قصة سيدنا
عزير عليه السلام
سيدنا
عزير عليه السلام هو من أنبياء بني إسرائيل،وقد أماته الله مئة عام ثم بعثه،بحيث جدد
الدين لبني إسرائيل وعلمهم التوراة بعد أن نسوها،وكانت قد مرت الأيام على
بني إسرائيل في فلسطين،إنحرفوا فيها كثيرا عن منهج الله عز وجل،فأراد الله تعالى أن
يجدد دينهم بعد أن فقدوا التوراة ونسوا كثيرا من آياتها،فبعث الله تعالى إليهم سيدنا
عزير وأمره
بأن يذهب إلى قرية،فذهب إليها فوجدها خرابا وليس فيها بشر،فوقف متعجبا،بأن كيف
يرسله الله إلى قرية خاوية ليس فيها بشر،كما ووقف مستغربا ينتظر أن يحييها الله وهو
واقف لأنه مبعوث إليها،فأماته الله مئة عام،بحيث قبض الله روحه وهو نائم ثم بعثه.
وعندما
إستيقظ سيدنا عزير من نومه،أرسل الله له ملكا في صورة بشر وسأله،حيث قال تعالى:
{قَالَ كَمْ لَبِثْتَ} فأجاب عزير،حيث قال تعالى: {قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ
بَعْضَ يَوْمٍ} أي نمت يوما أو عدة أيام على أكثر تقدير،فرد الملك،حيث قال تعالى:
{قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ} ويعقب الملك هنا مشيرا إلى إعجاز الله عز وجل،حيث
قال تعالى: {فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ
إِلَى حِمَارِكَ} وهنا أمره الملك بأن ينظر لطعامه الذي ظل بجانبه مئة سنة،فرآه عزير سليما كما
تركه،لم ينتن ولم يتغير طعمه أو رائحته،ثم أشار له إلى حماره،فرآه قد مات وتحول إلى
جلد وعظم،وبعد ذلك كله بين له الملك السر في ذلك،حيث قال تعالى: {وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً
لِّلنَّاسِ} ويختتم الملك كلامه هذا بأمر عجيب،حيث قال تعالى: {وَانظُرْ إِلَى
العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا} فنظر سيدنا عزير للحمار
فرأى عظامه تتحرك وتتجمع فتتشكل بشكل الحمار ثم بدأ اللحم يكسوها ثم الجلد ثم
الشعر،فإكتمل تكوين الحمار أمام عينيه.
ويخبرنا
بعد ذلك المولى تعالى بما قاله سيدنا عزير في هذا الموقف،حيث قال تعالى: {فَلَمَّا
تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فسبحان الله وأي إعجاز هذا،ثم خرج سيدنا عزير إلى القرية،فرآها قد عمرت وإمتلأت بالناس،فسألهم:
هل تعرفون عزيرا ؟ قالوا: نعم نعرفه،وقد مات منذ مئة سنة،فقال لهم: أنا عزير،فأنكروا
عليه ذلك،ثم جاءوا بعجوز معمّرة، وسألوها عن أوصافه،فوصفته لهم،فتأكدوا أنه سيدنا عزير،فأخذ
يعلمهم التوراة ويجددها لهم،وبدأ الناس يقبلون عليه وعلى هذا الدين من جديد،وأحبوه
حبا شديدا وقدّسوه للإعجاز الذي ظهر فيه،حتى وصل تقديسهم له أن قالوا عنه أنه إبن
الله،حيث قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ} وقد إستمر إنحراف
اليهود هذا بتقديس عزير وإعتباره إبنا لله تعالى –ولا زالوا يعتقدون بهذا إلى
اليوم- وهذا من شركهم بالله تعالى.