المفاهيم
السبعة للبيروقراطية
1-المفهوم
الأول : إن البيروقراطية
تنظيم عقلي،وقد تأثر أنصار هذا المفهوم بالتفسير الفيبري للبيروقراطية،وحاولوا
فهم العلاقة بين العقلانية (النظام
الرأسمالي) وخصائص البيروقراطية التي
حددها فيبر،وقد توصلوا بأنه لا توجد أي علاقة ضرورية بينهما،وبهذا فإن البيروقراطية
من خلال هذا المفهوم تشير إلى نموذج للتنظيم الرشيد يلائم تحقيق الإستقرار والكفاءة
الإدارية.
2-المفهوم الثاني : وهو يربط بين البيروقراطية بعدم الكفاءة التنظمية،وقد توصل أنصار هذا التعريف إلى هذه النتيجة من خلال دراساتهم الأمبريقية لظروف عمل الإدارة،وكان أبرز أنصار هذا المفهوم مارشال ديموك وميرتون وسلزنيك وغولدنز وميشيل كروزيه وهم الذين قالوا بأن العرض الآلي للسلوك الإنساني الذي يشكل قاعدة البيروقراطية يؤدي إلى خلل وظيفي خطير،وهم يشيرون بذلك إلى أن بنية المنظمة تؤدي إلى إشراف متزايد من قبل القادة على إنتظام سلوكيات المرؤوسين،مما يؤدي إلى خلق جمود لا يسمح للتنظيم البيروقراطي بالتكيف مع القضايا الجديدة إلا بصعوبة.
3-المفهوم
الثالث : وهو ينطلق من المعنى
الإشتقاقي للكلمة والتي تعني (حكم الموظفين)،ويتعامل هذا المفهوم مع البيروقراطية
وينظر إليها كنظام حكومي يشرف على إدارته عدد من الموظفين الذين لديهم القدرة إنطلاقا من مواقعهم
وذلك للتحكم في حريات المواطنين المدنيين،بحيث تكون الرقابة عليه متروكة كلية
في يد طبقة من الموظفين الرسميين الذين تحد سلطاتهم من حرية الأفراد العاديين،ويتميز هذا الجهاز الإداري برغبته الشديدة في اللجوء للطرق الرسمية في الإدارة
والإعتماد على المرونة من أجل إلتزام تنفيذ التعليمات وكذلك البطء في إتخاذ
القرارات والعزوف عن الأخذ بالتجارب،ومن هنا يتحول أعضاء البيروقراطية إلى طائفة
تحتكر العمل الحكومي من أجل مصلحتها الخاصة ويتحول عملها إلى غاية في حد ذاته،ويجدر
الإشارة هنا أن هذا المفهوم بدأ في الظهور في كتابات دي جورني ثم أستعمل على يد
كتاب آخرين مثل هارولد لاسكي وإبرهام كابلان وهارولد
لاسويل.
4-المفهوم الرابع : وهو يعتبر أن البيروقراطية نوع من الإدارة العامة،وذلك إنطلاقا من مدى إستغراقها في العملية السياسية،حيث يهتم هذا المفهوم
بالجماعات التي تؤدي الوظائف أكثر من الإهتمام بالوظائف ذاتها،وقد كان من أبرز من
إعتمد على هذا المفهوم موسوليني وميشلز.
5-المفهوم الخامس : وهو يعتبر البيروقراطية إدارة للموظفين،وقد إستلهم أنصار
هذا التيار أفكار فيبر من حيث الإهتمام بفحص كفاءة النموذج المثالي وقدرته على
إستيعاب كافة خصائص الإدارة،وقد إعتمد على هذا المفهوم رينهارد بنديكس في دراسته
للعمل والسلطة في الصناعة،كما إهتم بهذا المفهوم بيتر بلاو الذي ركز على فعالية
الجهاز الإداري.
6-المفهوم السادس : وقد صنف البيروقراطية على أنها تنظيم،أي أنها ليست
مقتصرة على الجهاز الحكومي فقط،وفي هذا السياق رأى أتزيوني أن البيروقراطية رديف
للتنظيم،كما وقد إقترح إستبدال البيروقراطية بمصطلح التنظيم وذلك لتحاشي المعاني
السلبية التي تلحق بالبيروقراطية،وفي هذا الإطار عرف بيتربلاو (التنظيم) بأنه يولد
عندما ترسى أصول صريحة لتنسيق نشاطات مجموعة معينة من أجل بلوغ أغراض محددة،أما
بريتوس فقد حدد عدة خصائص يجب أن ترتبط بالتنظيم من حيث الحجم والتخصص والتسلسل
الرئاسي ومراكز السلطة والأوليجاركية والتعزيز والعقلية والكفاءة،أما بنيسي فقد
حدد الخصائص بسلة الأوامر والقواعد وتقسيم العمل والإختيار وفقا لقدرات الفرد والمعايير
اللاشخصية،أما هيدي فقد عرف (التنظيم) بمعنى الجهاز البيروقراطي بأنه يتميز
بالتسلسل الرئاسي والتباين أو التخصص والإختصاص،ولكن تعريف البيروقراطية كتنظيم قد يعوم مصطلح
البيروقراطية،حيث إن كل المجتمعات مهيكلة في تنظيمات متباينة،كما أنه يصعب الفصل
بين التنظيم والإدارة.
7-المفهوم السابع : وهو يعتبر البيروقراطية تعبيرا عن المجتمع الحديث،وقد أشار ماركس وأتباعه إلى هذا المفهوم وأطلقوا على البيروقراطية (المجتمعات
الرأسمالية)،ثم إستخدمها بهذا المعنى برنهام في كتابه (الثورة الإدارية)،حيث لم
يجعل هناك فرق بين رجال الإدارة ورجال السياسة،فعندما نتحدث عن الطبقة الحاكمة
فإننا نعني السياسيين الإداريين،وفي نفس السياق ذهب كارل مانهايم حيث قال بعدم
وجود ضرورة لوجود ثنائية تقليدية تفصل بين الدولة والبيروقراطية أو بين المجتمع
وبين وجود عدد هائل من التنظيمات الكبرى.