قلب شجاع - Brave Heart  قلب شجاع - Brave Heart
random

آخر الأخبار

آداب قراءة القرآن الكريم - 1 -الآداب الظاهرة والباطنة للتعامل مع القرآن الكريمالإسلام والديمقراطيات الليبرالية الغربية.. جدل الهوية والتسامح والتغريبالإخوان المسلمون.. تاريخ طويل وتباينات في المواقف وتحديات مستمرةمركزية القضية الفلسطينية واستغلالها وتأثيرها على شعوب ودول المنطقةأحمد الشرع (أبو محمد الجولاني).. مراحل التحولات والتغيرات لتحسين الصورةأبو محمد الجولاني (أحمد الشرع).. من الجهاد في العراق إلى القيادة في سوريامصالح فقه الموازنات بعد دخول المدينة المنورةإشكالية الحب والكره لأردوغان وحزبه ومشروعه ونهجه الحق بالشماتة من الخصوم في الحروب بين النقاش الأخلاقي والسياق الاستراتيجيمآلات تعدد محاولات تطبيق الشريعة في الدول واستعادة الخلافة الإسلاميةمعادلة المحاور: السيطرة الأمريكية بين الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الإيرانيالصورة المعقدة لحزب الله في سياق المشروع الإيراني الإقليمي والصراع مع إسرائيلتطور ديناميات نظام الحزبين في أمريكا تاريخياحزب الله من المقاومة إلى الإختراق مرورا بالطائفيةالاستراتيجية الإيرانية والمقاومة الفلسطينية: من الاحتفاظ بحق الرد إلى الفعل المبادرالعبودية الجديدة لمصطلحات الصوابية السياسيةالمصالح التي تحققت للمسلمين من حصارهم في مكة ومكاسب التحالفات أصل الصداقة ومقوماتها ومتطلباتها وطبائعهامفهوم العبودية وتغيراتها التاريخية وارتباطها بالملكية
آداب قراءة القرآن الكريم - 1 -الآداب الظاهرة والباطنة للتعامل مع القرآن الكريمالإسلام والديمقراطيات الليبرالية الغربية.. جدل الهوية والتسامح والتغريبالإخوان المسلمون.. تاريخ طويل وتباينات في المواقف وتحديات مستمرةمركزية القضية الفلسطينية واستغلالها وتأثيرها على شعوب ودول المنطقةأحمد الشرع (أبو محمد الجولاني).. مراحل التحولات والتغيرات لتحسين الصورةأبو محمد الجولاني (أحمد الشرع).. من الجهاد في العراق إلى القيادة في سوريامصالح فقه الموازنات بعد دخول المدينة المنورةإشكالية الحب والكره لأردوغان وحزبه ومشروعه ونهجه الحق بالشماتة من الخصوم في الحروب بين النقاش الأخلاقي والسياق الاستراتيجيمآلات تعدد محاولات تطبيق الشريعة في الدول واستعادة الخلافة الإسلاميةمعادلة المحاور: السيطرة الأمريكية بين الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الإيرانيالصورة المعقدة لحزب الله في سياق المشروع الإيراني الإقليمي والصراع مع إسرائيلتطور ديناميات نظام الحزبين في أمريكا تاريخياحزب الله من المقاومة إلى الإختراق مرورا بالطائفيةالاستراتيجية الإيرانية والمقاومة الفلسطينية: من الاحتفاظ بحق الرد إلى الفعل المبادرالعبودية الجديدة لمصطلحات الصوابية السياسيةالمصالح التي تحققت للمسلمين من حصارهم في مكة ومكاسب التحالفات أصل الصداقة ومقوماتها ومتطلباتها وطبائعهامفهوم العبودية وتغيراتها التاريخية وارتباطها بالملكية
جاري التحميل ...

