تصنيفات الإعاقة والتفوق العقلي
تعد الإعاقة العقلية
من الإعاقات التي توجد في كل المجتمعات، حيث تشير الإحصاءات أن حوالي (5‚3 بالألف) يعانون من نوع من أنواع الإعاقة العقلية في الفئة العمرية من (10 – 14) سنة، وتزداد
هذه النسبة لتصل حوالي (6 بالألف) في جميع الفئات العمرية الأخرى، هذا وقد تعددت تصنيفات
فئات المعاقين عقليا، وذلك لتسهيل عملية كشفهم والتعرف على خصائصهم، وكيفية التعامل
معهم بما يساعدهم على حسن استثمار ما لديهم من إمكانات عقلية.
هذا وتصنف
الإعاقة العقلية حسب الأسباب إلى:
أ- إعاقة عقلية أولية.
ب- إعاقة عقلية ثانوية.
كما وتصنف الإعاقة العقلية حسب نسبة الذكاء باستخدام أحد مقاييس الذكاء (ستانفورد - بينيه أو وكسلر - بلفيو)
إلى أربعة أقسام هي:
1- الإعاقة
العقلية البسيطة، وتتراوح نسبة ذكائهم من (50 - 69)، وتسمى هذه الفئة بالقابلين
للتعلم.
2- الإعاقة
العقلية المتوسطة، وتتراوح نسبة ذكائهم من (35 - 49)، وتسمى هذه الفئة بالقابلين
للتدريب.
3- الإعاقة
العقلية الشديدة، وتتراوح نسبة ذكائهم من (20 - 34).
4- الإعاقة
العقلية الشديدة جدا، وتكون نسبة ذكائهم أقل من (19) درجة.
أما من التصنيفات الأخرى والأكثر شيوعا اليوم، هو تصنيف منظمة الصحة العالمية واليونسكو، والذي يستطيع من خلاله المتعاملين مع هذه الفئة، العمل على حسن استثمار ما لدى هؤلاء المعاقين عقليا من إمكانيات وقدرات، وذلك من باب زيادة الاهتمام العالمي بهذه الفئة من البشر، وفيما يلي بيان هذا التصنيف:
1- ضعف عقلي
شديد، وقد أطلق عليه مصطلح (معتوه)، وتتراوح نسبة ذكاء هذه
الفئة (من 0 إلى 19).
2- ضعف عقلي
متوسط، وقد أطلق عليه مصطلح (أبله)، وتتراوح نسبة ذكاء هذه
الفئة (من 20 إلى 49).
3- ضعف عقلي
بسيط، وقد أطلق عليه مصطلح (مأفون)، وتتراوح نسبة ذكاء هذه
الفئة (من 50 إلى 69).
4- (غباء عادي)، وتتراوح نسبة ذكاء هذه
الفئة ما بين (70 – 85 إلى 90).
كما وأن
للعاملين في مجال التربية الخاصة للمعاقين عقليا تصنيف آخر هو:
1- فئة القابلين
للتعلم، وتتراوح نسبة ذكائهم (2.01 إلى 4)، وتستطيع هذه الفئة أن تصل إلى التحصيل الدراسي
حتى مستوى الصف الخامس الابتدائي تقريبا.
2- فئة القابلين
للتدريب، وتتراوح نسب ذكائهم (من 4.01 إلى 5)، وتستطيع هذه الفئة أن تصل إلى التحصيل
الدراسي لمستوى الصف الثاني الابتدائي تقريبا.
3- فئة حالات
العزل، والتي تصل نسب ذكائهم إلى (5.01)، وهي حالات لا يرجى منها شيء، ولذلك اعتبرت
حالات عزل.
هذا وقد قام العالم
(لوتيت - Louttit) بتصنيف آخر، وهو التصنيف
الذي أعتمد على درجة النقص في الذكاء، بحيث يعتمد على الفروق الكمية في الذكاء
أكثر من اعتماده على الفروق الكيفية، وفيما يلي بيان بهذا التصنيف:
1- المعتوه - Idiot: وتمثل هذه الفئة أقل درجات الضعف العقلي، حيث تتراوح نسبة ذكاء هذه
الفئة بين (0 إلى 20 أو 25).
