لا نريد حكم إسلامي
لسنا بحاجة لأي حكم إسلامي كل حظه من الإسلام نقاب وجلباب ولحى
ومباخر ومسابح ومساوك وشكليات لا تقدم ولا تؤخر،فقد حاربنا التتار وهزمناهم ونحن
دولة مماليك وحاربنا بقيادة صلاح الدين القائد الكردي المسلم وكسرنا الموجة
الصليبية ودخلنا القدس ونحن دولة مدنية لا دولة إسلامية،وكنا مسلمين طوال الوقت
وكنا نحارب دفاعا عن الإسلام في فدائية وإخلاص بدون تلك الشكلية السياسية التي
إسمها حكومة إسلامية.
كما لم تقم للإسلام دولة إسلامية بالمعنى المفهوم إلا في عهد الخلفاء الراشدين ثم تحول الحكم الإسلامي إلى مُلك عضوض يتوارثه خلفاء "أكثرهم" طغاة وفسقة وظلمة،فلا تخدعونا بهذا الزعم الكاذب بأنه لا إسلام بدون حكم إسلامي،فهي كلمة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب،فالإسلام موجود بطول الدنيا وعرضها وهو موجود كأعمق ما يكون الإيمان بدون حاجة إلى تلك الأُطر الشكلية،فأغلقوا هذا الباب الذي يدخل منه الإنتهازيون والمتآمرون والماكرون والكذبة،إنها كلمة جذابة كذّابة يستعملها الكل كحصان طروادة ليدخل إلى البيت الإسلامي من بابه لينسفه من داخله وهو يلبس عمامة الخلافة ويحوقل ويبسمل بتسابيح
الأولياء - إنها الثياب التنكرية للأعداء الجدد -
مصطفى محمود