آداب قراءة القرآن الكريم - 1 -

آداب قراءة القرآن الكريم - 1 -

-  القارئ - مقدار القراءة - الترتيل - البكاء - مبتدأ القراءة - التحسين والترتيل - أعمال الباطن في التلاوة - حضور القلب - التدبر  -

تبدأ آداب قراءة القرآن الكريم بالقارىء للقرآن أولا، والذي يجب أن يكون على الوضوء، واقفا على هيئة الأدب والسكون، إما قائما وإما جالسا مستقبل القبلة مطرقا رأسه غير متربع ولا متكىء ولا جالس على هيئة التكبر، ويكون جلوسه وحده كجلوسه بين يدي أستاذه، وأفضل الأحوال أن يقرأ في الصلاة قائما، وأن يكون في المسجد فذلك من أفضل الأعمال، فإن قرأ على غير وضوء وكان مضطجعا في الفراش فله أيضا فضل ولكنه دون ذلك، حيث قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران 191)، فأثنى على الكل ولكن قدم القيام في الذكر ثم القعود ثم الذكر مضطجعا وما كان من القيام بالليل فهو أفضل لأنه أفرغ للقلب.

 

أما في مقدار القراءة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن في أقلٍ من ثلاث لم يفقهه)، وذلك لأن الزيادة عليه تمنعه الترتيل، وقد قالت عائشة رضي الله تعالى عنها لما سمعت رجلا يهذر القرآن هذْرا: (إن هذا ما قرأ القرآن ولا سكت)، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (أن يختم القرآن في كل سبع)، وكذلك كان جماعةٌ من الصحابة رضي الله عنهم يختمون القرآن في كل جمعة كعثمان وزيد بن ثابت وابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنهم.

 

طبعا والترتيل هو المستحب في هيئة القرآن، ولذلك نعتت أم سلمة رضي الله عنها قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا، وقال ابن عباس رضي الله عنه: (لأن أقرأ البقرة وآل عمران أرتلهما وأتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ القرآن هذرمةً). وقال أيضا: (لأن أقرأ إذا زلزلت والقارعة أتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ البقرة وآل عمران تهذيرا)، واعلم أن الترتيل مستحب لأنه أقرب إلى التوقير والاحترام، وأشد تأثيرا في القلب من الهذرمة والاستعجال.

 

هذا والبكاء مستحب مع القراءة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتلوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا)، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (إذا قرأتم سجدة سبحان فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا، فإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه)، وإنما طريق تكلف البكاء أن يحضر قلبه الحزن فمن الحزن ينشأ البكاء، ووجه إحضار الحزن أن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد والمواثيق والعهود، ثم يتأمل تقصيره في أوامره وزواجره فيحزن لا محالة ويبكي، فإن لم يحضره حزن وبكاء كما يحضر أرباب القلوب الصافية، فليبك على فقد الحزن والبكاء فإن ذلك أعظم المصائب.

 

كما ويجب أن يقال في مبتدأ قراءة القرآن أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وأن يراعى في قراءة القرآن حق الآيات، فإذا مرّ بآية سجدة سجد وكذلك إذا سمع من غيره سجدة سجد، ولا يسجد إلا إذا كان على طهارة، وأقل السجود أن يسجد بوضع جبهته على الأرض، وأكمله أن يكبر فيسجد ويدعو في سجوده، وفي أثناء القراءة إذا مرّ بآية تسبيحٍ سبح وكبر، وإذا مرّ بآية دعاء واستغفار دعا واستغفر، وإن مرّ بمرجو سأل، وإن مرّ بمخوف استعاذ، ويفعل ذلك بلسانه أو بقلبه فيقول: (سبحان الله، نعوذ بالله، اللهم ارزقنا، اللهم ارحمنا)، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فوصف قراءته وأنه كان يقرأ مترسلا، وإذا مرّ بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مرّ بتعوذ تعوذ).

