لا ينجيكم الله إلا أن تدعوا بصالح أعمالكم
قصة قصها رسول الله
قصة قصها رسول الله
فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن
تدعوا الله بصالح أعمالكم.
فقال
رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا (أي لا
أقدم في الشراب قبلهما أحدا)، فنأى بي طلب الشجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت
لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلا أو مالا، فلبثت
والقدح على يدي أنتظر إستيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمي (أي يصيحون
من الجوع)، فإستيقظا فشربا غبوقهما، اللّهم إن كنت فعلت ذلك إبتغاء وجهك فأفرج عنا ما
نحن فيه من هذه الصخرة، فإنفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج منه.
فقال
الآخر: اللهم إنه كانت لي إبنة عم كانت أحب الناس إلي (وفي رواية كنت أحبها كأشد ما
يحب الرجال النساء)، فأردتها على نفسها، فإمتنعت حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت حتى إذا
قدرت عليها (وفي رواية فلما قعدت بين رجليها) قالت: إتق الله ولا تفضن الخاتم إلا
بحقه، فإنصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللّهم إن كنت فعلت
ذلك إبتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فإنفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون
الخروج.
وقال
الثالث: اللهم إني إستأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم، غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمرت
أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين وقال: يا عبد الله، أدِّ إلي أجري، فقلت:
كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله لا تستهزئ
بي ! فقلت: لا أستهزئ بك، فأخذه كله فإستاقه فلم يترك منه شيئا، اللهم إن كنت فعلت
ذلك إبتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه، فإنفرجت الصخرة فخرجوا يمشون.
اللهم إن كنت فعلت ذلك إبتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه