إيران الجغرافيا
والسكان والتاريخ
- السياسة الإيرانية قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية -
إيران الجغرافيا
تبلغ مساحة إيران 1.648 مليون كم
مربع، منها 1.636 مليون كم مربع يابسة و12000 كم مياه، حيث يحدها من الشمال دول
الاتحاد السوفياتي (سابقا)، ومن الشرق أفغانستان وباكستان، ومن الغرب العراق
وتركيا، ومن الجنوب خليج عمان والخليج العربي.
- الجمهورية الإسلامية الإيرانية -
هذا وتتوزع حدودها التي تبلغ 5440 كم مع الدول
حسب الآتي:
المسافة (كم) |
الدولة |
936 |
أفغانستان |
35 |
أرمينيا |
610 |
أذربيجان |
1458 |
العراق |
909 |
باكستان |
499 |
تركيا |
992 |
تركمانستان |
فيما يبلغ طول شريطها الساحلي قرابة 2440 كم على طوال الخليج العربي وخليج عمان وقرابة 740 كم على بحر قزوين.
التكوين العرقي والعقائدي لإيران -
السكان -
تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية
مختلفة عرقيا، فالفرس لا يشكلون سوى ما يزيد قليلا عن نصف السكان، كما ويشكل
العنصر الآذري ربع السكان، أما الجيلاك والمازاندراني والأكراد والعرب والبلوش
والتركمان فإنهم يشكلون أقليات لها وزنها، والجدول التالي يبين التوزيع العرقي
للشعب الإيراني.
النسبة المئوية |
الأعراق |
51 % |
فارسي |
24 % |
آذاريين (أتراك) |
8 % |
جيلاكي ومازنداريون |
3 % |
عربي |
7 % |
كردي |
2 % |
لور |
2 % |
بالوش |
2 % |
تركمان |
1 % |
أخرى |
هذا وعلى الرغم من أن الاختلاف العرقي واللغوي في إيران كبير، إلا أنه وعلى النقيض منه فإننا نجد أن إيران متجانسة نسبياً في المجال العقائدي، حيث أن 89 بالمائة من السكان شيعة، فيما أن أكبر كتلة سكانية من غير الشيعة تتمثل في المسلمين السنة والتي جذورها تأتي بدرجة كبيرة من الأكراد والبلوش والتركمان، والجدول التالي يبين توزيع الشعب الإيراني من ناحية الديانة والمذهب:
النسبة المئوية |
الديانة |
89 % |
مسلم (شيعة) |
10 % |
مسلم (سنة) |
1 % |
المسيحية واليهودية
والبهائية والزوستية |
إيران التاريخ والسياسة قبل اندلاع
الحرب العالمية الثانية
يعتبر قلب إيران الجغرافي هو الهضبة
الإيرانية التي ترتفع عن سطح البحر ارتفاعات تتراوح ما بين 1000 و1500 متر، ويحيط
بها مجموعة جبال شاهقة أهمها مجموعة زاغاروس التي تتمدد مكونة مجموعة من الوديان
والسهول، وداخل هذه الهضبة وجد العنصر الفارسي الذي ظل طوال التاريخ يمثل المجموع
الأساسي من سكان (فارس)، ومنهم عرف الإسم القديم لإيران، وذلك على الرغم من وجود جماعات
سكانية متميزة عبر التاريخ سكنت في هذه المنطقة (الهضبة)، ومنهم الأذربيجانيون
والأتراك والأكراد والعرب وأقلية صغيرة من الهنود.
وفي هذه الهضبة وعبر الجبال التي تمر
من خلالها نشأت الإمبراطورية الفارسية القديمة، والتي توسعت لتشمل بلاد ما بين
النهرين (العراق) وتستولي على الإمبراطورية البابلية عام 533 قبل الميلاد وتصل إلى
مصر وتقهرها عام 525 ق.م ، هذا وعلى مدى ما يقرب من قرنين من الزمان ظلت فارس مع
اليونان تمثل القوى العظمى في العالم، وذلك حتى نجح الإسكندر الأكبر في غزوها في
عام 331 ق.م ، ومنذ ذلك التاريخ ظلت فارس القديمة في انحطاط مستمر فيما عدا بعض
الفترات القصيرة حتى جاء الأسلام إليها، حيث نجح العرب المسلمون في هزيمة
الإمبراطورية الساسانية الفارسية في معركة القادسية الشهيرة عام 637م.
وهكذا دخل التاريخ الفارسي مرحلة
جديدة تحت مظلة الإسلام، حيث لم تبرز فارس ككيان سياسي مستقل إلا في القرن السادس
عشر، وذلك بسبب انتقال مركز الخلافة الإسلامية من دمشق إلى بغداد، وما تلاه من
تفكك للخلافة العباسية وسيادة الإسلام في عموم بلاد فارس مع تحول الكتابة إلى
العربية، إلا أن إيران (فارس) تميزت هويتها السياسية المستقلة مع تأسيس إسماعيل
الصفوي للإمبراطورية الصفوية بين عامي 1502م و1524م، والتي مثلت حاجزا أمام التوسع
العثماني السني، لتصبح "الفارسية" و"الشيعية" مكونين أساسيين
للهوية القومية الفارسية خلال تلك الفترة.