2- الأبله - Imbecile: وتمثل هذه الفئة منطقة الوسط بالنسبة لفئات المتخلفين عقليا، وهي الفئة التالية في الضعف العقلي بعد فئة المعتوهين، حيث تتراوح نسبة ذكاء هذه
الفئة بين (21 أو 25 إلى 40 أو 49).
3- المأفون أو
المورون - Moron: وتمثل هذه الفئة أعلى مستوى من الذكاء بالنسبة للمعاقين عقليا، حيث تتراوح نسبة ذكاء هذه الفئة بين (50 إلى 69).
4- الغبي - Dull: وتمثل هذه الفئة المجموعة التي تقع بين فئة المورون وبين الأطفال العاديين في الذكاء، وأفراد هذه المجموعة عادة ما يلتحقون بفصول خاصة بهم، حيث تتراوح نسبة ذكاء هذه
الفئة بين (70 أو 80 إلى 85).
ويكاد يتفق العالم
(كيرك – Kirk)
مع (لوتيت – Louttit) في تصنيفه للمعاقين عقليا على أساس نسبة الذكاء، حيث اعتبر (كيرك)
أن المعتوه هو من تتراوح نسبة ذكائه ما بين (0 إلى 25)، وأن البلهاء هم من تتراوح نسب ذكائهم
ما بين (26 إلى 50)، كما أن المورون هم من تتراوح نسب ذكائهم
ما بين (51 إلى 75).
والمدقق في هذين
التصنيفين يجد أنه قد تم تقسيم المعاقين عقليا إلى ثلاث فئات ومستويات هي: (المعتوهين
والبلهاء والمورون)، وأن هذه الفئات قد تم تحديدها بناءا على نسب الذكاء، أما وجود بعض الاختلافات الطفيفة في درجات الذكاء لمن يستخدمون اختبارات الذكاء كأساس
يعتمد عليه لهذا التقسيم، فذلك مرده إلى الاختلاف في نوعية الاختبارات المستخدمة
فيه.
وهناك أيضا تصنيف (تريد جولد - T. Gold)، والذي قسم فيها المعاقين عقليا إلى أربع أصناف هي:
1- ضعف عقلي
أولي.
2- ضعف عقلي
ثانوي.
3- ضعف عقلي
وراثي وبيني.
4- ضعف عقلي غير محدد السبب.
وهذا التقسيم لا
يعتمد على نسبة الذكاء، وإنما يعتمد على مصدر العلة أو السبب وراء الإعاقة العقلية،
كما أن كل فئة تختلف في مستوى تخلفها (إعاقتها العقلية) عن غيرها، حيث يرى (تريد
جولد) أن العوامل البيئية تعني كل من العوامل البيئية الخارجية أو العوامل ذات
الارتباط بالتكوين البيولوجي لدى الفرد والتي تتسبب في حدوث الإعاقة العقلية، وأنه
قد يرجع حدوث الإعاقة العقلية إلى ظروف ولادة الطفل التي تؤدي إلى ذلك، والمتتبع
لبحوث ودراسات (تريد جولد) يلاحظ أنه قد أعاد تصنيفه واختصره إلى ثلاث فئات فقط
هي:
1- ضعف عقلي
أولي، وهو الذي يمثل الإعاقة العقلية ذات المستوى المنخفض جدا.
2- ضعف عقلي
يرجع إلى حدوث تغيرات خاطئة أثناء عملية النمو (Errors development)، وهي التي يكون سببها
حدوث أخطاء في الجينات ((Genetix faults كالاضطرابات التي تحدث خللا في إفرازات الغدد أو
الإنزيمات أو الكروموسومات.