 

أما وتحسين القراءة وترتيلها في القرآن فتكون بترديد الصوت من غير تمطيط مفرط يغير النظم فذلك سنة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (زينوا القرآن بأصواتكم، زينوا القرآن بأصواتكم)، وقال عليه السلام: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن)، وقال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن)، فقيل: أراد به الاستغناء، وقيل: أراد به الترنم وترديد الألحان به، وهو أقرب عند أهل اللغة، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ليلةً ينتظر عائشة رضي الله عنها فأبطأت عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: (ما حبسك؟ قالت: يا رسول الله كنت أستمع قراءة رجل ما سمعت أحسن صوتا منه، فقام صلى الله عليه وسلم حتى استمع إليه طويلا ثم رجع، فقال صلى الله عليه وسلم: هذا سالم مولى أبي حذيفة، الحمد لله الذي جعل في أمتي مثله) ، واستمع صلى الله عليه وسلم أيضا ذات ليلة إلى عبد الله بن مسعود ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فوقفوا طويلا ثم قال صلى الله عليه وسلم: (من أراد أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)، وقال صلى الله عليه وسلم لابن مسعود رضي الله عنه: (اقرأ علي فقال: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إني أحب أن أسمعه من غيري، فكان يقرأ وعينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تفيضان)، واستمع صلى الله عليه وسلم إلى قراءة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقال: (لقد أوتي هذا من مزامير آل داود، فبلغ ذلك أبا موسى فقال: يا رسول الله لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا).

 

هذا وتتجلى أعمال الباطن في التلاوة بفهم عظمة الكلام وعلوه، وفضل الله سبحانه وتعالى ولطفه بخلقه في نزوله عن عرش جلاله إلى درجة إفهام خلقه، فلينظر كيف لطف بخلقه في إيصال معاني كلامه إلى أفهام خلقه، إضافة إلى التعظيم للمتكلم، فالقارئ عند البداية بتلاوة القرآن ينبغي أن يحضر في قلبه عظمة المتكلم، ويعلم أن ما يقرؤه ليس من كلام البشر، وإن في تلاوة كلام الله عز وجل غاية الخطر فإنه تعالى قال: (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة 79)، وكما أن ظاهر جلد المصحف وورقه محروس عن ظاهر بشرة اللامس إلا إذا كان متطهرا، فباطن معناه أيضا بحكم عزه وجلاله محجوب عن باطن القلب إلا إذا كان متطهرا عن كل رجس ومستنيرا بنور التعظيم والتوقير، وكما لا يصلح لمس جلد المصحف كل يد، فلا يصلح لتلاوة حروفه كل لسان ولا لنيل معانيه كل قلب.

 

كما يجب حضور القلب وترك حديث النفس، حيث قال تعالى: (يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (( مريم 12)، أي بجد واجتهاد، وأخذه بالجد أن يكون متجردا له عند قراءته منصرف الهمة إليه عن غيره، وقيل لبعضهم: (إذا قرأت القرآن تحدث نفسك بشيء؟ فقال أو شيء أحب إلي من القرآن حتى أحدث به نفسي)، وكان بعض السلف إذا قرأ آية لم يكن قلبه فيها أعادها ثانيةً، وهذه الصفة تتولد عما قبلها من التعظيم، فإن المعظم للكلام الذي يتلوه يستبشر به ويستأنس ولا يغفل عنه، ففي القرآن ما يستأنس به القلب إن كان التالي أهلا له، فكيف يطلب الأنس بالفكر في غيره وهو في متنزه ومتفرج؟! والذي يتفرج في المتنزهات لا يتفكر في غيرها.

 

ويعتبر التدبر هو الأساس وراء حضور القلب، فإنه قد لا يتفكر في غير القرآن، ولكنه يقتصر على سماع القرآن من نفسه وهو لا يتدبره، والمقصود من القراءة التدبر، ولذلك سنّ فيه الترتيل في الظاهر ليتمكن من التدبر بالباطن، قال علي رضي الله عنه: (لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا في قراءة لا تدبر فيها)، وإذا لم يتمكن من التدبر إلا بترديد ردد، فعن أبي ذر قال: (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا ليلةً، فقام بآية يرددها وهي: (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (المائدة 118). 

عن الكاتب

HOSNI AL-KHATIB

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

قلب شجاع - Brave Heart

2025