوء في الشخصية يتخلله قليل أو كثير من المزاح حسب ما يسمح له الموقف، كما أن تقيمه للمشتركين يكون غالبا على تكنيك الصوت وكيفية التحكم فيه وتطويره، وأعتقد أن ذلك راجع إلى صوت وائل نفسه وما يحمله من إمكانيات كبيرة، وأوضح دليل على ذلك أغنية تبكي الطيور والتي أبرز وأظهر فيها إمكانيات صوتية عظيمة لا يقدر عليها إلاّ قليل القليل وهذا على رأي الخبراء في المجال الموسيقي، أما نانسي عجرم والتي أطلق عليها إسم نانسي الطفولية فملاحظاتها في الغالب سطحية وليس فيها أي عمق معرفي وتكون مصحوبة بضحكات غير مبررة وسخيفة في كثير من الأحيان وإن كان في بعض المرات تعطي بعض النصائح الموسيقية الناتجة من الخبرة التي تملكها، وقد ينطبق على نانسي المثل القائل كوني جميلة وأصمتي (مع كل الإحترام) ولكن أنا أقول كوني جميلة وغني، حيث أنه لولا وجود مدير أعمالها جي جي لامارا والذي يعتبر من أفضل وأنجح مدراء الأعمال الفنية في العالم العربي إن لم يكن الأفضل بينهم، لما وصلت نانسي لما هي عليه من نجاح الأن.
أما أحلام فهي الدجاجة التي تبيض ذهبا للبرنامج وخصوصا لقناة إم بي سي، فهي أكثر شخص مثير للجدل في البرنامج، وذلك لعدت أسباب منها أنها دائما تحاول جلب الإنتباه لنفسها من خلال الملابس والمجوهرات والإكسسوارت التي ترتديها، حيث أنها تعرض كل ذلك عبر صفحاتها في مواقع التواصل الإجتماعي قبل أو بعد كل حلقة، هذا بالإضافة إلى حركاتها الأخرى من جلب بطاقاتها الملونة لتقييم المشتركين ومناكفاتها مع جمهور المسرح والذي تنتج عنه في بعض الأحيان صافرات إستهجان نحوها، وفيما يخص ملاحظاتها وتعليقاتها على غناء المشتركين فإنها دائما عدوانية في لهجتها فلا نعرف هل هي مبسوطة أو زعلانة، كما أن تعليقاتها هي الأطول في تعليقات لجنة التحكيم ولكن دون مضمون أو فكرة واضحة يعني (لت وعجن على الفاضي)، حيث أعتقد أنها لا تملك أفكار واضحة وإن أمتلكتها فهي لا تعرف كيف تعبر عنها بأسلوب سلس وسهل، وقد يعود ذلك إلى قلة التعليم أو نقص في الثقافة عند أحلام أو كما تسمي نفسها الملكة وهذا شيء إضافي ينتقد في شخصيتها والتي تغلب عليها وفي كثير من الأحيان الغرور والتكبر، وإن هي تنفي ذلك وتقول أنه ثقة بالنفس (لا أحد يقول عن نفسه أنه متكبر)، ولكن هذا كله إن دل على شيء فإنه يدل على قلة ثقة، إلاّ أنه إن كانت الدعاية إيجابية أو سلبية بالنسبة لأحلام فهي في آخر المطاف دعاية لأحلام والبرنامج والقناة الناقلة.
وفيما يخص حسن الشافعي فهو على عكس أحلام، حيث أنه يعرف ماذا يريد وأفكاره واضحة ومرتبة ويعبر عنها بالمختصر المفيد وبكل أدب ولباقة ولياقة، أما مقدما البرنامج أنابيلا هلال صعب وأحمد فهمي، فهما على تناقض فأنابيلا الجميلة يحس المشاهد على الشاشة أنها متوترة وعلى أعصابها دائما (جامدة) مع أنها تحاول في بعض الأحيان إخفاء ذلك من خلال ضحكاتها أو بعض المزاح، في حين أن أحمد فهمي ماخذ رحته على الآخر كما يقال، وذلك راجع لخبرته في مجال الغناء والتمثيل، مما يوقعه في بعض الأخطاء البسيطة والساذجة أحيانا وهوعلى الهواء مباشرة، ولكنه يحاول التغطية عليها بخفة الدم والمرح مع المتسابقين ولجنة التحكيم والجمهور، وعلى كل حال يجب أن يكون كلا من أنابيلا وأحمد على قدر من المهنية وطبعا دون أن يفقد كل منهما شخصيته والتي يجب أن تكون إضافة للبرنامج وليست محل نقد فيه.
رابط المقال في مجلة تحت المجهر: