أهم وظائف الإتصال السياسي الحديث
1-الوظيفة الإخبارية
وهي تعد من أكثر الوظائف السياسية تأثيرا في المجتمع
والنظام السياسي،فهي الوظيفة الأولى التي من أجلها بدأت محاولات الإتصال
الجماهيري بإستخدام النشر والبث على نطاق واسع حتى وصلت إلى عصر الثورات المتتالية
في عالم الإتصال،فهي تشبع الحاجات الفطرية للإنسان وذلك في معرفة ما يحدث حوله من
أحداث سياسية وإقتصادية وإجتماعية وغيرها،بحيث تهدف إلى نشر الأخبار والمعلومات
السياسية الداخلية والخارجية بالإضافة إلى البيانات والمؤتمرات والصور والوثائق
وغيرها من أجل فهم الظروف المجتمعية والقومية والدولية والتصرف تجاهها عن علم
ومعرفة.
كما وتعد الأخبار متحدثا رسميا بإسم الحكومة في أي دولة
من الدول،وناقلا للمعلومات السياسية وما يتصل بالسياسات العامة للدولة والمصالح
القومية العليا،كما أنها تهدف إلى صنع قبول شعبي للحفاظ على قوة الدولة أو تعزيزها
عن طريق الإمداد بالمعرفة العامة والمعلومات الدقيقة الكاملة والأراء الجديدة
الهادفة عن الوضع المحلي والعالمي،والذي بدوره يلعب دورا مهما في تكوين الرأي العام
المتطور والمستنير.
2-التنشئة السياسية
وهي عملية تنموية يتم من خلالها إكتساب المعرفة وتكوين
المواقف والقيم وتشكيل الثقافة السياسية والمحافظة عليها أو تغييرها بواسطة وسائل
الإتصال السياسي (التلفاز،الراديو،الإنترنت)،وهذه العملية تستمر عبر مراحل حياة
الإنسان من الطفولة وحتى الشيخوخة،حيث يعي من خلالها الفرد خصائص المجتمع
والإتجاهات والأفكار السياسية السائدة على المستوى الداخلي والخارجي،وهذا بدوره يؤدي
إلى نوع من التكيف الضروري مع النظام السياسي.
3-التسويق السياسي
وهو علم التأثير في السلوك العام الجماهيري في المواقف
التنافسية،حيث يتم إستخدام مبادئ وطرق ونظريات التسويق التجاري في الحملات
السياسية وذلك بواسطة مؤسسات أو أشخاص متخصصين،وهذه الطرق تشمل التحليل والتطوير
والتنفيذ وإدارة الحملات الإستراتيجية التي يقوم بها المرشحون أو الأحزاب السياسية
أو المسؤلون في السلطة أو جماعات الضغط أو المصالح،والتي تحاول فيها قيادة الرأي العام نشر أفكارها الخاصة أو الفوز بالإنتخابات أو تمرير بعض القرارات والقوانين التي
تهم مصالحهم أو إحتياجات فئة من المجتمع،ومن هنا يتضح أن التسويق السياسي هو إنتاج
المعلومات في السياسة وشؤونها بإستخدام مصطلحات وإتجاهات مستقاة من نظريات ومفاهيم
التسويق التجاري.
وتعتمد عملية التسويق السياسي على عدد من العناصر أهمها
:
أ-إجراء الأبحاث: وهي أهم أنشطة التسويق السياسي،حيث
يهدف من خلالها إلى معرفة المنافسين ومدى قدراتهم،وحصر الآراء والأفكار المناهضة
مما يسهم في الإستعداد بخطط مضادة لخطط المنافسين وبناء أساليب الحملات السياسية
وما يتضمنها من رسائل.
ب-إستفتاء
ودراسة المجموعات الضابطة: وهذا يساعد على بناء سير الحملة السياسية ورسائلها أيضا،ومعرفة التغيرات التي تجري على أمزجة الرأي العام والحصول على إرشادات وتوجيهات
أثناء الحملة.
ج-التلفزيون:
والذي من خلاله يعرض السياسي نفسه على جمهور عريض ومتنوع،خصوصا بإستخدام
الإعلانات.
د-البريد
المباشر: ويستخدم عادة في جمع التبرعات والإقناع والحث على التفاعل والتشديد على
الولاء وواجب المواطنة والإنتماء للأحزاب،ويكون ذلك بسبب أن إستخدام التلفزيون
يعد من الطرق باهظة التكلفة في الحملة السياسية لا يقدر على تحملها الجميع وبخاصة
الذين يعملون في مناطق الضواحي.
ه-إستخدام
الإنترنت: وهو أسلوب حديث آخذ في الإنتشار،حيث بدأ إستخدامه في الحملات الإنتخابية.
4-التأثير في إتجاهات الرأي العام
بسبب إنتشار وسائل الإتصال المختلفة في المجتمعات
الحديثة،فقد أصبح لها أهمية وتأثير كبير في تشكيل الرأي العام وتزويده بغالبية
المعلومات التي من خلالها يطلع على الشؤون العامة ومعرفة الشخصيات السياسية،بالإضافة إلى دورها في المناقشات العامة والعملية الإنتخابية ككل،وعن طريقها يتم
بناء الحقيقة السياسية،كما أن هذه الوسائل تعمل على تأكيد الشعور بالمواطنة
والمشاركة السياسية،وذلك من خلال تقديم معلومات حرة وصحيحة تتيح للمواطنين التمتع
بحقوقهم وتساعدهم على المشاركة في مناقشات الخيارات السياسية،حيث أن الجمهور لا
يملك التحكم فيما يقدم له،إنما هو بالعادة يستجيب ويتفاعل مع مضاميين الوسائط
الإعلامية .
5-الرقابة على الحكومة
تقوم وسائل الإتصال بدور الحارس اليقظ ضد إساءات إستخدام
السلطة الرسمية وكمراقب لمصالح المجتمع وصيانته من الفساد والمخالفات،ويكون ذلك
من خلال مراقبة السلطة عن طريق مراقبة المؤسسات والقضايا والأحداث والآراء وتسليط
الضوء على بعضها وتقويم آداء الحكومة وترويج مبدأ الحق في المعرفة،وهذا التركيز
يلفت إنتباه السياسيين لها،كما تعمل هذه الوسائل على مراقبة الأفراد،وهي بذلك تعلمهم
بالأحداث الجارية والأنشطة السياسية وتشبع إحتياجاتهم الشخصية وتحد من القلق لديهم.
6-المساعدة في صنع القرارات
وهي أهم العمليات السياسية،وقد أثبتت الدراسات أن
التأثير الكبير لوسائل الإعلام على القرارات السياسية يكمن في :
أ-إن وسائل
الإعلام تعطي الشعبية أو تحجبها عن صانع القرار.
ب-صانع القرار
يعتبرها هامة لأنه ينظر إلها كمقياس لرد فعل الناس تجاه سياسته وقراراته.
وتتخذ القرارات أشكالا مختلفة ومتعددة وذلك بحسب إختلاف
طبييعة النظام السياسي السائد في كل مجتمع،فهي قد تكون هامة وتؤثر في محتوى سياسة
عامة أو تكون قرارات روتينية تتعلق بسن قوانين أو قرارات تنفذية خاصة بالحكومة.
7-دعم مشروعية النظام السياسي
تعمل وسائل الإتصال كأداة من أدوات الشرعية الإجتماعية،حيث تعمل على منح الوضع الشرعي للأشخاص والمنظمات،كما أنها تعيد تأكيد مستويات القيم
المطلقة والمعتقدات الإجتماعية،وهي بهذا تدعم الوضع السياسي والإجتماعي القائم
وتعمل على تقوية العاطفة تجاه النظام السياسي والتي بدورها تضمن شرعية الحكومات وتدعمها،أما وظيفتها السياسية فتتمثل في مساعدة النظام الإجتماعي القائم على كيانه من
خلال ترويض الجماهير وتوعيتها وإقناعها بجدوى النظام السياسي عن طريق تحقيق
الإجماع أو الإتفاق بين أفراده حول شعارات وأهداف واحدة،ويكون ذلك عن طريق الإقناع
الذي يتحدد في السيطرة على هذه الجماهير وتوعيتها بجدوى النظام السياسي القائم حتى
تضمن قيامهم بالأدوار المطلوبة.
8-تأكيد الشعور بالهوية الوطنية
إن وسائل الإتصال من خلال ما تقدمه من معلومات وتتناوله
من قضايا مختلفة،تقوم بدور مهم في تأكيد الشعور بالهوية الوطنية من خلال نقل تراث المجتمع (لغته وعادته وتقاليده) وتعميق الروابط التاريخية والثقافية
والإجتماعية والسياسية في النفوس وبث روح الولاء والإنتماء الوطني وتعميق العلاقة
بين أفراد المجتمع والحكومة،كما أنها تعمل على نشر قيم التوحيد الإجتماعي بين
أفراد المجتمع والحكومة،وذلك عن طريق
تكوين أو تعديل أو تدعيم أو تغيير إتجاهات الحياة الإجتماعية المنظمة طبقا للثقافة
السائدة أو الإستجابة عن طريق العلاقات الإجتماعية والواجبات التي تفرضها الجماعة
والآراء التي يتعارف عليها المجتمع،ولا يتم ذلك إلا من خلال الشعور أو الضمير
الجمعي والمشاعر الإيجابية المختلفة والقيام بعملية االتطبيع الإجتماعي عن طريق
تنمية هذه الروح والعواطف والمحافظة عليها،ويشار هنا أن وسائل الإعلام هي أفضل
وسيلة يمكن أن تستخدم لإحداث التغيير في المجتمع ودعم التنمية الوطنية والإقتصادية
والإجتماعية والسياسية.
9-إدارة الصرعات السياسية
تساهم وسائل الإتصال في مواجهة الصراعات،وذلك من خلال زيادة
حجم المعلومات حول القضايا والأحداث الهامة التي تتطلب المعرفة كقوة دافعة لإتخاذ
موقف صائب تجاهها،وكلما زاد حجم المعلومات الصحيحة بين أفراد المجتمع كان من
الصعب نشوء الخلافات المتبادلة بينهم والناتجة عن المعلومات الجزئية أو المشبوهة،كما
تساهم وسائل الإتصال في حل الصراعات داخل المجتمع من خلال تغطية معلوماتها لكافة
وجهات النظر،بدلا من معرفة جانب واحد من الحقيقة الذي قد يسبب جانبا من الصراع،فالمعلومات
الكاملة والدقيقة يمكن أن تحول دون تطور الأمور إلى الأسواء،وهذا يعني المحافظة
على التماسك الإجتماعي للشعب والذي بدوره يوفر الظروف المواتية لإستقرار النظام
السياسي القائم في مواجهة الأزمات المتجددة والصراعات والأخطار المفترضة،ما دامت
الحكومة قادرة على القيام بوظائفها.