وخلال القرون الأربعة التالية ومنذ
بداية حكم الصفويين حصلت في إيران فترات ازدهار قصيرة، وبحكم وضعها فإنها أخذت في
مواجهة الضغوط الخارجية عليها من أفغانستان التي احتلتها لفترة قصيرة في النصف
الأول من القرن الثامن عشر في الشرق، وروسيا في الشمال والإمبراطورية العثمانية في
الغرب، ومع ازدياد النفوذ البريطاني في الهند في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات
التاسع عشر، أخذ وضع إيران في قائمة الموضوعات الاستراتيجية للسياسة الأوروبية في
التزايد، وذلك بهدف الحصول على امتيازات تجارية وصناعية واستخراجية للنفط والمعادن
في أراضيها، وهو الأمر الذي ساعد على إيقاظ الوعي القومي الإيراني خصوصا في مواجهة
الأعداء والخصوم المتربصين بها، كما وأن التنافس بين القوى العظمى عليها أعطاها
قدرا من حرية الحركة.
ورغم بقاء إيران خلال الحرب العالمية
الأولى على الحياد نظريا، إلا أنها كانت ساحة لكل القوى المتحاربة، وفي نهاية
الحرب تدهورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فيها إلى حد الفوضى
الشاملة، وهذا أدى إلى وقوع انقلاب عسكري في 21 شباط 1921م، وقد نجح هذا الانقلاب
العسكري الذي قاده سيد ضياء الدين ودعمه قائد فرقة الزوارق الإيرانية آنذاك رضا
خان في الاستيلاء على السلطة في إيران، وقد كان لرضا خان دور رئيسي في إعادة
الاستقلال والتكاملية الوطنية للبلاد، حيث علّق الدستور وقضى على جميع الانتفاضات
في إيران، كما واستغل شعبيته لخلع أحمد شاه، آخر عواهل الأسرة المالكة القاجارية
وتوج نفسه كأول شاه من الأسرة البهلوية (25 نيسان 1926م).
هذا وفي عهد رضا شاه (1926م -1941م)
شهدت إيران تحولات جذرية في المجالات الإقتصادية والإدارية والثقافية، حيث خضعت
البلاد لرقابة بوليسية صارمة، وذلك في سبيل تعزيز الحكومة المركزية لحكم رضا شاه
إيران، والذي تحول إلى حكما استبداديا، حيث قضى على معارضيه السياسيين (إلغاء
الأحزاب والنقابات والصحافة)، وجعل من المجلس (البرلمان) مجلسا صوريا، إلا أنه في
الوقت نفسه ألف جيشا قويا، وعمل على تطوير الزراعة، ووضع برنامجا للتصنيع، وطور
نظام التعليم العام وطبق إلزامية التعليم للجنسين، وأسس جامعة طهران عام 1935
وصادر مدارس البعثات التبشيرية، كما عمل على تحرير المرأة وحارب الأوساط الدينية
المتزمتة، وشهد عصره أيضا بناء سكة حديدية تصل بحر الخزر (قزوين) بالخليج العربي،
كما وأعاد تنظيم الإدارة العامة على النمط الغربي ووضع أسس النظام القضائي الحديث، وأنشأ عددا من
احتكارات الدولة لـ (الشاي والسكر) بهدف تعزيز الاقتصاد الإيراني، ومنذ عام 1928م
ألغى جميع الإتفاقات السابقة التي تمنح امتيازات وتنازلات للدول الأجنبية، وفي عام
1932م سحب من شركة البترول الإنكليزية ـ الفارسية جميع الامتيازات الممنوحة لها
كما وحصل منها على زيادة في حصة إيران من العائدات، وقد أسهمت كل هذه الإجراءات
المختلفة في إطلاق مسيرة تحديث إيران وجعلها دولة ملكية دستورية، وأخيرا أصدر
مرسوما في عام 1935م يقضي بمنح البلاد اسم (إيران) بدلا من (فارس).
أما في مجال العلاقات الخارجية، فقد شهدت العلاقات الإيرانية ـ السوفييتية هدوءا نسبيا، لكن سرعان ما ساءت العلاقات بين الجانبين بسبب مواقف إيران المناهضة للشيوعية (حظر حزب تودة الشيوعي عام 1931م واعتقال قادته وتقديمهم للمحاكمة)، وذلك إثر التقارب بين إيران وألمانيا النازية الهتلرية والتي أخذت تحتل المركز الأول في مبادلات إيران الخارجية، حيث زودت الشركات الألمانية إيران بمعظم التجهيزات الثقيلة والآلات اللازمة والخبراء لبرنامج التصنيع في البلاد، كما أقامت إيران في عهد رضا شاه علاقات ودية مع بلدان الشرق الأوسط، وتجلى ذلك في عقد حلف سعد آباد مع أفغانستان وتركيا والعراق في عام (1937م) للدفاع المشترك، كما ووثقت إيران علاقاتها مع مصر وذلك بزواج ولي العهد آنذاك الأمير محمد رضا من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق.