قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

العقائد المضافة عند الشيعة وحدود الاعتقاد في شأن أهل البيت

العقائد المضافة عند الشيعة وحدود الاعتقاد في شأن أهل البيت

قضايا الإيمان الرئيسية التي يتفق فيها السنة والشيعة تتمثل في الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبوحدانيته، وبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم وبجميع الرسل والأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، والإيمان بكتاب الله القرآن الكريم وبكتبه الأخرى المنزلة، وبملائكته وباليوم الآخر والحساب والجزاء في الآخرة.


وهذه المسائل هي مجموع متطلبات الإيمان عند السنة، فإذا توافرت في إنسان فرد أو في جماعة أو طائفة فإن ذلك الإنسان وتلك الجماعة أو الطائفة تغدو في نظر أهل السنة ضمن الدائرة الإسلامية العامة الواسعة، التي تشمل كل من فيها بمبادئ الأخوة والتضامن والتعاضد، سواء في الحياة المدنية العادية، أي في الرخاء والشدة، أو في حالات الحروب والصراع وما يصاحبها من مخاطر وكوارث.

 

العقائد المضافة عند الشيعة


الشيعة لديهم متطلبات عقيدية أخرى يعتبرونها أساسية ويرفعون درجة أهميتها إلى نفس مستوى مفردات الإيمان المشتركة التي عددناها وأشرنا إليها فيما سبق، بل ويكفرون من يخالفهم فيها، وهذه المتطلبات على درجة كبيرة من الخطورة بحيث لا يمكن إغفالها أو غض الطرف عنها، ولأنها هي التي تميزهم عن غيرهم من المسلمين فقد يعطونها أهمية وعناية بالتركيز والتشديد أكثر من العناصر العقدية المشتركة، ولذا فإنها ينبغي أن تكون الموضوع الرئيسي للحوار معهم، وأن يكون الحوار بشأنها مستمرا، وأن يبقى بابه مفتوحا دائما.

 

الاختلافات الأساسية مع الشيعة يمكن تصنيفها في إطارين أو في مستويين هما:


- الاختلافات الإشكالية في المستوى العقدي:


أولا: حدود الاعتقاد في شأن أهل البيت.


ثانيا: حدود الاعتقاد في شأن الإمامة والأئمة والوصي والوصية.


ثالثا: الاعتقاد باثني عشر إماما (عند الشيعة الإثني عشرية).


رابعا: الاعتقاد بغيبة الإمام الثاني عشر (عند الإمامية الإثني عشرية) التي يفترضون أنها بدأت حوالي سنة 260 هـ، وما زالت مستمرة حتى الآن وتنتهي قبل يوم القيامة.


خامسا: الاعتقاد في شأن علم أئمة الشيعة (مصدره، حيازته، وزيادته المستمرة).


سادسا: القرآن الكريم  (زيادته ونقصانه وتأويله وتوظيفه).


الاختلافات الإشكالية دون المستوى العقدي:


أولا: حدود الاعتقاد بالتقية وممارستها.


ثانيا: الاعتقاد بزواج المتعة وممارسته.


ثالثا: وجوب شتم الصحابة، خاصة شتم أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وشتم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واعتبار ذلك جزءا من العبادة، وجزءا من متطلبات الإيمان.


رابعا: إعلان البراءة من كل من لم ينضم إلى الشيعة الإمامية في تبني معتقداتهم الإضافية، والتي يعدونها من مفردات أصول الإيمان.


خامسا: القول بالبداء، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى بدا له جديد، فغير ما قبله.

 

حدود الاعتقاد في شأن أهل البيت عند الشيعة


عبارة "أهل البيت" صيغة فضفاضة، تتسع لأكثر من صورة بالنسبة لمدلولها ومعناها اللغوي؛ وهي تعني في الاستعمال اللغوي العام، بالفصحى والعامية، زوجة الرجل وأولاده الذين يعيشون معه في بيته أو زوجاته إن كان معددا للزوجات؛ وفي بعض الحالات تقتصرعلى الزوجة أو الزوجات، وقد تمتد في حالات أخرى لتشمل أولاده الذكور المتزوجين وعائلاتهم، أي ما يسمى بالأسرة الممتدة أو العشيرة؛ وهذا ما نقصده بالقول إن التسمية فضفاضة.


كما يلزمنا التنبيه إلى أن تعريف أهل البيت يختلف عند الفرق الشيعية الأخرى غير الإمامية، أما في مصطلح الشيعة والاثني عشرية بشكل خاص، فإن "أهل البيت" من خلال منظور حصري هم: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفاطمة بنت الرسول رضي الله عنها، وولداهما الحسن بن علي والحسين بن علي رضي الله عنهما، وهؤلاء الخمسة يعرفون بأنهم "الخمسة النورانيون"، ثم يضاف إلى النورانيين تسعة من نسل الحسين بن علي خاصة، فيكتمل عدد الأئمة، اثنا عشر إماما، يبدأون بعلي رضي الله عنه وينتهون بمحمد بن الحسن العسكري (الإمام الغائب)، هذا وهناك بعض الروايات تدخل الأئمة التسعة من نسل الحسين بن علي ضمن النورانيين، وبذلك يصبح عدد أهل البيت على سبيل الحصر أربعة عشر شخصا، وذلك بضمهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه فاطمة رضي الله عنها.


كما ومن الأهمية بمكان أن يلاحظ أن الأئمة بعد علي هم من أبناء فاطمة رضي الله عنها ومن أحفادها فقط، ولا يدخل ضمن مدلول التسمية عند الشيعة الإمامية أي من أولاد أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه من زوجاته الأخريات؛ هذا مع العلم أن عليا عليه السلام تزوج بعد وفاة فاطمة بنت رسول الله تسع نساء، فضلا عما كان له من الإماء؛ وكان مجموع أبنائه الذكور أربعة عشر، ولدت فاطمة رضي الله عنها منهم ثلاثة، عاش اثنان منهم فقط حتى بلغوا سن الرجولة، بينما كان بقية أبنائه من نسائه الأخريات.


وهناك عدد من "الأحاديث" تمثل المحاور الرئيسية لفكر الشيعة الإمامية الإثني عشرية، وتجسد تصوراتهم واعتقاداتهم أو فرضياتهم أو طروحاتهم حول أهل البيت، وهي ترد في معرض وصف حوادث حقيقية أو مفترضة وعلاقتها بالمعتقدات الشيعية الإضافية الخاصة، وهذه "الأحاديث" هي:


- الحديث المتعلق بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم إلى بيت أم المؤمنين، أم سلمة رضي الله عنها لتحديد من هم "أهل بيته"، وربطه بآية التطهير.


- الحديث المسمى بـ "حديث الكساء" المروي عن فاطمة رضي الله عنها.


- الأحاديث المتعلقة بتفسير آية "المباهلة"مع وفد مسيحيي نجران، وتحديد أهل البيت من خلالها.


- الروايات المتعلقة بموضوع فدك، وكونها فيئا للنبي وأهل بيته دون غيرهم، ويلحق بذلك الأحاديث المتعلقة بالفئ والأنفال والغنائم بصفة عامة، وما ترمي إليه من تحديد من هم أهل البيت.


- الأحاديث المتعلقة بما يفترض أنه واقعة "غدير خم" وولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه، باعتباره وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم.


هذا عدا عن "أحاديث" أخرى كثيرة، لا تقل أهمية عما ورد في هذه البنود التي ذكرناها هنا.

عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart