أعظم الرجال.. الأب

أعظم الرجال.. الأب

اﻷب ... هو من إنتظرك تسعة أشهر وإستقبلك بفرحة ورباك على حسابه وحساب صحته.

اﻷب ... هو الذي سهر الليالي يفكر ويدبر حتى أصبحت رجلا.

اﻷب ... في صغرك تلبس حذاءه فتتعثر من كبر حذاءه وصغر قدمك.

اﻷب ... تلبس نظاراته فتشعر بالعظمة.

اﻷب ... تلبس قميصه فتشعر بالوقار والهيبة.

اﻷب ... تطلب مفتاح سيارته وتحلم أنك هو وأنك تقودها.

اﻷب ... يخطر ببالك أي شيء فتطلبه منه،فيتقبل منك ذلك بكل سرور ويحضره إليك دون منة.

اﻷب ... يعود إلى المنزل فيضمك إلى صدره ضاحكا وأنت ﻻ تدري كيف قضى يومه وكم عانى في ذلك اليوم في عمله.

الأب ... هو سند أولاده ومرجعهم وقدوتهم.

اﻷب ... هو منبع الحنان في البيت وأصل الصلاح وهو روح الحياة والنور الذي يضيء حياة أطفاله.

اﻷب ... تحملك في كل شيء،تحملك في طفولتك وفي جهلك وفي سفهك وفي كبرك وفي دراستك وفي عوزك وفي فاقتك وفي شدتك وفي رخاءك.

واليوم وقد كبرت ...

أنت ... ﻻ تلبس حذاء أبيك فذوقه قديم وهو ﻻ يعجبك.

أنت ... لا تحب ملابسه وأغراضه وسيارته التي كنت تتباهي بها أمام أصحابك لأنها قديمة ولا تروق لك.

أنت ... أصبح كلامه لا يلائمك وسؤاله عنك هو تدخل في شؤونك.

أنت ... حركاته تصيبك بالحرج وكلامه يشعرك بالإشمئزاز.

أنت ... إذا تأخرت وقلق عليك وعاتبك على التأخير حين عودتك تشعر أنه يضايقك وتتمنى لو لم يكن موجودا لتكون أكثر حرية،رغم أنه يريد الإطمئنان عليك ليس إﻻ.

أنت ... ترفع صوتك عليه وتضايقه بردودك وكلامك،فيسكت ليس خوفا منك بل حبا فيك وتسامحا معك.

أنت ... أصبحت أطول منه ولا تحاول أن تمسك بيده وهو بالأمس في شبابه يرفعك على كتفه.

أنت ... باﻷمس تتلعثم بالكلام وتخطيء في الحروف فيضحك مبتسما ويتقبل ذلك برحابة صدر،وأنت اليوم تتضايق من كثر تساؤﻻته وإستفساراته بعد أن كبر سنه.

أنت ... لا تتحمل أبوك في شيخوخته ومرضه.

أنت ... لم يتمنى أبوك لك الموت أبدا ﻻ في صغرك وﻻ في كبرك،وأنت تتمنى له الموت لأنه ضايقك في شيخوخته وقد يضايق من معك أيضا.

أبي هو الذي سيبقى أعظم حب بقلبي للأبد،فعذرا لجميع الرجال فلا أحد يشبه الأب،فاللهم أطل عمره على طاعتك وفرج همه وأرزقه من حيث لا يحتسب وأمطره برحمة منك وإغفر له وأدخله فسيح جناتك.