3- ضعف عقلي
يرجع إلى عوامل بيئية، وتتضمن هذه الفئة الإعاقة العقلية التي تحدث نتيجة تعرض
الجنين للإشعاعات أثناء الحمل أو حدوث مشكلات أثناء عملية الولادة نفسها، كما تضم
الحالات التي يكون سببها إصابة الأم ببعض الأمراض كالحصبة الألمانية أو الالتهاب
السحائي أو الدماغي أو الزهري، وكذا الحالات التي أصيبت بها بنقص في نشاط الغدد
النخامية أو بسبب حالات العزل.
أخيرا نقول إن المتتبع
للبحوث والدراسات في مجال المتخلفين عقليا (الإعاقة العقلية)، يجد أن العديد من
التصنيفات قد اعتمدت في تصنيفها على مصادر مختلفة ومتعددة، إضافة إلى الظواهر
والمميزات التي اعتمد عليها كل باحث للتعرف على فئات المعاقين عقليا، لكن يبقى أن
السبب الأساسي والرئيسي من كل هذه التصنيفات هو محاولة معرفة هذه النوعية من البشر
معرفة دقيقة وصحيحة حتى يمكن الإسهام في تهيئة ظروف بيئية وصحية واجتماعية أفضل
لها، وكذا إمكانية استثمار ما لديهم من قدرات فيما يعود عليهم وعلى ذويهم بتحقيق
أفضل مستوى إنساني وحياتي ونفسي.
هذا وفي الجهة المقابلة لفئة المعاقين عقليا توجد فئة المتفوقين عقليا، حيث يعتبر الطفل (الطالب) متفوقا عقليا عندما يستوفي أي شرط من الشروط الآتية:
1- مستوى تحصيلي أكاديمي يضع الطالب في أفضل 15% إلى 20% من مجموع الطلاب.
2- معامل ذكاء يقدر بـ 120 فأكثر إذا قيس الذكاء بالاختبارات اللفظية.
3- مستوى مرتفع من الاستعدادات الخاصة بما في ذلك القدرة على الزعامة.
4- مستوى مرتفع من القدرة على التفكير الابتكاري.
ولقد بذلت جهود كبيرة لدراسة التفوق من قبل علماء النفس لتحديد المتفوقين والعمل على فرزهم، حيث حدد العالم (جيتزل) المقاييس التالية للإبداع والتفوق:
1- اختبار ترابط الكلمات: ويعرض هذا الاختبار كلمات على المفحوص ولكل كلمة عدة معاني، ويسأل المفحوص أو يطلب منه أن يكتب أكبر عدد من المعاني التي يعرفها لكل منها.
2- اختبار استخدام الأشياء: ويطالب المفحوص فيه بكتابة أكبر عدد من الاستخدامات المختلفة أو غير العادية، وذلك لكل شيء بأقصى ما يستطيع من السرعة.
3- اختبار الأشكال المخفية: ويطالب المفحوص فيه بأن يحدد الأشكال المفقودة، والتي يكتمل بها الشكل المطلوب.
4- اختبار تكملة القصص: وهنا يزود المفحوصون بنفس القصص التي يكون السطر الأخير فيها فارغا، ويطلب منهم ملئ الفراغات ليعطوا نهايات مناسبة للقصة.
5- اختبار خلق المشكلات: ويعطى المفحوص فيه تعليمات لتكوين وخلق أكبر عدد من المشكلات خلال فترة زمنية محددة.
أما أهم الخصائص المميزة للأطفال المتفوقين فتتمثل فيما يلي:
1- يمتلك الأطفال المتفوقون وزنا أكبر من غيرهم عند الولادة.
2- الأطفال المتفوقون ينطقون ويتعلمون العمليات الحسابية بشكل مبكر أكثر من غيرهم.
3- الأطفال المتفوقون يمشون ويتكلمون بشكل أسرع من غيرهم.
4- الأطفال المتفوقون حذرون في التعامل مع الآخرين.
5- الأطفال المتفوقون أفضل من المتوسط من الناحية الغذائية.
6- الأطفال المتفوقون أطول وأثقل وأقوى في قبضة أيديهم وأكتافهم، كما أنهم متفوقون في قدراتهم الحركية، وأقل إصابة بعيوب السمع والتنفس الفمي وأقل إصابة بالتأتأة.